مصدر عسكري يكشف حقيقة الأحداث في معسكر لبنات بالجوف
انسحبت القوات المحسوبة على الحكومة اليمنية، من معسكر لبنات، ومناطق بئر المرازيق، في محافظة الجوف( شمال شرق) خلال ساعات الصباح الأولى من يوم الاثنين 30 مارس 2020، تاركة القبائل تقاتل دون إسناد من القوات الحكومية.
وقالت مصادر عسكرية ميدانية في محافظة الجوف لـ«الحديدة لاف»، إن القوات الموالية للحكومة اليمنية (قوات إخوانية) أنسحبت من معسكر لبنات دون أن أي مواجهة، وهو ما سمح للحوثيين بالدخول والسيطرة عليه كاملًا.
وأوضح المصدر الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، خشية على حياته، وكونه غير مخول بالحديث لوسائل الإعلام، أن أفراد معسكر اللبنات خرجوا من داخله تاركين أسلحتهم الشخصية والعتاد العسكري.
وبيّن المصدر، أن تلك العملية تشبه إلى حد كبير عملية تسليم نهم، وخيانة القوات الحكومية لعاصمة الجوف (الحزم)، وبنفس مشهد 2014، يتكرر في مأرب والجوف، متوقعًا أن يسلم حزب التجمع اليمني للإصلاح محافظة مأرب في وقت لا يزيد عن الشهر، بعد معارك وهمية.
وأشارت مصادر أخرى، ان تسليم معسكر لبنات، يأتي مع اشتداد المعارك في مديرية صرواح بمحافظة مأرب بين قبائل المنطقة والمليشيا الحوثية وسط غياب تام للقوات الحكومية، وهو ما جعل القبائل تعمل على تشكيل لجان شعبية وعسكرية للتحشيد وتعزيز جبهات مجزر وصرواح والمشجح
ومنذ 18 يناير 2020 صعدت المليشيا الحوثية الموالية لإيران، العمل العسكري في كافة الجبهات، بعد أشهر من توقفها، بسبب الضغوط الدولية على التحالف العربي، لمنح فرصة لعملية السلام؛ إلا أن الحوثيين، استغلوا الهدنة غير المعلنة، لاستجماع قواهم وتحويل دفاعهم إلى الهجوم.
وفي 29 يناير، أعلن الحوثيون، إطلاق عملية اسموها ” البنيان المرصوص”، تمكنوا من خلالها السيطرة على 2500 كيلوا متر شرقي العاصمة اليمنية صنعاء، واحتلال مديريات في مأرب والجوف، كتأكيد لنسف العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة في اليمن.
وتشهد اليمن منذ أكثر من خمس سنوات حربا عنيفة أدت إلى خلق واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية بالعالم، حيث بات 80% من السكان بحاجة إلى مساعدات إنسانية، ودفع الصراع الملايين إلى حافة المجاعة.
وتقول الأمم المتحدة إن الصراع اليمني أدى إلى مقتل وجرح 70 ألف شخص، فيما قدرت تقارير حقوقية سابقة أن النزاع أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 100 ألف يمني.
واقتحم الحوثيون العاصمة صنعاء في 21 سبتمبر، ووضعوا قيادات الدولة تحت الإقامة الجبرية، إلا أن الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي تمكن من الفرار، ودعا دول الخليج للتدخل في اليمن.
ومنذ 26 مارس 2015، شكلت المملكة العربية السعودية تحالفًا عربيًا لدعم الشرعية في اليمن، إلا أنها بعد خمس سنوات لم تتحقق الأهداف كاملة، بسبب تخاذل الإخوان المسلمين في هذه الحرب، وتواصلهم مع الحوثيين سرًا.
وتحتاج اليمن في الوقت الراهن، إلى هيكلة حقيقية للجيش وللحكومة اليمنية، وتشكيل تحالف يمني حقيقي بعيدًا عن الإخوان المسلمين أو القوى المشكك بها في التواصل مع المليشيا الحوثية، أو مستفيدة من بقاء اليمن على الوضع الراهن.