القوات الحكومية: عاصفة الحزم بددت أحلام الحوثيين
قالت القوات الحكومية اليمنية، الخميس26 مارس 2020، إن “عاصفة الحزم” التي أطلقها التحالف العربي في 26 مارس 2015، “بددت أحلام الحوثيين في السيطرة على البلاد وإلحاقها بإيران”.
وأضاف ناطق الجيش عبده مجلي، في مؤتمر صحفي، أن “التحالف العربي قدم كافة أشكال الدعم اللوجستي والإسناد الجوي للقوات المسلحة في معركتها لتحرير اليمن من المليشيات ( الحوثيين)”.
وتابع: “إلى جانب رعاية اتفاق الرياض (بين الحكومة والمجلس الانتقالي الجنوبي)، حشدت السعودية التأييد الدولي والإقليمي لدعم ومساندة الشرعية (حكومة الرئيس عبدربه منصور هادي) وفق المرجعيات الثلاث (مخرجات الحوار اليمني، والمبادرة الخليجية، والقرار الدولي 2216 ).
والأربعاء 25 مارس 2020، قبلت الحكومة اليمنية دعوة الأمين العام للأمم المتحدة انتونيو غوتيريش لوقف إطلاق النار لمواجهة تبعات انتشار فيروس كورونا كوفيد-19 وخفض التصعيد على مستوى البلد بشكل كامل وكذلك دعوة المبعوث الخاص للامين العام للأمم المتحدة مارتن جريفت لاستعادة الهدوء ومواجهة التصعيد العسكري.
وفي نفس اليوم، رحب التحالف العربي بقرار الحكومة اليمنية في قبول دعوة الأمين العام للأمم المتحدة لوقف إطلاق النار في اليمن ومواجهة تبعات انتشار فيروس كورونا (كوفيد-19).
غير أن الحوثيين، اعتبروا قرار الحكومة اليمنية والتحالف العربي بوقف إطلاق النار والتفرخ للحالات الإنسانية، ومنع وصول فيروس كورونا إلى اليمن، بأنه فشل في مواجهتهم، وتعهدوا بمواصلة القتال، وفقًا للحديث التلفزيوني الذي أدلى بها عبدالملك الحوثي، قائد الجماعة الإرهابية.
وقال الحوثيين، إن وقف إطلاق النار التي أعلنته الحكومة اليمنية، لابد أن يتبعه خطوات عملية، لبناء الثقة، وربطعها بالعملية السياسية، وفقًا لما كتبه محمد علي الحوثي على حسابه في تويتر.
وفي وقت سابق، أعلن متحدث الجماعة محمد عبدالسلام، أن جماعته قررت عدم الرضوخ ومواصلة الدفاع، في تجاهل واضح للأوضاع الإنسانية التي يمر بها العالم، وخصوصًا اليمنين.
وأطلقت السعودية أواخر مارس 2015 “عاصفة الحزم” بمشاركة 10 دول عربية، لدعم حكومة هادي المعترف بها دوليا، في مواجهة جماعة الحوثي المدعومة من إيران.
ورغم مرور 5 أعوام على انطلاق عمليات التحالف؛ إلا أنها أخفقت حتى الآن في استعادة محافظات عديدة بينها العاصمة صنعاء التي لا تزال خاضعة لسيطرة الحوثي.
ويسيطر الحوثيون على محافظات ومدن ذات أهمية استراتيجية في النزاع مثل الحديدة (غرب)، وريمة والمحويت (شرق الحديدة)، الجوف وصعدة وحجة (شمال) المحاذية للحدود السعودية، إضافة محافظات عمران (شمال)، وإب (جنوب).
وتصاعدت الإدانات الدولية لأطراف النزاع على خلفية الانتهاكات بحق المدنيين، وتجنيد الأطفال، واستخدام حقول الألغام في المناطق المأهولة بالسكان ما أدى لمقتل وجرح الآلاف.
وتشهد اليمن منذ أكثر من خمس سنوات حربا عنيفة أدت إلى خلق واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية بالعالم، حيث بات 80% من السكان بحاجة إلى مساعدات إنسانية، ودفع الصراع الملايين إلى حافة المجاعة.
وتقول الأمم المتحدة إن الصراع اليمني أدى إلى مقتل وجرح 70 ألف شخص، فيما قدرت تقارير حقوقية سابقة أن النزاع أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 100 ألف يمني.
واقتحم الحوثيون العاصمة صنعاء في 21 سبتمبر، ووضعوا قيادات الدولة تحت الإقامة الجبرية، إلا أن الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي تمكن من الفرار، ودعا دول الخليج للتدخل في اليمن.
ومنذ 26 مارس 2015، شكلت المملكة العربية السعودية تحالفًا عربيًا لدعم الشرعية في اليمن، إلا أنها بعد خمس سنوات لم تتحقق الأهداف كاملة، بسبب تخاذل الإخوان المسلمين في هذه الحرب، وتواصلهم مع الحوثيين سرًا.
وتحتاج اليمن في الوقت الراهن، إلى هيكلة حقيقية للجيش وللحكومة اليمنية، وتشكيل تحالف يمني حقيقي بعيدًا عن الإخوان المسلمين أو القوى المشكك بها في التواصل مع المليشيا الحوثية، أو مستفيدة من بقاء اليمن على الوضع الراهن.