نصائح لتسوّق آمن بزمن كورونا
أضحى فيروس كورونا المستجد الذي سجل 30 ألف وفاة حول العالم، هاجس الناس أجمع، لا بل مالئ الدنيا وشاغل الناس، وعليه يتسابق الخبراء لمعرفة أي جديد عن هذه الجائحة التي غزت العالم.
فإذا كنت ملتزماً بالإجراءات الوقائية التي أعلنتها أغلب الدول التي طالها الفيروس، كالحجر الصحي مثلا، يبقى بعش التفاصيل الصغيرة التي لا تسطيع تخطيها، كشراء الحاجيات الأساسية.
ولعل هذه المهمة باتت حاليا الأخطر ربما، مع تحول مراكز التسوق إلى “بؤرة قلق”، فمع الحجر الصحي والالتزام بالمنازل، أصبح شراء الحاجيات هو الأمر الوحيد الذي يغادر لأجله الناس بيوتهم تقريبا.
وتبعاً ما نشرته مجلة “تايم” بعد أن تواصلت مع المركز الأميركي لمكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC) حول الخطوات التي يمكن اتخاذها لحماية نفسك ومن حولك أثناء عملية التسوق، جاءت الإجابة بالأوضح كما يلي ” إذا كنت تستطيع الحصول على احتياجاتك عن طريق طلبها عبر الإنترنت فافعل ذلك”.
فبحسب خبراء، تقلل خدمات التسليم بشكل كبير من الاتصال بأشخاص آخرين، وكذلك دفع النقود عبر الإنترنت، وبذلك يبقى الطعام خارج المنزل عند وصوله وتقوم أنت بتعقيمه قبل إدخاله، كما أن الدفع عبر الإنترنت يقلل من الاحتكاك ولمس النقود الورقية أو حتى بطاقات الائتمان.
وفي هذا السياق، أفاد الدكتور جوشوا بيتري، الأستاذ المساعد في علم الأوبئة بكلية الصحة العامة في جامعة ميشيغان الأميركية، بأنه إذا كان بإمكان الأفراد التسوق عبر الإنترنت بالرغم من أوقات الانتظار المتوقع حدوثها مع هذه الأزمة فهو بالتأكيد خيار أفضل من الخروج”.
كما كشف أيضا المتحدث باسم مركز السيطرة على الأمراض في أميركا، بأنه وحتى اليوم لا يوجد دليل يؤكد أن كورونا يمكن أن ينتقل من أغلفة المواد الغذائية أو من الأغذية نفسها، ومع ذلك فإنه يجب على الأفراد دائما غسل اليدين قبل وبعد تناول الطعام أو تحضيره، وكذلك بعد تفريغ مواد البقالة وتنظيف أسطح المطبخ كالأسطحة، ومقابض الخزائن، ومفاتيح الإضاءة.
ماذا إن لم يتوفر؟!
كل الإفادات السابقة يكون لها دورها الفعال لو تواجدت فعلا خاصية التسوق عبر الإنترنت، لكن إن لم تتواجد كما هو حال البلدان النامية مثلا، بهذه الحالة فإن الأفراد مضطرون للذهاب والتسوق بأنفسهم، إلا أن خبراء حددوا أفضل طرق لممارسة الابتعاد الاجتماعي في المتاجر.
بدورها، أفادت الدكتورة لورين سوير، الأستاذة المساعدة في طب الطوارئ في كلية الطب بجامعة جونز هوبكنز ، أن الهم الأساسي أثناء التسوق يجب أن يكون الحماية من خطر الإصابة بالفيروس من أشخاص آخرين، وليس من الطعام أو الأسطح في المتجر. في حين أن هناك فرصة لانتقال الفيروس من على سطح الأرض أيضا، لذا فمن المهم الحفاظ على مسافة لا تقل عن 6 أقدام من الأشخاص الآخرين.
وإذا كان هناك ممر مزدحم، فمن الضروري تخطيه أو الانتظار حتى ابتعاد الناس.
“شخص واحد من الأسرة”
في السياق أيضا، أفاد خبراء أن ترك الأطفال في المنزل أمر بغاية الأهمية، لافتين إلى أنه من المحتمل أن يكون الأمر أكثر أمانا لوقام شخص واحد فقط في كل أسرة بالتسوق، ليس فقط لأنه يقلل من تعرض الأسرة بكاملها للخطر ولكن أيضا لأنه يقلل من العدد الإجمالي للأشخاص في المتاجر، وكذلك كبار السن فهذه الفئة تمتلك مناعة أضعف من باقي الفئات العمرية لذا لا يحبذ أن تقوم هي بعملية التسوق.
كيف نلمس القطع؟
يمكن للفيروس كما أكدت الدراسات مرارا أن يعيش على الأسطح، وعليه أفاد الدكتور كريستوفر جيل، أستاذ الصحة العالمية المساعد في كلية الصحة العامة بجامعة بوسطن الأميركية، أنه من المحتمل أن يكون شخص مصاب بالسعال، وتهبط قطرات من لعاب الشخص المريض حاملة الفيروس على سطح يلمسه شخص آخر.
وبحسب الدراسات أيضا، فإن بإمكان الفيروس العيش لمدة يومين إلى ثلاثة أيام على البلاستيك والفولاذ، وحتى 24 ساعة على الورق المقوى، وما يصل إلى أربع ساعات على النحاس، لذا من الأفضل توخي الحذر.
كما ينصح المتحدث باسم مركز السيطرة على الأمراض الأشخاص بتنظيف عربة التسوق أو السلة الخاصة بهم، خاصة المقابض ومناطق السطح الأخرى، إما باستخدام مناديل مطهرة خاصة بهم أو مناديل يوفرها المتجر.
ويوصى أيضا بإحضار معقم اليدين إلى المتجر إذا كان متاحا، واستخدامه بعد ملامسة الأسطح كمقابض العربة، وضرورة أيضا عدم لمس الأنف والوجه والفم.
أما عن الأشياء الشخصية فينصح الخبراء أيضا بضرورة تجنب استعمال الهاتف أثناء التسوق، فكلما قل تأثير لمس العناصر الشخصية في الأماكن العامة كان ذلك أكثر أمانا.
ومن الضروري أيضا غسل اليدين بعد الخروج من المتجر وإن لم يتوفر فمعقم اليدين يوفي بالغرض، خاصة قبل ركوب السيارة ولمس عجلة القيادة.
إلى ذلك يوصي المتحدث باسم مركز السيطرة على الأمراض الناس بغسل أيديهم بالصابون والماء مدة 20 ثانية على الأقل قبل وبعد التسوق.
يشار إلى أن عدد الإصابات المؤكدة بفيروس كورونا المستجد في جميع أنحاء العالم قد تجاوز 600 ألف شخص السبت، مع تزايد حالات جديدة بسرعة في أوروبا والولايات المتحدة.
جاء ذلك الارتفاع القياسي بعد يومين فقط من انتقال العالم لنصف مليون إصابة، وفقًا لإحصاءات جامعة “جون هوبكنز.