معارك عنيفة في جبهات الجوف وانتصار قبلي على المليشيا
قالت مصادر قبلية في محافظة الجوف، إن هنا معارك هي الأعنف بين أبطال المقاومة الشعبية من أبناء قبائل مأرب والجوف، تجري في الأثناء في جبهات صرواح وخب اشعب وقانية.
وأوضح المصدر القبلي لـ«الحديدة لايف»، المعارك التي تلتهب حاليًا، دون إسناد من قبل القوات الحكومية، بالرغم من الانتصارات التي يحققها ابناء القبائل المتكاتفين، على اعتبار أن المصير واحد.
وأكد أن قبائل الجوف ومأرب، نفذوا عملية استدراج للمليشيا الحوثية بعد ظهر الأربعاء 18 مارس 2020، تمكنوا خلالها من اغتنام 5 مدرعات عسكرية وثلاثه أطقم عسكرية وأسر 40 من عناصر المليشيات الحوثية.
وأوضح أن تلك العملية، نفذت من قبل أبطال المقاومة الشعبية والقبائل في جبهة صبرين بمديرية خب الشعف بمحافظة الجوف، مشيرًا إلى أن هناك قيادات حوثية وقعت في الأسر، دون أن يذكر اسمها، لكنه اكتفي بأنه برتبة عميد.
الأسرى الذين وقعوا في ايادي ابطال الجيش والقبائل في جبهة صبرين
— علي العنثري (@ali_alanthry) March 18, 2020
اليوم
كتيبه كامله انتهت في ساعات ي ربي لك الحمد pic.twitter.com/vYdS6JIMHA
وكانت المليشا الحوثية، قد تعهدت، باستمرار تقدمها في المحافظات الشمالية الشرقية لليمن (الجوف ومأرب)، بعد إعلانهم، السيطرة على غالبية مديريات محافظة الجوف.
والسبت 7 مارس 2020، دعا المبعوث الدولي إلى اليمن مارتن غريفيث، الحكومة اليمنية والمليشيا الحوثية الموالية لإيران بوقف فوري وغير مشروط للأعمال القتالية، بعد أن سيطر الحوثيين على نهم والحزم مركز محافظة الجوف، دون أن يدعو الحوثيين إلى التراجع إلى ما قبل سيطرتهم على نهم.
ويقول مراقبون سياسيون، إن حديث الحوثيين، وتعهداتهم بالسيطرة على مأرب، يكشف حقيقة عدم التزامهم بالهدنة الأممية ولا يعيرون المجتمع الدولي أي اهتمام، وذلك ما يؤكد أنهم جماعة إرهابية مارقة، لا يمكن أن تعود لطاولة الحوار إلا بكسرها عسكريًا.
وطالب محللون عسكريون الحكومة اليمنية، بإبلاغ الأمم المتحدة بإعلان فشل اتفاق ستوكهولم الذي استغلته المليشيا الحوثية، لترتيب صفوفها، وتحولت من الدفاع إلى الهجوم، إضافة إلى إعلان فشل محاولات الأمم المتحدة بإحلال السلام، وبالتزامن العمل على تحرير الحديدة، قبل فوات الآوان.
واعتبر العسكريون، أن الإعلان عن فشل اتفاق السويد، يتزامن مع العمل العسكري على الأرض، سيكون بمثابة ضربة عسكرية استباقية، تحبط الخطط الإيرانية، وبعض الدول الداعمة للمليشيا الحوثية، التي تريد أن تجعلها بمثابة حزب الله آخر على الحدود السعودية اليمنية.
وفي 29 يناير، أعلن الحوثيون، إطلاق عملية ما اسمتها ” البنيان المرصوص”، تمكنت من خلالها السيطرة على 2500 كيلوا متر شرقي العاصمة اليمنية صنعاء، واحتلال مديريات في مأرب والجوف، كتأكيد لنسف العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة في اليمن.
وتشهد اليمن منذ أكثر من خمس سنوات حربا عنيفة أدت إلى خلق واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية بالعالم، حيث بات 80% من السكان بحاجة إلى مساعدات إنسانية، ودفع الصراع الملايين إلى حافة المجاعة.
وتقول الأمم المتحدة إن الصراع اليمني أدى إلى مقتل وجرح 70 ألف شخص، فيما قدرت تقارير حقوقية سابقة أن النزاع أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 100 ألف يمني.
واقتحم الحوثيون العاصمة صنعاء في 21 سبتمبر، ووضعوا قيادات الدولة تحت الإقامة الجبرية، إلا أن الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي تمكن من الفرار، ودعا دول الخليج للتدخل في اليمن.
ومنذ 26 مارس 2015، شكلت المملكة العربية السعودية تحالفًا عربيًا لدعم الشرعية في اليمن، إلا أنها بعد خمس سنوات لم تتحقق الأهداف كاملة، بسبب تخاذل الإخوان المسلمين في هذه الحرب، وتواصلهم مع الحوثيين سرًا.
وتحتاج اليمن في الوقت الراهن، إلى هيكلة حقيقية للجيش وللحكومة اليمنية، وتشكيل تحالف يمني حقيقي بعيدًا عن الإخوان المسلمين أو القوى المشكك بها في التواصل مع المليشيا الحوثية، أو مستفيدة من بقاء اليمن على الوضع الراهن.