مسبار في رحلة فضائية لاستكشاف العواصف الشمسية
لدراسة العواصف المشحونة بجزيئات ويمكن أن تسبب أعطالاً على الأرض، أطلق المسبار الأوروبي الأميركي «سولار أوروبيتر» الاثنين 10 فبراير 2020 من فلوريدا باتجاه الشمس للقيام بذلك خلال العقد المقبل. وفي إطار شراكة مع وكالة الفضاء الأميركية (ناسا)، أطلق صاروخ أميركي.
وينقل المسبار الذي أطلقته وكالة «ناسا» بشراكة مع وكالة الفضاء الأوروبية بنجاح من كاب كانافيرال في ولاية فلوريدا، 10 أدوات علمية لمهمة تقدر كلفتها بـ1.5 مليار يورو. وبعد مروره بمداري الزهرة ثم بعطارد، سيقترب المسبار الذي تبلغ سرعته القصوى 245 ألف كيلومتر في الساعة، إلى مسافة 42 مليون كيلومتر من الشمس، أي أقل من ثلث المسافة بين الأرض والشمس.
وبعيد إطلاق المسبار، قال دانييل مولر الذي يعمل في مشروع وكالة الفضاء الأوروبية: «أعتقد أن الأمر كان مثالياً، فجأة أصبح لدينا الانطباع بأننا متصلون بالنظام الشمسي بأكمله».
وصرحت هولي غيلبرت مديرة قسم علوم الفيزياء الشمسية في «ناسا»: «لدينا هدف مشترك هو تحقيق أكبر استفادة علمية من هذه المهمة وأظن أننا سننجح».
وأوضح الباحث في المعهد الوطني الفرنسي للبحوث العلمية ماتيو برتومييه لوكالة الصحافة الفرنسية أن مهمة «سولار أوروبيتر» ستتمكن من خلال هذا المسبار «من معاينة الشمس بصورة مباشرة».
والمسبار محمي بدرع حرارية، إذ تبلغ الحرارة نحو 600 درجة مئوية. وقال إيان والترز مدير المشروع في شركة «إيرباص» التي صنعت المسبار: «عند الاقتراب جداً من الشمس، لا نواجه مشكلة في الطاقة بل في درجات الحرارة» المرتفعة جداً.
وستضاف البيانات الجديدة إلى تلك التي جمعها مسبار «باركر» الذي أطلقته «ناسا» في 2018 واقترب مسافة أكبر بكثير من النجم (7 إلى 8 ملايين كيلومتر) لكن من دون تقنيات مراقبة مباشرة بسبب الحرارة المرتفعة للغاية.
وسيتمكن المسبار الأوروبي من خلال 6 أدوات لالتقاط الصور عن بعد، من أخذ صور للشمس على مسافة غير مسبوقة. ومن شأن ذلك أن يظهر للمرة الأولى قطبي الشمس التي لا يعرف عنها حالياً سوى المناطق المدارية.
كذلك ستستخدم 4 أدوات قياس «ميدانية» أخرى لسبر أغوار البيئة المحيطة بالشمس. ويكمن الهدف الرئيسي للمهمة في «فهم كيف تكون الشمس غلافها الجوي وتتحكم به»، على ما قالت آن باكروس المسؤولة عن إدارة المهمة والحمولة في وكالة الفضاء الأوروبية. يقع الغلاف الجوي في تيار مستمر من الجسيمات تسمى الرياح الشمسية، وهي متنوعة بشكل كبير، بطريقة غامضة.
المصدر: الشرق الأوسط