منظمة حقوقية: أعمال الحوثي في الحديدة ترتقي لجرائم حرب
قالت المنظمة التهامية لحقوق الإنسان والتنمية، إن الجرائم التي يرتكبها الحوثيين في محافظة الحديدة، ترتقي إلى جرائم حرب، مشيرةً إلى أن الممارسات الحوثية والتي فاقمت الأزمة الإنسانية في اليمن، يستوجب من الأمم المتحدة الضغط على الحوثيين بتنفيذ اتفاق ستوكهولم.
وأكدت المنظمة عبر بيان صادر لها اليوم الثلاثاء 11 فبراير 2020، وصل «الحديدة لايف» نسخة منه، أن الحوثيين يرتكب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في محافظة الحديدة بشكل يومي، وتشن عناصره المتمركزة في مناطق عدة بالحديدة، هجمات عشوائية، وتستهدف المدنيين بشكل مباشر، وعمدت إلى تدمير البنية التحتية، في أعمال ترقى إلى جرائم حرب.
وأوضح البيان، أن الحوثيين، استغلوا الهدنة الأممية التي وقعتها معهم الحكومة اليمنية في 13 ديسمبر 2018 برعاية الأمم المتحدة، ولغموا محافظة الحديدة، وحفروا الخنادق وإيصالها بالمنازل، وجعلوا المنطقة بحر من النار مهددة بالانفجار في أي وقت، وهو ما يهدد حياة نحو أربعة مليون مواطن يمني يعيشون في محافظة الحديدة.
واعتبر البيان، أن تلغيم محافظة الحدية تهدد السكان المحليين وخاصة الأطفال والنساء من أبناء محافظة الحديدة، مشيرًا إلى أنه يتم تسجيل يوميًا انفجار لغم بطفل أو رجل أو امرأة، زرعه الحوثي على إمداد محافظة الحديدة، كان آخر ذلك اللغم الحوثي الذي انفجر بالطفل عبدوه علي سالم أثناء مروره في الطريق المؤدية إلى منطقة المسنا بالحوك في محافظة الحديدة عائداً من السوق إلى منزله.
لم يكتف الحوثيين بزرع الألغام في الحديدة، بل مدوا شبكة الألغام إلى البحر الأحمر، وهو ما بات يهدد الملاحة الدولية، والصياديين من أبناء الحديدة، أو صيادو الدول المطلة على البحر لأحمر، نتيجة الألغام العائمة التي يزرعها الحوثيين في البحر الأحمر، وذلك يعد تساهل في أرواح البشر سواء اليمنيين أو أولئك القادمون عبر قوافل التجارة العالمية أو الصيادين على شواطئ السعودية والصومال والسودان ومصر، كان آخر ضحايا ذلك ثلاثة صيادين مصريين الأربعاء الماضي 5 فبراير 2020، وفقًا للبيان.
واكتشفت القوات المشتركة في الساحل الغربي يوم الأحد 2 فبراير، حقل ألغام ضخم زرعه الحوثيين، وقامت بتفكيكه قبل أن ينفجر، ويشكل أزمة إنسانية وبيئية ضخمة.
وبلغ ما تم تفكيكه خلال العامين الماضيين في مناطق الساحل الغربي ما يزيد على 70 ألف لغم وعبوة ناسفة، وفق بيان صادر عن القوات المشتركة في الساحل الغربي.
وتواصل الألغام والعبوات الناسفة التي تزرعها مليشيات الحوثي في الطرقات والأحياء السكنية حصد أرواح السكان الأبرياء ومعظمهم من الأطفال في مختلف مناطق محافظة الحديدة.
وغدت الألغام الأرضية أحد أبرز أسلحة الحوثيين التي تستهدف الأبرياء في الجبال والوديان والسهول وفي الأحياء السكنية، فلا ينسحب الحوثيون من منطقة إلا بعد أن تكون منكوبة بمئات الألغام المزروعة، وهو ما يتسبب بوقوع الآلاف ضحايا لها الآن ومستقبلاً بين قتلى ومعاقين، خصوصًا أنه يتم زرع هذه الألغام بدون خرائط الأمر الذي يجعل عملية نزعها أو الوصول إليها صعبا للغاية.
ويعيش سكان الحديدة وخصوصًا القاطنين في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيين أوضاعًا إنسانية صعبة، على عكس المواطنين في المناطق التي تسيطر عليها القوات المشتركة والتي وفرت لهم البنية التحتية، والمساعدات الإنسانية.
وأفاد سكان محليون في المناطق التي تسيطر عليها جماعة الحوثي، أن الحوثيين يبيعون لهم المواد الغذائية التي تقدمها الأمم المتحدة كمساعدات إنسانية، بل ويقايضون ذلك بتسليم أبنائهم من أجل القتال معهم ضد القوات المشتركة، في حال الرفض يتم حرمان المواطنين من اقتناء تلك المساعدات بالمال.
وأكدا البيان، أن الأعمال المشينة التي يقدم عليها الحوثيين، سواءً في القصف العشوائي على المناطق السكنية، أو زراعة الألغام، أو حرمان المواطنين من المساعدات الغذائية الإنسانية التي تقدمها منظمات دولية، يثبت أن الحوثيين غير آبهين لآدمية الإنسان، وحقوقه في العيش البسيط، بل تزيد فرض عليه العقوبات مما يفاقم الأوضاع الإنسانية، وهو ما يؤكد أن الحوثيين غير مؤهلين لإدارة تلك المناطق، وعلى الأمم المتحدة أن تجبر الحوثيين بتسليم تلك المناطق إلى الدولة لإنقاذ ملايين المواطنين من الموت جوعًا وقصفًا وانفجارًا بالألغام.