الأزمات المالية تحاصر أندية الدوري السعودي
تضررت الأندية السعودية ماديا بصورة كبيرة، خلال فترة توقف النشاط الرياضي؛ بسبب تفشي فايروس كورونا، ما انعكس بالسلب على القيمة السوقية للاعبين الذين طالب بعضهم بفسخ عقودهم. ووافقت أندية دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين على خصم 50 في المئة من رواتب اللاعبين المحترفين، على أن يبدأ الخصم لمن يتجاوز راتبه الشهري 20 ألف ريال، حتى انتهاء أزمة كورونا.
وتعيش الأندية السعودية، وضعا صعبا بسبب إيقاف النشاط الرياضي بشكل عام، وغياب مصادر الدخل، ما يستدعي تدخل أعضاء الشرف ووزارة الرياضة، للمساعدة في حل المشاكل المالية. وانخفضت القيمة السوقية للأندية السعودية، مثل بقية الأندية في العالم، إذ أصبحت قيمة متصدر ترتيب الدوري الهلال ( 41.28 مليون يورو) بعدما كان (51.35 مليون يورو) قبل الأزمة.
سيصبح الدوري السعودي مهددا بفقدان مستواه حال لم يتم احتواء الأزمة، فقد يهاجر النجوم إلى دوريات أخرى، قد يكون بينها الدوري الإماراتي والقطري. وكانت وسائل الإعلام السعودية نشرت قبل أيام خبر موافقة الهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضة بالسعودية على إقراض ناديي الهلال والنصر 40 مليون ريال و50 مليون ريال على التوالي، وذلك لتسديد الديون المتراكمة على الناديين.
وجاءت هذه الخطوة بعد أن قامت الهيئة، العام الماضي، بإقراض نادي الاتحاد 50 مليون ريال أيضا بعد أن كان مهددا إما بخصم نقاطه في الدوري أو الهبوط إلى الدرجة الأولى. وبالتأكيد ستخرج أندية أخرى تطالب بمبدأ المساواة، وحينها سيكون من الصعب جدا التعامل مع الأمر.
مشكلة الأندية السعودية وفقا لتقرير “العرب” اللندنية، نابعة من ثلاثة أسباب رئيسة هي بالأساس ضعف المداخيل، والإنفاق غير المدروس، وتحمل الإدارات الجديدة المشكلات المتراكمة التي تركتها الإدارات التي سبقتها، هذه الأمور أدت إلى وجود أزمة مالية، لكن ما نحن مقبلون عليه الآن قد يكون أزمة مالية أكبر لا يمكن احتواؤها.
وفي الوقت نفسه، أثر توقف النشاط الرياضي على علاقة الأندية بلاعبيها، وأدى ذلك إلى تهديدات بإنهاء العقود سواء من الأندية أو اللاعبين. ففي النادي الأهلي، تقدم النجم الجزائري يوسف البلايلي بخطاب رسمي لإدارة أهلي جدة، يرغب من خلاله في فسخ العقد المبرم بينهما، نظرا لعدم استلام مستحقاته الشهرية، مهددا بإنهاء عقده من طرف واحد، في حال لم يستلم المستحقات.
وبعد ذلك، أعلن البلايلي حل أزمته بعد الاتفاق مع مسؤولي الأهلي، مؤكدا استمراره بتجربته رفقة الأهلي وعدم رحيله. وألزم الفيفا، نادي الاتحاد بدفع 3 ملايين يورو للاعب المغربي مروان داكوستا، الذي فسخ عقده من طرف واحد مع الاتحاد، وإلا سيمنع من تسجيل اللاعبين لـ3 فترات انتقالات، وسط سعي اتحادي للتوصل مع اللاعب لخفض مستحقاته وحل يرضي جميع الأطراف.
من جانبها أبدت إدارة نادي النصر السعودي تمسكها بالمحافظة على قوام الفريق، دون التفريط في أي لاعب سواء كان محترفا أو أجنبيا. وذكرت صحيفة “الرياضية” السعودية، أن القرار يأتي كرغبة مشتركة بين الإدارة والبرتغالي روي فيتوريا المدير الفني للفريق. وقال سعود الصرامي، المتحدث الرسمي باسم النصر، في تصريحات للصحيفة ذاتها “لن نفرط في نجومنا مهما كانت المبررات، بعد النجاحات التي حققها بطل الدوري والسوبر السعودي”. وتضم قائمة المحترفين بالنصر، كلا من البرازيلي مايكون ومواطنيه بيتروس وجوليانو والأسترالي براد جونز والنيجيري أحمد موسى والثنائي المغربي عبدالرزاق حمدالله ونورالدين المرابط.
وحول الآثار المالية المترتبة عن توقف النشاط الكروي قال ياسر بن حسن المسحل رئيس الاتحاد السعودي “من الطبيعي أن تنخفض إيرادات الاتحاد السعودي لكرة القدم نظرا لتوقف النشاط الكروي. وهذا الأمر يتعرض له كل اتحاد في العالم. وبهذه المناسبة أعيد تقديم الشكر للأجهزة الفنية والإدارية في منتخباتنا الوطنية على مبادراتهم بتخفيض رواتبهم الشهرية”.
وقال إن موعد استئناف الدوري المحلي، ليس متاحا حتى الآن بشكل نهائي وأن التنسيق المستمر مع الجهات المختصة في هذا الخصوص يتم بشكل إيجابي ومثمر. وأكد المسحل أن اتحاد الكرة يعمل بتناغم كامل مع وزارة الرياضة من أجل تحقيق الأهداف الرياضية المشتركة في تلك الظروف. وأضاف “نعمل كمنظومة واحدة متناسقة الأداء في مواجهة تأثيرات الوباء ونسير وفق خطة متوازنة تقوم عليها جهات متخصصة”.
وحول التأثيرات الاقتصادية المقبلة ومدى الاتجاه لتقليل عدد اللاعبين الأجانب بالأندية أوضح المسحل “مجلس إدارة الاتحاد السعودي أعلن في آخر اجتماع استمرار نفس عدد الأجانب لموسمين مقبلين. ولا توجد نية حاليًا لتغيير العدد حتى اللحظة”.
واستبعد المسحل إلغاء الموسم الكروي الحالي، مضيفا “لا نريد استباق الأحداث لكن الموسم الرياضي متوقف حاليا كما أُعلن مسبقا وسيستأنف متى سمحت الظروف بالتنسيق مع الجهات المعنية وتأتي سلامة اللاعبين وكافة الرياضيين في المقام الأول”.