في زمن كورونا.. لا لولائم رمضان وتجمعات عيد الفطر
يشكل المستهترون “نقطة الضعف” الأبرز في جهود مواجهة انتشار فيروس كورونا “كوفيد19” في العديد من المجتمعات بعد أن تسببت تصرفاتهم غير المسؤولة في إحداث ثغرة سمحت بتمرير وانتشار الفيروس وإصابة ووفاة العشرات.
وأحدثت قصص مثل: وليمة رمضان، وسائق الشاحنة، وحفلة عيد الميلاد، وغيرها صدمة بعد أن تسبب “المستهترون” في نقل الفيروس إلى العشرات.
و على الرغم من التحذيرات الرسمية إلا أن استهتار وتهاون البعض بات يشكل التهديد الأكبر لجهود السيطرة على الفيروس، وتثير ولائم رمضان وتجمعات العيد مخاوف حقيقية في ظل جمعها للعديد من الأفراد من فئات عمرية مختلفة كالأطفال وكبار السن.
وقد يشكل عيد الفطر “نقطة التحول” في مسار انتشار الفيروس خصوصاً مع تزايد الحالات المسجلة يومياً في أغلب دول المنطقة والعالم.
وتخشى العديد من الدول العربية والإسلامية من اتخاذ بعض المستهترين لعيد الفطر وما يرتبط به من عادات اجتماعية حجة لكسر قواعد “التباعد الجسدي” التي فرضتها متطلبات المواجهة مع وباء كورونا مع ما قد يترتب على ذلك من مخاطر قد تنسف جميع جهودها الوقائية التي بذلت في المرحلة السابقة والعودة بها إلى نقطة الصفر.
وتناقلت وسائل الإعلام خلال الفترة السابقة قصصا مروعة أبطالها أشخاص مصابون بالفيروس تجردوا من أي حس بالمسؤولية ورفضوا الالتزام بقواعد الحجر المنزلي وتساهلوا في تطبيق “التباعد الجسدي” والإجراءات الوقائية من الوباء، فكانوا سببا في نقل الإصابة إلى العشرات من أهلهم وأصدقائهم وجيرانهم.
ففي الإمارات وضعت عائلتان مكونتان من 30 شخصاً النصائح والإجراءات الاحترازية والوقائية التي توصي بهما الدولة وراء ظهرهما واجتمعتا معاً على دعوة للعشاء فكانت النتيجة إصابتهم جميعا بفيروس كورونا المستجد ومن بينهم طفل لم يتجاوز الشهرين وعدد من كبار السن.
أما في الأردن، وبعد الوصول إلى صفر إصابات وعدم تسجيل أي حالات جديدة لـ 9 أيام عاد الوباء للظهور بسبب سائق شاحنة دخل الحدود الأردنية من إحدى الدول المجاورة، ولم يلتزم بـالحجر الصحي حيث أقام مع حلول شهر رمضان وليمة إفطار لعائلته، التي يسكن بعض أفرادها في محافظات وبلدات أخرى، لتظهر بعدها أعراض الإصابة بـ “كورونا” عليه ويتم نقله للمستشفى حيث ظهرت نتائج فحوصاته إيجابية.
وعلى الإثر بدأت خلية الأزمة في الأردن إجراءات العزل لبلدة السائق والمناطق والبلدات التي يوجد بها مخالطون إضافة إلى إجراء الفحوصات للمخالطين والتي أدت إلى اكتشاف أكثر من 30 إصابة من المخالطين للسائق، وتم عزل 4 قرى في محافظة المفرق، و3 مبان في مدينة إربد يقطنها مخالطون للسائق.
وفي العراق تسبب حفل عيد ميلاد أقامته إحدى العوائل وحضره 90 شخصا في نقل العدوى إلى 23 شخصا من الحضور من بينهم أفراد العائلة نفسها الذين تم نقلهم جميعا إلى المستشفى.
تأتي هذه التصرفات غير المسؤولة بالرغم من مناشدة معظم العلماء والمرجعيات الدينية في العالم العربي والاسلامي للجمهور الالتزام بالإجراءات الاحترازية والتعليمات الوقائية الصادرة من الجهات الصحية لمواجهة وباء كورونا، ودعوتهم إلى التقيد بإجراءات التباعد الاجتماعي في هذه الظروف الاستثنائية والتي تتطلب تعاون الجميع وعدم التهاون.
وعلى المستوى القانوني.. سارعت العديد من الدول إلى سن القوانين واتخاذ العديد من الإجراءات القانونية التي تجرم التهاون وعدم الالتزام بالإجراءات الاحترازية الخاصة بمواجهة انتشار الوباء.