السفير البريطاني في السعودية يؤكد: الحوثيون لا يرغبون بالسلام

قال السفير البريطاني في المملكة العربية السعودية، نيل كرومبتون، الجمعة 29 مايو 2020، إن التصعيد العسكري الحوثي الأخير يثبت أنهم غير جادين لعملية السلام.

ودعا “كرومبتون”، المليشيا الحوثية الموالية لإيران، بالموافقة على مقترحات غريفيث، إذا كانوا يريدون أن يظهروا أنهم جادون بشأن السلام، دون أن يفصح عن خطة المبعوث ألأممي إلى اليمن.

والسبت 23 مايو 2020، قال وزير الخارجية اليمني، محمد الحضرمي، إن بلاده وافقت على مبادرة المبعوث الأممي بما في ذلك وقف إطلاق النار، وتشكيل وحدة مشتركة لكورونا، وفتح الطرقات كاملة لاسيما تعز، وفتح مطار صنعاء للرحلات الدولية، وسداد رواتب جميع الموظفين، والإفراج عن جميع الأسرى، واستئناف المشاورات، غير أن الحوثيين رفضوا ذلك.

وادن السفير البريطاني في السعودية، نيل كرومبتون، الهجمات التي شنها الحوثيون الأربعاء، على الحدود السعودية اليمنية، واستهدفت مدينة نجران باتجاه أهداف مدنية والتي أعلن التحالف إسقاطها.

والأربعاء 27 مايو 2020، أعلن التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، اعتراض وإسقاط طائرات بدون طيار (مسيّرة) أطلقتها الميليشيا الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران باتجاه الأعيان المدنية بمدينة نجران جنوبي السعودية.

وقال المتحدث باسم التحالف العربي تركي المالكي في بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية (واس)، إن المليشيا الحوثية مستمرة، في انتهاك القانون الدولي الإنساني بإطلاق الطائرات بدون طيار واستهدافها المتعمد للمدنيين وكذلك التجمعات السكانية والتي تهدد حياة المئات من المدنيين.

وأوضح المالكي، أن الأعمال العدائية والإرهابية باستخدام الطائرات بدون طيار تمثل انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني وتأكيد الرفض لمبادرة وقف إطلاق النار وخفض التصعيد التي أعلنها التحالف العربي.

والأربعاء 8 أبريل 2020، أعلن التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، وقف إطلاق نار شامل في اليمن لمدة أسبوعين ابتداء من الخميس 9 إبريل 2020، وأعلن تجديدها في 24 أبريل لمدة 30 يومًا، وانتهت في 24 مايو 2020، لكن الحوثيين رفضوا الالتزام بها.

وأكد تركي المالكي، استمرار قيادة القوات المشتركة للتحالف باتخاذ وتنفيذ الإجراءات الرادعة ضد المليشيا الحوثية الإرهابية لتحييد وتدمير هذه القدرات وبكل صرامة، وبما يتوافق مع القانون الدولي الإنساني وقواعده العرفية، دون الإشارة إلى تمديد وقف إطلاق النار الذي استفادت منه المليشيا الحوثية.

وأكد التحالف العربي، أن المليشيا الحوثية ارتكبت أكثر من (4455) اختراق لإعلان وقف إطلاق النار، مستخدمة كافة أنواع الأسلحة الخفيفة والثقيلة وكذلك الصواريخ البالستية.

ورفض الحوثيين تلك الهدنة، واعتبروها تبريرًا مسبقًا لهزيمة السعودية المتوقع في محافظة مأرب، وفقًا لتصريحات محمد البخيتي عضو مجلسهم السياسي، على تويتر، ورفضت مرة أخرى الالتزام بالهدنة.

ويشترط الحوثيون على التحالف، رفع الحظر الكلي عليهم، وفتح المطارات، والانسحاب من اليمن، وهو ما يعني، أن تعترف السعودية بالهزيمة، وتسليم البلاد لإيران، وفقًا لمحللين ساسين واستراتيجيين في الشأن اليمني.

خلفية الصراع في اليمن

وتشهد اليمن منذ أكثر من خمس سنوات حربا عنيفة أدت إلى خلق واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية بالعالم، حيث بات 80% من السكان بحاجة إلى مساعدات إنسانية، ودفع الصراع الملايين إلى حافة المجاعة.

وتقول الأمم المتحدة إن الصراع اليمني أدى إلى مقتل وجرح 70 ألف شخص، فيما قدرت تقارير حقوقية سابقة أن النزاع أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 100 ألف يمني.

واقتحم الحوثيون العاصمة صنعاء في 21 سبتمبر، ووضعوا قيادات الدولة تحت الإقامة الجبرية، إلا أن الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي تمكن من الفرار، ودعا دول الخليج للتدخل في اليمن.

ومنذ 26 مارس 2015، شكلت المملكة العربية السعودية تحالفًا عربيًا لدعم الشرعية في اليمن، إلا أنها بعد خمس سنوات لم تتحقق الأهداف كاملة، بسبب تخاذل الإخوان المسلمين في هذه الحرب، وتواصلهم مع الحوثيين سرًا.

وتحتاج اليمن في الوقت الراهن، إلى هيكلة حقيقية للجيش وللحكومة اليمنية، وتشكيل تحالف يمني حقيقي بعيدًا عن الإخوان المسلمين أو القوى المشكك بها في التواصل مع المليشيا الحوثية، أو مستفيدة من بقاء اليمن على الوضع الراهن، لتحرير اليمن من قبضة المليشيا الحوثية.

زر الذهاب إلى الأعلى