الدبيش: الحوثيون لا يكترثون على رفع المعاناة الانسانية تجاه الشعب
ليلة دموية مرت على سكان مدينة حيس جنوب الحديدة مساء الأربعاء 9 أبريل 2020، جراء قصف مليشيا الحوثي بعشرات قذائف المدفعية صوب الأحياء السكنية مما أسفر عن استشهاد امرأة واصابة امرأتين وطفل وشاب.
ووثق تصوير مشاهد الدمار والخراب الذي لحق بأحد منازل المواطنين في مدينة حيس، ويظهر الفيديو تهدم سطوح المنزل وأثار الشظايا في الجدران والنوافذ.
وقال المواطنين، إن المليشيا الحوثية استهدفت منازلهم بما يقارب خمسون مقذوف مدفعي وصاروخي، مشيرين إلى أن القصف ترجمة لشعارها الدموي وشعار الموت الذي تصدره على الأحياء السكنية.
وأكد المواطنين أن المليشيا مارست كافة الأعمال الإجرامية من التقطع وتدمير المنازل، مستنكرين الصمت الغريب لفريق الأمم المتحدة لإعادة الانتشار ومراقبة وقف إطلاق النار في الحديدة.
يأتي القصف العشوائي الحوثي، عقب إعلان التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، وقف إطلاق نار شامل من طرف واحد، ورفضها الحوثيين.
وقال ناطق القوات المشتركة العقيد وضاح الدبيش، لـ«الحديدة لايف»: ” في الوقت الذي أعلن الاستجابة من قبل الحكومة الشرعية وتحالف دعم الشرعية وقف إطلاق النار لمدة أسبوعين وقابل للتجديد، لدعوة الأمم المتحدة لمواجهة فيروس كورونا، جاء الرد الحوثي الرافض لوقف إطلاق النار، وهذا ما يدل على عدم أكثرات مليشيا الحوثي على رفع المعاناة الإنسانية اتجاه الشعب اليمني، وإنما تتخذ جائحة كورونا فيروس تكتيكا لصالحه”.
وأكد أنه، وبالتزامن مع إعلان التحالف وقف للعمليات العسكرية في اليمن، أطلقت المليشيا الحوثية المدفعية والصواريخ دون هوادة على الاحياء السكنية، أدى ذلك إلى مقتل العديد من المواطنين في مأرب والحديدة.
ففي الحديدة أدى القصف إلى إستشهاد إمرأة وإصابة عدد سته بينهم أطفال ونساء ثلاثة منهم إصابتهم خطيرة جراء قصف لمدفعية الحوثي على مدينة حيس جنوب الحديدة، وهم أسمهان علي فرحان 27سنة (شهيد)، و أمة الله محمد شوعي 32سنة وتقية محمدحسن الحضرمي 50سنة، ومحمد عبدالله فيصل الشميري (جرحى).
والأربعاء 9 أبريل 2020، أعلن التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، وقف إطلاق نار شامل في اليمن لمدة أسبوعين ابتداء من الخميس 9 إبريل 2020، قابلة للتمديد.
وأوضح تركي المالكي المتحدث باسم التحالف العربي في بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية «واس»، إن إعلان وقف إطلاق النار يأتي بهدف تهيئة الظروف الملائمة لتنفيذ دعوة المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لليمن لعقد اجتماع بين الحكومة الشرعية والحوثيين، إضافة لفريق عسكري من التحالف، تحت إشراف مارتن غريفيث.
وبين أن الاجتماع سيخصص لبحث مقترحاته بشأن خطوات وآليات تنفيذ وقف إطلاق النار بشكل دائم في اليمن، وخطوات بناء الثقة الإنسانية والاقتصادية، واستئناف العملية السياسية بين الأطراف اليمنية للوصول إلى مشاورات بين الأشقاء اليمنيين للتوصل إلى حل سياسي شامل في اليمن.
واعتبر التحالف العربي، أن الوقت الحالي الذي يمر به العالم فرصة لتضافر الجهود كافة للتوصل إلى وقف شامل ودائم لإطلاق النار في اليمن، والتوافق على خطوات جدية وملموسة ومباشرة للتخفيف من معاناة الشعب اليمني، مشيرًا إلى أن الأمم المتحدة والتحالف سيدعمان هذه الخطوة في سبيل التوصل إلى حل سياسي شامل وعادل، يتفق عليه اليمنيون.
ورفضت المليشيا الحوثية الموالية لإيران لإعلان التحالف وقف إطلاق النار، واعتبرت أن ذلك عملاً تكتيكيا، لترتيب القوات الحكومية في محافظة مأرب، بحسب وصف محمد البخيتي، عضو شورى الجماعة الحوثية.
وقال إن إعلان التحالف وقف إطلاق النار، هو نتيجة لبتديل موازين القوى لصالح جماعته، مؤكدًا رفض جماعته لأي عملية وقف إطلاق النار ما لم يتم تنفيذ رؤيتهم التي قدموها إلى المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث.
وفي إعلان مماثل، رحبت الحكومة اليمنية الأربعاء 25 مارس 2020، بدعوة الأمين العام للأمم المتحدة السيد انتونيو غوتيريش لوقف إطلاق النار لمواجهة تبعات انتشار فيروس كورونا كوفيد-19 وخفض التصعيد على مستوى البلد بشكل كامل وكذلك دعوة المبعوث الخاص للامين العام للأمم المتحدة مارتن جريفت لاستعادة الهدوء ومواجهة التصعيد العسكري، ورحب حبها التحالف العربي.
غير أن الحوثيين، اعتبروا قرار الحكومة اليمنية وقف إطلاق النار والتفرغ للحالات الإنسانية، ومنع وصول فيروس كورونا إلى اليمن، فشلًا في مواجهتهم، وتعهدوا بمواصلة القتال، وفقًا للحديث التلفزيوني الذي أدلى به عبدالملك الحوثي، زعيم الجماعة الإرهابية.
وقل الحوثيون، إن وقف إطلاق النار التي أعلنته الحكومة اليمنية، لابد أن يتبعه خطوات عملية، لبناء الثقة، وربطها بالعملية السياسية، وفقًا لما كتبه محمد علي الحوثي على حسابه في تويتر.
وأعلن حينها، متحدث الجماعة محمد عبدالسلام، أن جماعته قررت عدم الرضوخ ومواصلة الدفاع، في تجاهل واضح للأوضاع الإنسانية التي يمر بها العالم، وخصوصًا اليمنيين.
وفي 13 ديسمبر 2018، وقعت الحكومة اليمنية والمليشيا الحوثية الموالية لإيران، اتفاقا برعاية الأمم المتحدة يقضى إلى وقف إطلاق النار و إعادة الانتشار في الموانئ ومدينة الحُديدة، خلال 21 يوماً من بدء وقف إطلاق النار؛ إلا أن ذلك تعثر حتى الآن بسبب رفض الحوثيين تنفيذ بنود الاتفاق رغم مرور أكثر من عام على توقيعه.
واقتحم الحوثيون العاصمة صنعاء في 21 سبتمبر، ووضعوا قيادات الدولة تحت الإقامة الجبرية، إلا أن الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي تمكن من الفرار، ودعا دول الخليج للتدخل في اليمن.