طيران التحالف يدك المليشيا الحوثية في البيضاء
قتل وجرح عدد من عناصر المليشيا الحوثية الموالية لإيران، الخميس 14 مايو 2020، في غارات جوية على محافظة البيضاء جنوب شرق، نفذها التحالف العربي لدعم الشرعية.
وأفاد مصدر عسكري يمني في تصريح لوكالة “سبوتنيك” بأن طيران التحالف استهدف تجمعات وتحركات المليشيا الإرهابية، في جبهة قانية بمنطقة الوهبية شمال البيضاء، خلال مواجهات عنيفة مع الجيش اليمني التابع للحكومة الشرعية، إثر هجوم شنته الجماعة.
ووفقا للمصدر، أسفرت الغارات عن مقتل وإصابة عدد من الحوثيين وإعطاب 3 آليات وعربة “بي إم بي”.
وتأتي الغارات عقب بث قناة “المسيرة” الناطقة باسم الحوثيين مشاهد قالت إنها لعملية السيطرة على مواقع للجيش اليمني مطلة على سوق قانية شمال البيضاء.
من جهة ثانية، أعلن المركز الإعلامي للقوات المسلحة اليمنية، في تغريدة على حسابه في “تويتر”، أن الجيش أحبط بإسناد من المقاومة الشعبية الموالية له هجوما شنته جماعة الحوثي على مواقع في جبهة قانية بالوهبية شمال البيضاء، وأكد تكبيد الحوثيين خسائر في الأرواح والمعدات خلال المواجهات.
تمديد وقف إطلاق النار
والجمعة 24 أبريل، أعلن التحالف العربي، تمديدة وقف شامل لإطلاق النار في اليمن، لشهر كامل، يبدأ من الخميس، تنفيذًا لطلب الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه إلى اليمن، من اجل توحيد الجهود لمكافة فيروس كورونا، ومنح فرصة جديدة للحوثيين بالجنوح إلى السلم.
لكن المليشيا الحوثية، اعتبرت ذلك تبريرًا مسبقًا لهزيمة السعودية المتوقع في محافظة مأرب، وفقًا لتصريحات محمد البخيتي عضو مجلسهم السياسي، على تويتر، ورفضت مرة أخرى الالتزام بالهدنة.
ويشترط الحوثيون على التحالف، رفع الحظر الكلي عليهم، وفتح المطارات، والانسحاب من اليمن، وهو ما يعني، أن تعترف السعودية بالهزيمة، وتسليم البلاد لإيران، وفقًا لمحلليين ساسيين واستراتيجيين في الشأن اليمني.
والخميس 23 أبريل، انتهت رسميا هدنة أحادية أعلنها التحالف لوقف النار في اليمن لأسبوعين؛ بهدف تركيز الجهود على مواجهة مخاطر كورونا، قبل أن يعلن التحالف تمديدها لشهر آخر في الجمعة 24 من ذات الشهر/ 1 رمضان.
إعلان وقف إطلاق النار ورفض حوثي
والأربعاء 8 أبريل 2020، أعلن التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، وقف إطلاق نار شامل في اليمن لمدة أسبوعين ابتداء من الخميس 9 إبريل 2020، قابلة للتمديد، لمواجهة فيروس كورونا.
غير أن المليشيا الحوثية الموالية لإيران رفضت إعلان التحالف وقف إطلاق النار، واعتبرت أن ذلك عملاً تكتيكيا، لترتيب القوات الحكومية في محافظة مأرب، بحسب وصف محمد البخيتي، عضو شورى الجماعة الحوثية.
وقال إن إعلان التحالف وقف إطلاق النار، هو نتيجة لبتديل موازين القوى لصالح جماعته، مؤكدًا رفض جماعته لأي عملية وقف إطلاق النار ما لم يتم تنفيذ رؤيتهم التي قدموها إلى المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث.
خلفية الصراع في اليمن
وتشهد اليمن منذ أكثر من خمس سنوات حربا عنيفة أدت إلى خلق واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية بالعالم، حيث بات 80% من السكان بحاجة إلى مساعدات إنسانية، ودفع الصراع الملايين إلى حافة المجاعة.
وتقول الأمم المتحدة إن الصراع اليمني أدى إلى مقتل وجرح 70 ألف شخص، فيما قدرت تقارير حقوقية سابقة أن النزاع أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 100 ألف يمني.
واقتحم الحوثيون العاصمة صنعاء في 21 سبتمبر، ووضعوا قيادات الدولة تحت الإقامة الجبرية، إلا أن الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي تمكن من الفرار، ودعا دول الخليج للتدخل في اليمن.
ومنذ 26 مارس 2015، شكلت المملكة العربية السعودية تحالفًا عربيًا لدعم الشرعية في اليمن، إلا أنها بعد خمس سنوات لم تتحقق الأهداف كاملة، بسبب تخاذل الإخوان المسلمين في هذه الحرب، وتواصلهم مع الحوثيين سرًا.
وتحتاج اليمن في الوقت الراهن، إلى هيكلة حقيقية للجيش وللحكومة اليمنية، وتشكيل تحالف يمني حقيقي بعيدًا عن الإخوان المسلمين أو القوى المشكك بها في التواصل مع المليشيا الحوثية، أو مستفيدة من بقاء اليمن على الوضع الراهن، لتحرير اليمن من قبضة المليشيا الحوثية.