مارتن غريفيث يسعى لعقد مباحثات سلام بين اليمن والحوثيين عبر الانترنت!
أعلن المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، مارتن غريفث، الخميس 2 أبريل 2020، عن سلسلة من المناقشات الثنائية مع الأطراف المختلفة للتوصل إلى اتفاقات حول وقف إطلاق النار على مستوى البلاد.
وأفاد بيان صحافي صادر عن مكتب المبعوث الأممي إلى اليمن بأن المناقشات تتركز أيضاً حول عدد من الإجراءات الإنسانية والاقتصادية الهادفة لتخفيف معاناة الشعب اليمني، والاستئناف العاجل للعملية السياسية لإنهاء الحرب بشكل شامل.
وبين الفينة والأخرى يختار مارتن غريفيث، شخصيات ليس لها تأثير على الساحة اليمنية، ويعقد لقاء عشوائيًا، بهدف الترويج الإعلامي، لا يخرج إلى أي نتيجة على الواقع، سوى المزيد من صناعة الوهم.
ووفق البيان، فإن مكتب المبعوث الأممي يتواصل مع الأطراف بشكل منتظم لمناقشة خطوات محددة في هذا المجال، ويعقد المناقشات الثنائية بشكل يومي بهدف الجمع بين الأطراف في اجتماع متلفز من خلال الإنترنت في أقرب وقت ممكن، حسب البيان.
وقال غريفث: “أتمنى أن تنتهي المشاورات قريباً لتحقيق توقعات ومطالب اليمنيين وما يستحقونه”.
بالتوازي مع تلك الجهود، يواصل مكتب المبعوث الأممي الخاص جهوده للتواصل بشكل أوسع مع المجموعات والمجتمعات اليمنية المتنوعة للتشاور معهم حول سبل استئناف عملية سياسية تشمل الجميع، والاستماع لآرائهم حول ما يمكن القيام به لدعم قدرة اليمن من أجل تفادي وتخفيف تفشي فيروس كورونا، بحسب البيان.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة قد دعا في وقت سابق الأطراف في اليمن إلى وقف القتال وبذل الجهود لمواجهة الانتشار المحتمل لفيروس كورونا المستجد.
كما دعا إلى الوقف الفوري للأعمال العدائية، والتركيز على التوصل إلى تسوية سياسية عن طريق التفاوض.
وقوبلت هذه الدعوة بترحيب من الحكومة اليمنية الشرعية ومن ميليشيا الحوثي غير أن التصعيد العسكري المستمر للميليشيا عقب ترحيبها يشير إلى عدم جديتها في السلام، بحسب مراقبين.
والأربعاء 25 مارس 2020، رحبت الحكومة اليمنية بدعوة الأمين العام للأمم المتحدة السيد انتونيو غوتيريش لوقف إطلاق النار لمواجهة تبعات انتشار فيروس كورونا كوفيد-19 وخفض التصعيد على مستوى البلد بشكل كامل وكذلك دعوة المبعوث الخاص للامين العام للأمم المتحدة مارتن جريفت لاستعادة الهدوء ومواجهة التصعيد العسكري.
ورحب التحالف العربي بقرار الحكومة اليمنية في قبول دعوة الأمين العام للأمم المتحدة لوقف إطلاق النار في اليمن ومواجهة تبعات انتشار فيروس كورونا (كوفيد-19).
غير أن الحوثيين، اعتبروا قرار الحكومة اليمني والتحالف العربي وقف إطلاق النار والتفرغ للحالات الإنسانية، ومنع وصول فيروس كورونا إلى اليمن، فشلًا في مواجهتهم، وتعهدوا بمواصلة القتال، وفقًا للحديث التلفزيوني الذي أدلى به عبدالملك الحوثي، زعيم الجماعة الإرهابية.
وقل الحوثيون، إن وقف إطلاق النار التي أعلنته الحكومة اليمنية، لابد أن يتبعه خطوات عملية، لبناء الثقة، وربطها بالعملية السياسية، وفقًا لما كتبه محمد علي الحوثي على حسابه في تويتر.
وأعلن حينها، متحدث الجماعة محمد عبدالسلام، أن جماعته قررت عدم الرضوخ ومواصلة الدفاع، في تجاهل واضح للأوضاع الإنسانية التي يمر بها العالم، وخصوصًا اليمنيين.
وفي 13 ديسمبر 2018، وقعت الحكومة اليمنية والمليشيا الحوثية الموالية لإيران، اتفاقا برعاية الأمم المتحدة يقضى إلى وقف إطلاق النار و إعادة الانتشار في الموانئ ومدينة الحُديدة، خلال 21 يوماً من بدء وقف إطلاق النار؛ إلا أن ذلك تعثر حتى الآن بسبب رفض الحوثيين تنفيذ بنود الاتفاق رغم مرور أكثر من عام على توقيعه.
واقتحم الحوثيون العاصمة صنعاء في 21 سبتمبر، ووضعوا قيادات الدولة تحت الإقامة الجبرية، إلا أن الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي تمكن من الفرار، ودعا دول الخليج للتدخل في اليمن.
ومنذ 26 مارس 2015، شكلت المملكة العربية السعودية تحالفًا عربيًا لدعم الشرعية في اليمن، إلا أنها بعد خمس سنوات لم تتحقق الأهداف كاملة، بسبب تخاذل الإخوان المسلمين في هذه الحرب، وتواصلهم مع الحوثيين سرًا.
وتحتاج اليمن في الوقت الراهن، إلى هيكلة حقيقية للجيش وللحكومة اليمنية، وتشكيل تحالف يمني حقيقي بعيدًا عن الإخوان المسلمين أو القوى المشكك بها في التواصل مع المليشيا الحوثية، أو مستفيدة من بقاء اليمن على الوضع الراهن.