الزَّنداني وأبناؤه أطباء.. بالفطرة
اشتهر الإخواني اليمني عبدالمجيد الزَّنداني، أول الأمر، كمُجَند للشباب اليمني إلى أفغانستان، وبعد الوحدة اليمنية، اشتهر في قضية اغتيال الفتاة لينا عبدالخالق في كانون الثَّاني (يناير) 1992، بعد أن كُسبت إلى حزبه، ولما شَعرتْ بالخديعة، وأرادوا تزويجها مِن أحدهم، هربت مِن بيت الزَّنداني، ولقيت حتفها برصاصات مسدس ابنته، ولعلها أسماء الزنداني، التي تشارك أخويها في اكتشاف علاج للكورونا مِن تركيا.
ذهب الزنداني الأب لدراسة الصيدلة بالقاهرة، أكمل سنتين وتركها، ليتخصص بالشَّريعة، وهناك أصبح إخوانيا، على الرّغم مِن أنه كان زيدي المذهب. ثم قدم نفسه متخصصا بالإعجاز العلمي للقرآن، على شاكلة زغلول النَّجار. بعد دراسته للطب النَّبوي ادعى الزَّنداني اكتشاف علاج للإيدز، وشيعت له قناة “الجزيرة”. نَصح مَن جرب عليهم اكتشافه ممارسة حياتهم الزَّوجية، وبعد إجراء فحوصات طبية عليهم، تبين أنهم ما زالوا مرضى. هذا، ولا ننسى دراسة “عذاب القبر” (العلمية) للزنداني نفسه.
تلك قصة الأب باختصار، أما الأولاد فبثوا مِن تركيا، حيث رباط الإخوان هناك، أنهم يعكفون على إيجاد علاج لوباء كورونا، يشفي خلال ثلاثة أيام. يقول محمد الزَّنداني في تغريدة له “بعد إلحاح الكثير من الأصدقاء عليّ بالسؤال عن مسألة التوصّل إلى لقاح خاص بعلاج كورونا، فإننا بفضل الله وتوفيقه قد توصلنا إلى علاج ناجع يقضي على الفايروس وعلى أعراضه في فترة لا تتجاوز 72 ساعة”، يساعده في الاكتشاف أخوه عبدالله.
أما أختهم أسماء الزَّنداني، فقالت في تدوينتها التي عنونتها بـ”طرق الوقاية من كورونا” إن “الشَّيطان يتشكل ولو بالفايروس، وهو يجري في مجرى الدَّم من ابن آدم كما في الحديث الصَّحيح”. لدى الزَّنداني أكثر مِن بنت، ولا ندري إن كان اغتيال لينا قد تم بمسدس أسماء أو أختها، حيث كشفت التحقيقات، ونُشرت في الصَّحافة اليمنية، أن الاغتيال تم برصاصات أُطلقت مِن مسدس ابنة الزنداني، وقد ادعوا أنها انتحرت، لكن الذي ينتحر لا يطلق الرَّصاص على نفسه مِن الظهر.
أمر معروف، في ينشط المشعوذون الأزمات، وهؤلاء لديهم خزين مِن الأحاديث، جمعت على أنها طب نبوي، مع أن الأنبياء لم يقدموا أنفسهم أطباء ولا مهندسين، ولا الكتب المقدسة، قدمت نفسها على أنها كتب نظريات فيزياء وكيمياء وفلك! فإذا عرفنا أن الزَّنداني، وبعد سنتين مِن دراسة الصيدلة، ظهر بمعجزة للإيدز، فما شأن أولاده وبناته والطب، كي يبشروا البشرية باكتشاف دواء لوباء كورونا؟ إلا أن الشَّعوذة وراثة أيضا!
المصدر: العرب