الكرة العربية تهيمن على الألقاب في 2019

لقبان على مستوى المنتخبات وأربعة للأندية رسمت خارطة الهيمنة العربية على البطولات المختلفة بالقارتين الآسيوية والأفريقية خلال عام استثنائي لكرة القدم العربية في 2019. وكانت ضربة البداية لهذه الهيمنة من خلال بطولة كأس آسيا 2019 التي استضافتها الإمارات في يناير ومطلع فبراير الماضيين وشهدت مشاركة 11 منتخبا عربيا من بين 24 منتخبا في النهائيات.

وتقلص العدد تدريجيا حتى وصل إلى منتخبين فقط في المربع الذهبي للبطولة وهما منتخبا الإمارات صاحب الأرض ونظيره القطري الذي لم يسبق له أن اجتاز دور الثمانية في أي مشاركة سابقة له بالبطولة. وضمنت الكرة العربية مقعدا في النهائي الآسيوي بعدما التقى المنتخبان الإماراتي والقطري في المربع الذهبي قبل أن يحجز الأخير هذا المقعد.

وتوج المنتخب القطري (العنابي) مسيرته الرائعة في هذه النسخة من البطولة الآسيوية بفوز ثمين 3-1 على نظيره الياباني في المباراة النهائية ليحرز لقبه القاري الأول بفريق يشكل الهيكل الرئيسي للمنتخب القطري الذي ينتظر أن يمثل أصحاب الأرض في بطولة كأس العالم 2022 بقطر.

سيطرة مطلقة

بلماضي المدرب العربي الذي سطع نجمه في 2019


في المقابل، كان اللقب القاري في أفريقيا من نصيب الكرة العربية أيضا حيث انتزعه المنتخب الجزائري من خلال بطولة كأس الأمم الأفريقية التي استضافتها مصر.

وشاركت خمسة منتخبات عربية في هذه النسخة من البطولة والتي شهدت مشاركة 24 منتخبا للمرة الأولى. ولم يكن المنتخب الجزائري هو الأكثر ترشيحا للقب من بين هذه المنتخبات العربية الخمسة، لاسيما مع عدم الاستقرار في الإدارة الفنية للفريق خلال السنوات القليلة الماضية وتولي المدرب الوطني جمال بلماضي مسؤولية الفريق قبل عشرة شهور فقط على المعترك
الأفريقي الذي لم يكن تأهل الخضر إليه سهلا.

ورغم ذلك، قدم بلماضي عملا رائعا مع الفريق وقاده إلى الفوز باللقب دون أي هزيمة في المباريات السبع التي خاضها على مدار مسيرته في البطولة والتي اختتمها بالفوز على نظيره السنغالي في المباراة النهائية. وأحرز المنتخب الجزائري (الخضر) اللقب الأفريقي للمرة الثانية في تاريخه وهو الأول له خارج أرضه حيث كان لقبه الوحيد السابق عندما استضافت بلاده البطولة في 1990.

ومثلما هو الحال على مستوى المنتخبات، كانت للكرة العربية السيطرة التامة على ألقاب القارتين بالنسبة للمسابقات الكبيرة للأندية، ففاز الترجي التونسي بلقب دوري أبطال أفريقيا والزمالك المصري بلقب كأس الاتحاد الأفريقي (الكونفيدرالية) والهلال السعودي بلقب دوري أبطال آسيا والعهد اللبناني بلقب كأس الاتحاد الآسيوي.

وشهدت كل من بطولتي الأندية الأفريقية نهائيا عربيا خالصا حيث توج الترجي بلقب دوري الأبطال بعد التغلب في النهائي على الوداد البيضاوي المغربي. وفي ظل الشكوى المقدمة من الوداد على قرار احتساب المباراة لصالح الترجي، ظل الموقف معلقا حتى السابع من أغسطس الماضي حيث تم احتساب اللقب نهائيا لصالح الترجي ليكون الثاني له على التوالي ويشارك الفريق في مونديال الأندية للنسخة الثانية على التوالي والثالثة في تاريخه.

