هل سيتم إنهاء الدوري الإنجليزي؟
كشف وقف النشاط الكروي بسبب أزمة فايروس كورونا عن العديد من الثغرات التي يعاني منها الدوري الإنجليزي الممتاز “البريميرليغ” والتي تعكسها الاجتماعات الدورية لممثلي هذا الدوري دون توافق حقيقي على إنهاء الموسم.
ورجحت مصادر صحافية أن يتواصل الجدل بشأن تحديد تاريخ معيّن لمواصلة نشاط البريميرليغ رغم قرار السماح للأندية بالعودة تدريجيا لخوض تدريباتها استعدادا لإنهاء الموسم.
ووفقا لتقرير ” العرب” اللندنية ،يرى محللون رياضيون أنه خلافا لبعض الدوريات الأخرى الكبرى، في إسبانيا وألمانيا وإيطاليا أيضا، فقد عرّت أزمة كورونا مشكلة حقيقية تتعلق بسوء التسيير والإدارة في دوري كبير مثل الدوري الإنجليزي.
ويستدل هؤلاء لتوضيح رؤيتهم على أزمة خفض الرواتب التي قامت بها معظم الأندية وفي مختلف الدوريات الأوروبية إلا أندية البريميرليغ التي عجزت عن إيجاد حلول لهذه الأزمة.
ودفعت هذه الأزمة وعدم وضوح الرؤية بشأن مصير بقية الموسم إلى بروز آراء متباينة: هل يحصل ليفربول على فرصة التتويج بلقب الدوري الإنجليزي لكرة القدم بعد انتظار دام ثلاثين سنة أم سيرضخ موسم البريميرليغ لخيار الإلغاء بعدما علّق فايروس كورونا المستجد منافساته بدءا من الشهر الماضي؟
ويلتقي أصحاب الشأن في الدوري الإنجليزي الجمعة القادم لمناقشة كيفية المضي نحو إيجاد حل لمسألة التعليق في ظل تقارير حول استئناف الدوري في 8 يونيو. وفيما ألغي الدوري الهولندي ويبدو البلجيكي مترددا للسير على النهج عينه، دعا البعض إلى إلغاء الدوري الإنجليزي هذا الموسم.
التزام شكلي
لكن الأندية لا تزال ملتزمة بإنهاء موسم 2019-2020 نظرا لاستفحال العوائق المالية وتعقِّد الحلول القانونية إذا لم تستكمل المباريات الـ92 المتبقية. وأكد وزير في الحكومة البريطانية (مسؤول عن الرياضة) أنه عقد محادثات مع مسؤولي الدوري الإنجليزي الممتاز بهدف عودة المباريات في أسرع وقت ممكن.
وفي جلسة أمام البرلمان، قال أوليفر دودن وزير الثقافة والإعلام والرياضة “شخصيا أجريت محادثات مع مسؤولي الدوري الممتاز بهدف عودة نشاط كرة القدم في أسرع وقت ممكن لدعم جميع أطراف صناعة كرة القدم”. لكن ثلاثة أندية لندنية، هي أرسنال ووست هام وتوتنهام، إضافة إلى برايتون، أعادت فتح ملاعب التدريب لتسمح لعدد محدود من اللاعبين بالعودة للمران مع الالتزام الصارم بقواعد التباعد الاجتماعي.
وفي إشارة إلى عودة عجلة الدوري للدوران، سمحت أندية أرسنال، توتنهام، وست هام وبرايتون للاعبيها بالعودة لإجراء تمارين فردية. وقال البرتغالي ديوغو جوتا جناح ولفرهامبتون لشبكة “بي.بي.سي”، “أعتقد أنه يمكن إنهاء موسم البريميرليغ”.
وأضاف “برغم أن بعض الدوريات يمكن أن تنتهي الآن، إلا أن بعضها قد يبدأ عاجلا. أعرف أنه يجب إنهاء موسم البريميرليغ بالنسبة للجماهير في مختلف أنحاء العالم، لذا من الهام أن نتمكن من إنهائه”. ويملك ألن بارديو مدرب نيوكاسل وكريستال بالاس سابقا نظرة فريدة في هذا الشأن. ويعتقد أن الدوري الممتاز سيصل إلى ختامه لتفادي تكلفة الدعاوى في المحاكم.
وقال مدرب دن هاغ الهولندي الذي تفادى الهبوط إلى الدرجة الثانية “تسبّب حقوق النقل التلفزيوني إشكالية أكبر في إنجلترا. إذا جلبتم الطراز عينه (مثل هولندا) سينتهي الأمر بدعاوى قانونية ضخمة”. وتابع “من المدربين، الرؤساء والرؤساء التنفيذيين الذين تحدثت معهم في البريميرليغ، يبدو التصميم واضحا لإكمال الموسم، شرط الحصول على ضوء أخضر من الحكومة”.
دعوات الإلغاء
وفي ظل الخسائر الفادحة في الأرواح (أكثر من 20 ألف حالة وفاة في بريطانيا) وعلى الصعيد الاقتصادي بسبب تفشي كوفيد – 19، يرى البعض أنه من المعيب اعتبار الرياضة أولوية. لا يمكن للأندية ضمان صحة اللاعبين، وهناك مخاوف بشأن تجمع الجماهير خارج أسوار الملاعب في ظل إقامة المباريات أمام مدرجات فارغة.
وأوضح لاعب وسط ليفربول وتوتنهام السابق جايمي ريدناب أنه لا يرى فائدة من اللعب حتى يوليو وأغسطس وتأخير الموسم المقبل. وقال “إذا لم يختتم الموسم في نهاية يونيو، يجب أن ننظر إلى الخيارات ونتطلع فقط للموسم المقبل”. وإذا لم ينته الموسم، يتعيّن إيجاد حلول لتقرير هوية البطل، مراكز التأهل الأوروبية والهبوط إلى المستوى الثاني.
وسيكون خيار إلغاء الموسم بمثابة الطلقة الأخيرة، ولا شك أنه لن يعجب الأندية وجماهيرها، خصوصا ليفربول الذي يحلق في صدارة الترتيب بفارق شاسع عن سيتي.
وستعترض أندية مانشستر يونايتد، ولفرهامبتون، شيفيلد وتوتنهام على ظلم سيلحق بها في حال عدم تأهلها إلى دوري أبطال أوروبا، وذلك لحلولها راهنا خارج ترتيب الأربعة الأوائل.