دراسة تظهر أن نوم النساء الحوامل على ظهورهن يُعادل تدخين 10 سجائر يومياً
ربما كان نوم النساء الحوامل على ظهورهن نصيحة شائعة في بدايات الحمل لضمان استقرار نمو الجنين، ولكن تزيد احتمالات أن تلد النساء اللاتي ينمن على ظهورهن في الأسابيع الأخيرة من الحمل أطفالاً أقل وزناً من الطبيعي، وهو تأثير يُشبه تدخين 10 سجائر يومياً.
وجاء هذا الاستنتاج نتيجة دراسة قادتها جامعة أوكلاند الأمريكية، تضمنت 1760 امرأة حاملاً من نيوزيلندا، وأستراليا، والمملكة المتحدة، بعد الأسبوع الثامن والعشرين من الحمل؛ بحسب ما نشر موقع صحيفة NZ Herald النيوزيلندية.
قلة تدفق الدم أمر حيوي
ووجدت الدراسة الدولية، التي موَّلها مركزي Cure Kids New Zealand وRed Nose Australia، أن النساء اللائي ينمن على ظهورهن في آخر أسبوع إلى أربعة أسابيع من الحمل، كنَّ أكثر عُرضة بثلاثة أضعاف لإنجاب طفل أصغر حجماً، مقارنة بالعمر الحملي، وكان ذلك أقل من المتوسط بـ144 غراماً.
قال الباحثون إن السبب في ذلك على الأرجح هو أن الاستلقاء على الظهر في أواخر فترة الحمل، يُقلل تدفق الدم إلى المشيمة وإلى الجنين، نظراً لانضغاط وعاء دموي رئيسي في بطن الأم بفعل حجم الرحم الكبير في تلك الفترة من الحمل.
كان الرضع صغار الحجم بالنسبة للعمر الحملي، الذين كان وزنهم عند الولادة بين المواليد الـ10% الأقل وزناً، عُرضة لأن يولدوا متوفين، أو مصابين بمشكلات صحية قبل الولادة وعقبها.
لم تكن هذه النتائج مفاجئة لإيمي مارشل، الأم الحامل، لأن الرابط بين النوم على الظهر ووفاة الأجنة عند الولادة كان معلوماً بالفعل.
النوم على جانبك المريح
وتقول إيمي: «أعتقد أنها تُشدد فقط على أهمية النوم على الجانبين».
وأضافت إيمي، وهي حامل في الشهر السابع في طفلها الثاني، أنها تضبط الوسائد في وضع معين يضمن ألا تتقلب على ظهرها أثناء النوم.
وتقول: «ربما لا يُعتبر ذلك أفضل شيء للشخص الذي ينام بجوارك، لكن الأمر يستحق العناء في النهاية»، مضيفة أن معرفة أن خطر النوم على الظهر يُعادل تدخين 10 سجائر يومياً كان «شيئاً مخيفاً».
وتضيف: «تكرر بضع مرات أن أستيقظ وأجد نفسي مستلقية على ظهري، لكنني عادة أتقلب لأعود على جانبي مرة أخرى».
قالت ليسلي ماكوان، رئيسة قسم الولادة وأمراض النساء في جامعة أوكلاند إنه لا داعي للذعر إذا نامت المرأة على جنبها واستيقظت مستلقية على ظهرها.
تضيف: «هذا أمر شائع، عودي فقط للنوم على جانبك المريح. وننصح بالشيء نفسه أيضاً سواء حدث ذلك خلال الليل أو أثناء استلقائك للقيلولة خلال النهار».
فوائد إضافية في تحسين وزن الطفل
قالت 57 امرأة (حوالي 3.2%) من النساء الحوامل الـ1760 المشاركات في الدراسة، إنهن كن يستلقين على ظهورهن خلال آخر أسبوع إلى أربعة أسابيع من الحمل.
وكانت هؤلاء النساء أكثر عرضة بثلاثة أضعاف لولادة طفل صغير الحجم بالنسبة إلى سن الحمل.
وأضافت ماكوان أن الخبر السار هو أن النساء بإمكانهن تغيير وضعية النوم.
وقالت: «تعزز هذه النتائج أهمية حملة الصحة العامة الحالية لتذكير النساء (بالنوم على جانبهن أثناء الحمل) لتقليل خطر ولادة الجنين ميتاً».
وتقول ماكوان إن النوم على أحد الجانبين قد تكون له فوائد إضافية في تحسين وزن الطفل عند الولادة.
ووجدت مجموعةُ الباحثين نفسُها من قبل أن النساء اللائي نمن على ظهورهن في الثلث الأخير من فترة الحمل، كنّ أكثر عُرضة بمرتين أو ثلاث مرات لولادة جنين ميت، مقارنة بالنساء اللاتي تجنبن النوم على ظهورهن.
وكانت هذه النتائج بالغة الأهمية، مع وصول عدد وفيات الأجنة في نيوزيلندا في الثلث الأخير من الحمل إلى 160 جنيناً سنوياً، وقد أظهرت هذه الدراسة إمكانية منع حدوث 15 حالة وفاة من الـ160م، من خلال تغيير وضعية نوم الأم.