الحوثيون: إعلان وقف إطلاق النار هدنة جزئية لترتيب صفوف التحالف في مأرب
في موقف يدل على رفض الحوثيين لأية عملية سياسية ووقف الحرب في اليمن، أكدت الجماعة الموالية لإيران، رفضها لإعلان التحالف العربي لوقف إطلاق نار شامل في اليمن من جانب واحد، واعتبرت ذلك عملًا لا يرتقي لمطالبها التي تريد إعلانًا صريحًا لفشل التحالف في اليمن.
واعتبر محمد البخيتي، عضو مجلس شورى الجماعة والناطق الإعلامي الخاص بها، أن ما أعلنه التحالف العربي، هي هدنة جزئية لمدة اسبوعين لكي تعيد ترتيب صفوف مقاتليها في مأرب، حد وصفه.
وقال إن إعلان التحالف وقف إطلاق النار، هو نتيجة لبتديل موازين القوى لصالح جماعته، مؤكدًا رفض جماعته لأي عملية وقف إطلاق النار ما لم يتم تنفيذ رؤيتهم التي قدموها إلى المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث.
والأربعاء 9 أبريل 2020، أعلن التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، وقف إطلاق نار شامل في اليمن لمدة أسبوعين ابتداء من الخميس 9 إبريل 2020، قابلة للتمديد.
واعتبر التحالف العربي، أن الوقت الحالي الذي يمر به العالم فرصة لتضافر الجهود كافة للتوصل إلى وقف شامل ودائم لإطلاق النار في اليمن، والتوافق على خطوات جدية وملموسة ومباشرة للتخفيف من معاناة الشعب اليمني، مشيرًا إلى أن الأمم المتحدة والتحالف سيدعمان هذه الخطوة في سبيل التوصل إلى حل سياسي شامل وعادل، يتفق عليه اليمنيون.
لكن المليشيا الحوثية، رفضت وقف إطلاق النار في اليمن، الذي أعلنه التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، تهيئة لحوار شامل بين الحكومة اليمنية والمليشيا.
وقال محمد عبد السلام، المتحدث باسم الجماعة، عبر حسابه في على تويتر، إن وقف إطلاق النار لابد أن ينص على وقف شامل للحرب و ” إنهاء الحصار”، وتأسيس لمرحلة انتقالية.
وبدوره، أعلن محمد علي الحوثي، رفض جماعته لأي حلول «مجزئة»، واعتبر أن مثل ذلك لابد أن يتم الاستفتاء عليه الشعب، مشيرًا أنهم قدموا رؤية متكاملة لمارتن غريفيث تفند شروطهم للقبول بوقف إطلاق النار.
ونشر صورة لبنود تلك الرؤية التي قال إنه قدمها للمعبوث الأممي إلى اليمن، والتي تدعو المملكة العربية السعودية للاعتراف والتوقيع عليها على اعتبار أنها طرفًا رئيسيًا في الحرب، ومتجاهلة للحكومة الشرعية، وهو ما تشير إلى تفسيرات عدة، بحسب محللون سياسيون.
استجابة للأمم المتحدة لتوحيد الجهود
والأربعاء 25 مارس 2020، رحبت الحكومة اليمنية بدعوة الأمين العام للأمم المتحدة السيد انتونيو غوتيريش لوقف إطلاق النار لمواجهة تبعات انتشار فيروس كورونا كوفيد-19 وخفض التصعيد على مستوى البلد بشكل كامل وكذلك دعوة المبعوث الخاص للامين العام للأمم المتحدة مارتن جريفت لاستعادة الهدوء ومواجهة التصعيد العسكري.
غير أن الحوثيين، اعتبروا قرار الحكومة اليمنية وقف إطلاق النار والتفرغ للحالات الإنسانية، ومنع وصول فيروس كورونا إلى اليمن، فشلًا في مواجهتهم، وتعهدوا بمواصلة القتال، وفقًا للحديث التلفزيوني الذي أدلى به عبدالملك الحوثي، زعيم الجماعة الإرهابية.
وقل الحوثيون، إن وقف إطلاق النار التي أعلنته الحكومة اليمنية، لابد أن يتبعه خطوات عملية، لبناء الثقة، وربطها بالعملية السياسية، وفقًا لما كتبه محمد علي الحوثي على حسابه في تويتر.
وأعلن حينها، متحدث الجماعة محمد عبدالسلام، أن جماعته قررت عدم الرضوخ ومواصلة الدفاع، في تجاهل واضح للأوضاع الإنسانية التي يمر بها العالم، وخصوصًا اليمنيين.
وفي 13 ديسمبر 2018، وقعت الحكومة اليمنية والمليشيا الحوثية الموالية لإيران، اتفاقا برعاية الأمم المتحدة يقضى إلى وقف إطلاق النار و إعادة الانتشار في الموانئ ومدينة الحُديدة، خلال 21 يوماً من بدء وقف إطلاق النار؛ إلا أن ذلك تعثر حتى الآن بسبب رفض الحوثيين تنفيذ بنود الاتفاق رغم مرور أكثر من عام على توقيعه.
واقتحم الحوثيون العاصمة صنعاء في 21 سبتمبر، ووضعوا قيادات الدولة تحت الإقامة الجبرية، إلا أن الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي تمكن من الفرار، ودعا دول الخليج للتدخل في اليمن.
ومنذ 26 مارس 2015، شكلت المملكة العربية السعودية تحالفًا عربيًا لدعم الشرعية في اليمن، إلا أنها بعد خمس سنوات لم تتحقق الأهداف كاملة، بسبب تخاذل الإخوان المسلمين في هذه الحرب، وتواصلهم مع الحوثيين سرًا.
وتحتاج اليمن في الوقت الراهن، إلى هيكلة حقيقية للجيش وللحكومة اليمنية، وتشكيل تحالف يمني حقيقي بعيدًا عن الإخوان المسلمين أو القوى المشكك بها في التواصل مع المليشيا الحوثية، أو مستفيدة من بقاء اليمن على الوضع الراهن.