وفي بطولة الكونفيدرالية، توج الزمالك باللقب بعد الفوز على نهضة بركان المغربي في النهائي 5-3 بركلات الترجيح بعدما تبادل الفريقان الفوز على ملعبيهما بنفس النتيجة 1-0. ولم تخل هذه المواجهة من الأزمات أيضا حيث تقدم نهضة بركان بشكوى رسمية ضد الحكم الإثيوبي باملاك تيسيما الذي أدار لقاء الإياب بين الفريقين بدعوى مخالفته اللوائح وعدم طرد محمود عبدالرحيم جنش حارس مرمى الزمالك إثر خطأ من الحارس خلال ركلات الترجيح التي انتهت إليها المباراة.

وفي سياق متصل توج المغربي عبدالرزاق حمدالله (النصر السعودي) بجائزة أفضل لاعب، ومواطنه أشرف حكيمي (بوروسيا دورتموند الألماني) بلقب أفضل لاعب شاب.

وبرز أشرف حكيمي مع بوروسيا دورتموند هذا العام، وقدّم مستوى مميزا مع أسود الفستيفال خاصة في دوري أبطال أوروبا، وكان سببا في تأهل فريقه إلى دور الـ16 بالبطولة الأغلى أوروبيا.

وساهم المستوى المميز الذي يقدمه اللاعب في اختياره ضمن القائمة النهائية للمرشحين للتتويج بجائزة أفضل لاعب صاعد في أفريقيا. وينافس النجم المغربي ولاعب بوروسيا دورتموند الألماني، النيجيري صامويل شيكويزي لاعب فياريال الإسباني ومواطنه فيكتور أوسمين لاعب ليل الفرنسي.

عرش القارة

الهلال السعودي يستعيد عرش القارة الآسيوية


في القارة الآسيوية، استعاد الهلال عرش القارة بفوزه على أوراوا ريد دياموندز الياباني في النهائي. وتغلب الهلال على أوراوا 1-0 ذهابا في الرياض قبل أن يجهز عليه في عقر داره وينتزع فوزا غاليا 2-0 على الفريق الياباني بملعب “سايتاما” إيابا ليكون اللقب الثالث للهلال في هذه المسابقة القارية لكنه الأول له منذ عام 2000.

وفي كأس الاتحاد الآسيوي، صنع فريق العهد اللبناني تاريخا رائعا بعدما توج باللقب بالتغلب على 25 أبريل الكوري الشمالي 1-0 في المباراة النهائية للبطولة. وأصبح العهد أول فريق لبناني يتوج بلقب قاري.

ومع فوزهما بدوري الأبطال الأفريقي والآسيوي، شارك الترجي والهلال في بطولة كأس العالم للأندية والتي استضافتها قطر مؤخرا كما شارك معهما فريق عربي ثالث هو السد القطري ممثلا عن البلد المضيف.

ونالت الأندية الثلاثة احتراما كبيرا وإشادة بالغة من المتابعين للبطولة. وعاند الحظ فريق الهلال ليفشل الفريق في حجز مقعده في المباراة النهائية بعدما خسر أمام فلامنغو البرازيلي في المربع الذهبي وأنهى البطولة في المركز الرابع بالهزيمة أمام مونتيري بركلات الترجيح في مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع. وفي المقابل، فاز الترجي بالمركز الخامس بعد التغلب على السد القطري 6-2 في مباراة تحديد المركزين الخامس والسادس محققا بهذا أكبر نتيجة في تاريخ البطولة.

وتوج الهلال السعودي بجائزة الموقع الرياضي الأول في الوطن العربي، لأفضل ناد عربي، والتي تم تقديمها خلال النسخة الـ11 من حفل جوائز دبي غلوب سوكر العالمية. وجاء فوز الهلال بالجائزة للعام الخامس على التوالي، بعدما تفوق على الترجي التونسي، والزمالك المصري.

يُذكر أن القائمة الأولية، كانت تضم الهلال والنصر من السعودية، والترجي والنجم الساحلي من تونس، والزمالك والأهلي من مصر، والعهد اللبناني، والوداد المغربي، والسد القطري، والقوة الجوية العراقي. وتم اختصار القائمة، إلى 5 أندية فقط، الهلال والنصر من السعودية، والترجي التونسي والوداد البيضاوي، والزمالك المصري، قبل أن يتم حصر المنافسة بين الهلال والترجي والزمالك.

زر الذهاب إلى الأعلى