تصريحات جديدة لغريفيث.. والحوثيون يزحفون نحو مأرب
دعا المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن، مارتن غريفثس، الحكومة اليمنية والمليشيا الحوثية الموالية لإيران، إلى التركيز على ضمان ألّا يواجه السكان المدنيون مخاطر أعظم، جراء انتشار فيروس كورونا المستجد، بدلاً من محاربة بعضهم البعض.
وقال في بيان له، الخميس “نتابع بقلق بالغ الحملة العسكرية المستمرة في الجوف ومأرب والخسائر الفادحة التي يتكبدها المدنيون نتيجة لتلك الحملة، وأثرها السلبي على فرص السلام وآفاقه”، دون أن يحمل الحوثيين مسئولية هجومهم وسيطرتهم على الجوف ونهم، واقترابهم من مأرب.
وأضاف: “في الوقت الذي يكافح فيه العالم لمحاربة الجائحة التي عمَّت أنحاءه، يجب أن يتحول تركيز طرفي النزاع في اليمن بعيدًا عن محاربة بعضهم البعض، وأن يركزا بدلاً من ذلك على ضمان ألّا يواجه السكان المدنيون مخاطر أعظم”.
وأوضح البيان، أنه منذ بدء هذا التصعيد العسكري الأخير في كانون الثاني/يناير، دعا المبعوث الخاص الأطراف اليمنية باستمرار وبشكل متكرر إلى ضبط النفس علنًا وفي اللقاءات الخاصة.. مشيرا إلى أنه قام بإشراك الأطراف في نقاشات حول تبني آلية علنية خاضعة للمساءلة لخفض التصعيد على مستوى البلاد، واتخاذ إجراءات اقتصادية وإنسانية ملموسة لتخفيف معاناة الشعب اليمني وبناء الثقة بين الأطراف.
وكرر المبعوث الأممي دعوته للأطراف للعمل مع مكتبه لتحقيق هذا الهدف المشترك، والعمل بشكل عاجل على عكس هذا المسار الخطير.
وأكد غريفثس “إن الاستمرار في الحرب هو قرار أطراف النزاع. والسلام لا يمكن تحقيقه ولا بلوغه إلا إذا اتخذت الأطراف قرارًا مسؤولاً بإعطاء الأولوية لمصلحة اليمنيين ووقف القتال”.
والسبت 7 مارس 2020، دعا المبعوث الدولي إلى اليمن مارتن غريفيث، الحكومة اليمنية والمليشيا الحوثية الموالية لإيران بوقف فوري وغير مشروط للأعمال القتالية، بعد أن سيطر الحوثيين على نهم والحزم مركز محافظة الجوف، دون أن يدعو الحوثيين إلى التراجع إلى ما قبل سيطرتهم على نهم.
ويقول مراقبون سياسيون، إن حديث الحوثيين، وتعهداتهم بالسيطرة على مأرب، يكشف حقيقة عدم التزامهم بالهدنة الأممية ولا يعيرون المجتمع الدولي أي اهتمام، وذلك ما يؤكد أنهم جماعة إرهابية مارقة، لا يمكن أن تعود لطاولة الحوار إلا بكسرها عسكريًا.
وطالب محللون عسكريون الحكومة اليمنية، بإبلاغ الأمم المتحدة بإعلان فشل اتفاق ستوكهولم الذي استغلته المليشيا الحوثية، لترتيب صفوفها، وتحولت من الدفاع إلى الهجوم، إضافة إلى إعلان فشل محاولات الأمم المتحدة بإحلال السلام، وبالتزامن العمل على تحرير الحديدة، قبل فوات الآوان.
واعتبر العسكريون، أن الإعلان عن فشل اتفاق السويد، يتزامن مع العمل العسكري على الأرض، سيكون بمثابة ضربة عسكرية استباقية، تحبط الخطط الإيرانية، وبعض الدول الداعمة للمليشيا الحوثية، التي تريد أن تجعلها بمثابة حزب الله آخر على الحدود السعودية اليمنية.
وفي 29 يناير، أعلن الحوثيون، إطلاق عملية ما اسمتها ” البنيان المرصوص”، تمكنت من خلالها السيطرة على 2500 كيلوا متر شرقي العاصمة اليمنية صنعاء، واحتلال مديريات في مأرب والجوف، كتأكيد لنسف العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة في اليمن.
وتشهد اليمن منذ أكثر من خمس سنوات حربا عنيفة أدت إلى خلق واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية بالعالم، حيث بات 80% من السكان بحاجة إلى مساعدات إنسانية، ودفع الصراع الملايين إلى حافة المجاعة.
وتقول الأمم المتحدة إن الصراع اليمني أدى إلى مقتل وجرح 70 ألف شخص، فيما قدرت تقارير حقوقية سابقة أن النزاع أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 100 ألف يمني.
واقتحم الحوثيون العاصمة صنعاء في 21 سبتمبر، ووضعوا قيادات الدولة تحت الإقامة الجبرية، إلا أن الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي تمكن من الفرار، ودعا دول الخليج للتدخل في اليمن.
ومنذ 26 مارس 2015، شكلت المملكة العربية السعودية تحالفًا عربيًا لدعم الشرعية في اليمن، إلا أنها بعد خمس سنوات لم تتحقق الأهداف كاملة، بسبب تخاذل الإخوان المسلمين في هذه الحرب، وتواصلهم مع الحوثيين سرًا.
وتحتاج اليمن في الوقت الراهن، إلى هيكلة حقيقية للجيش وللحكومة اليمنية، وتشكيل تحالف يمني حقيقي بعيدًا عن الإخوان المسلمين أو القوى المشكك بها في التواصل مع المليشيا الحوثية، أو مستفيدة من بقاء اليمن على الوضع الراهن.