واشنطن تحمل الحوثيين مسؤولية إعاقة إنقاذ الناقلة “صافر”
كررت الولايات المتحدة الأميركية، السبت 23 مايو 2020، دعوتها لميليشيا الحوثي الانقلابية إلى السماح العاجل” بإجراء فحص وإصلاح دوليين للناقلة صافر قبل فوات الأوان”، في إشارةٍ إلى تدهور وضع العائمة اليمنية المحملة بأكثر من مليون برميل من النفط الخام قبالة ميناء راس عيسى على البحر الأحمر.
وحملت السفارة الأميركية لدى اليمن، في بيان، ميليشيا الحوثي مسؤولية إعاقة الخبراء الدوليين عن تقييم وصيانة الميناء النفطي العائم. وقالت في تحذير إن “حالة ناقلة تخزين النفط “صافر” التي يسيطر عليها الحوثيون آخذةٌ في التدهور، وقد يُحدث ذلك تسرباً كارثياً في البحر الأحمر”.
يأتي ذلك بعد أسابيع من تحميل وزارة الخارجية الأميركية ميليشيات الحوثي المسؤولية والتكاليف الإنسانية والبيئية المترتبة عن أي تسرب قد يحدث من الناقلة “صافر”، وذلك بعد أنباء عن كارثة بيئية كانت وشيكة الحدوث.
وكان المتحدث الرسمي باسم الحكومة اليمنية الشرعية، راجح بادي، قد كشف عن نية ميليشيا الحوثي تفجير خزان النفط العائم “صافر” الذي يرسو قبالة سواحل الحديدة، غرب البلاد.
وقال بادي في تصريح صحافي إن الحوثيين رفضوا خلال الفترات الماضية كل الوساطات البريطانية والأممية ولكثير من الدول التي تدخلت على خط الأزمة من أجل إقناع الحوثيين بإدخال الفرق الفنية الأممية لإجراء أعمال الصيانة اللازمة للناقلة “صافر” التي ترسو على بُعد 4.8 ميل بحري من ميناء عيسى النفطي، في محافظة الحديدة.
بدورها، اتهمت الأمم المتحدة الحوثيون بعرقلة عملية الصيانة. وقال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، مارك لوكوك، في إحاطته لمجلس الأمن في سبتمبر/أيلول الماضي، إنَّ “الحوثيين اعترضوا على إرسال معدات وفريق تقييم من الأمم المتحدة إلى جيبوتي على ساحل خليج عدن في أغسطس/آب، بناءً على اتفاق مسبق مع السلطات الحوثية”.
كما شدد مجلس الأمن الدولي، في قراره الأخير بشأن اليمن، على المخاطر البيئية لتسرب النفط وعلى ضرورة أن “يتاح دون إبطاء وصول موظفي الأمم المتحدة لتفتيش وصيانة ناقلة النفط صافر الموجودة في شمال اليمن الخاضع لسيطرة الحوثيين”.
وترسو سفينة “صافر” العائمة، والتي توصف بأنها “قنبلة موقوتة” ، على بُعد 7 كيلومترات قبالة ميناء رأس عيسى في مدينة الحديدة، الخاضعة لسيطرة الحوثيين، وعلى متنها مليون و140 ألف برميل من النفط الخام.
ولم يجرَ للسفينة أي صيانة منذ عام 2014، حيث عطل انقلاب الحوثيون العملية الروتينية والدورية التي اعتاد موظفو ومهندسو السفينة إجراءها بشكل دوري واستثنائي عند الحاجة لذلك.
وتتعرض “صافر” للتآكل بسبب مياه البحر المالحة، وهناك احتمالية انفجارها بأي لحظة جراء تصاعد الغازات من النفط الخام الخامل لسنوات. وخلال العامين الماضيين زادت المخاوف من احتمال انفجارها وبالتالي تسرّب أكثر من مليون برميل نفط في المياه.
وفي حال حدوث انفجار أو تسريب من الخزان، قد يتسبب ذلك بأسوأ كارثة نفطية، تضاعف كارثة نفط “أكسون فالديز” في ألاسكا عام 1989 بأربع مرات، حيث لم تتعاف منطقة التسريب بالكامل بعد مرور 30 عاماً على الكارثة.