وزير الصحة التونسي يبكي من خطورة الوضع
لم يستطع وزير الصحة التونسي عبد اللطيف المكي، أن يتمالك نفسه بعدما غالبته الدموع وهو يتحدث عن خطر تفشي فيروس كورونا المستجد في البلاد، بسبب عدم التزام المواطنين بالحجر الصحي وعدم احترامهم لتراتيب وإجراءات التوّقي من الوباء.
في التفاصيل، أعلن الوزير في مؤتمر صحافي مشترك له مع وزير الداخلية هشام المشيشي، بخصوص الوضع الصحي بالبلاد، الثلاثاء، أن استهتار المواطنين وعدم تعاونهم مع السلطات سيعصف بجهود الدولة ومساعيها لحصر انتشار المرض، ملمحا إلى إمكانية خروج الوضع عن السيطرة وعجز الدولة عن احتواء الأزمة، إذا استمرت هذه السلوكات السلبية.
كما شدد على أن هذ الأمر مسألة أمن قومي لا يمكن الاستهتار به.
15 يوما حاسمة
وأكدّ الوزير أن الـ15 يوما القادمة ستكون حاسمة، فإما أن تتمكن الدولة من السيطرة على الوباء، أو سينتهي الأمر إلى خسائر مادية وبشرية وسيفقد الكثير أحبّتهم وأقرباءهم، كان ممكنا حمايتهم لو احترمت التوصيات والإجراءات.
كما كشف المكيّ، عن عدوى أفقية بسبب امتناع المواطنين المصابين عن تقديم معلومات صحية حول الناس الذي خالطوهم، موضحا أن الأمر وصل إلى حد مطاردتهم، وبسبب تنقل المواطنين بين المدن وتسلّل بعضهم من المناطق التي تمّ عزلها، مؤكدّا أن هذا الأمر غير مبشر وستكون نتائجه سلبية.
في السياق أيضا، كشف وزير الصحة أن فيروس كورونا يعيش على الأيدي لبضع دقائق فقط، محذرا من خطورة استخدام القفازات البلاستيكية التي يمكنها أن تنقل العدوى، وداعيا إلى غسل الأيدي قدر الإمكان، وتعقيم الأسطح التي يعيش عليها الفيروس مطولا وتجنب القفازات البلاستيكية والأكياس البلاستيكية.
سيناريو قادم
من جهته، حذر وزير الداخلية هشام المشيشي، من السيناريو القادم، إذا تواصل الأمر في الشارع على ما هو عليه، موضحا أن احترام الإجراءات القانونية ليس حداً من حرية المواطنين، مؤكدا أن المرضى الذين لم يلتزموا بالحجر الصحي ستتم محاكمتهم بتهمة القتل على وجه الخطأ.
وأضاف قائلا: “يمكن أن نصل إلى مشاهد صادمة، كما يمكن أن يصبح الموت على أعتاب المستشفيات ويضطر الطبيب إلى اختيار المريض الذي سيتركه يعيش، الوضع خطير وتوجد تخوفات من انتشار المرض بشكل كبير”، مؤكدا أن وزارة الداخلية ستكون صارمة في تطبيق الإجراءات ولن تتساهل مع المخالفين”.
وختم الوزير قائلا: “لسنا مستعدين لتهديد سلامة وصحّة التونسيين”.
يشار إلى أن تونس كانت سجلت حتّى يوم الاثنين، 596 إصابة بالفيروس من بين 7725 تحليلا، و 22 حالة وفاة، فيما يخضع الآلاف إلى الحجر الصحيّ في انتظار نتائج التحليل.
المصدر: العربية