لماذا يتأخر العالم في إيجاد لقاح ناجح ضد «كورونا»؟
قالت منظمة الصحة العالمية، مؤخرا، إن أي لقاح ممكن لفيروس كورونا المستجد (كوفيد 19) لن يكون متاحا بشكل عام، إلا بعد 18 شهرا، وسط مخاوف من تفاقم الوفيات في حال لم تنحسر العدوى عما قريب.
وفي منتصف يناير الماضي، كشفت الصين عما يسمى بالحمض النووي “الريبوزي” للفيروس، في مسعى للتعاون مع الجهود الدولية لتطويق العدوى التي أدت لوفاة 1770 شخصا وإصابة أكثر من 70 ألفا في البر الرئيسي للصين.
وساعدت هذه الخطوة على انطلاق جهود علمية لأجل تطوير اللقاح في كل من جامعة كوينزلاند الأسترالية ومؤسسات أكاديمية مرموقة في كل من أوروبا وأميركا.
وفي أواخر يناير الماضي، استطاع علماء أستراليون أن يقوموا بخلق الفيروس داخل المختبر، خارج الصين، في خطوة حظيت بإشادة واسعة، ومهدت الطريق أمام إيجاد اللقاح من قبل معهد دوهيرتي في مدينة ملبورن.
وبفضل هذا الإنجاز، استطاع العلماء في دول أخرى أن يطلعوا على عينة حية من الفيروس، وهو أمر يساعد على فهم خصائص العدوى، بشكل كبير.
عقبات وإجراءات
ويستغرق تطوير اللقاحات في العادة مدة تصل إلى خمس سنوات، لكن في حال تضافر الجهود العالمية، يمكن للعلماء أن ينجزوا المهمة في وقت أقصر، لكنه لا يمكن لأي مؤسسة علمية أن تقوم بهذا الأمر بمفردها دون تعاون مع جهات أخرى.
ويتطلب تطوير اللقاح فهم خصائص الفيروس على نحو جيد، فضلا عن رصد الطريقة التي يتصرف بها في جسم الإنسان، وللقيام بهذا الأمر، يحتاج العلماء إلى ملاحظات وتجارب مكثفة.
وفي المرحلة الموالية، ينبغي أن يثبت العلماء أن اللقاح المقترح آمن وقادر على تحفيز الجهاز المناعي للإنسان، من دون التسبب بأضرار جانبية.
ويجري التأكد من هذا الأمر عبر تجريب اللقاحات المقترحة على حيوانات، وحينما تمر مرحلة الاختبار بنجاح، تتولى الهيئات والمؤسسات الصحية مهمة الموافقة على اللقاح.
لكن هذه المراحل لا تخلو من التحديات، والعائق الذي يلوح في الأفق، خلال الوقت الحالي، هو تطوير نموذج بيولوجي من الفيروس حتى يكون صالحا في حالة الحيوان، بغرض التجريب، وملاحظة ما يحدث في الجسم.
لكن ما تم إنجازه في محطة سابقة لأجل تطويق فيروس “سارس”؛ وهو من عائلة “كورونا” يساعد العلماء في الوقت الحالي، على المضي قدما في إيجاد لقاح ضد “كوفيد 19”.
فضلا عن ذلك، يحتاج العلماء إلى إنتاج بروتينات من الفيروس، لأجل تطوير اللقاح، والسبب هو أن هذه البروتينات ضرورية جدا، ويجري تصميمها بشكل دقيق حتى تثير رد فعل إيجابيا في الجهاز المناعي، وتجعله محصنا ضد العدوى عند التعرض لها.
ومن حسن الحظ، أن التقدم الذي جرى إحرازه في حقل العلوم، سمح للمختبرات بأن تفهم هذه البروتينات الفيروسية بشكل جيد، وهو ما يعني أن المهمة لن تتطلب وقتا طويلا جدا.