الحوثي يقصف تعز عشوائياً.. رسالة حرب جديدة ضد المدنيين

تعرّضت الأحياء السكنية في منطقة وادي القاضي بمدينة تعز، الاثنين 1 ديسمبر 2025، لقصف عشوائي ومفاجئ نفذته مليشيا الحوثي الإرهابية، ما تسبب بحالة هلع واسعة بين الأهالي، خصوصاً مع تواصل دوي الانفجارات في محيط المنطقة السكنية المكتظة.

وأكد سكان محليون، أن القذائف سقطت على مسافات متقاربة، مستهدفة منازل مدنيين دون أي وجود لمواقع عسكرية في المنطقة، في استمرار لنهج المليشيا في استهداف المدنيين ضمن سياسة التصعيد التي تنتهجها ضد المدينة المحاصرة منذ سنوات.

وقال الأهالي، إن حالة الخوف عمّت الأسر، خصوصاً بين الأطفال والنساء، بينما لم تُعرف بعد حجم الخسائر نظراً لاستمرار القصف وتعثّر الحركة في الشوارع.

تصعيد ممنهج
ويرى مراقبون سياسيون وعسكريون أن القصف الحوثي على تعز ليس حادثاً عرضياً، بل يأتي في سياق تصعيد ممنهج تسعى من خلاله ذراع إيران في اليمن إلى تحقيق مجموعة من الأهداف.

وأكد سياسيون مختصون، أن تعز تُعامل من قبل المليشيا كمدينة معاقَبة سياسياً لأنها رفضت مشروعها الطائفي منذ 2014. كل موجة تصعيد تُستخدم لتذكير السكان بأن الحوثي قادر على الإيذاء، حتى إن لم يكن لديه مكسب عسكري مباشر.

القصف يأتي بالتزامن مع تعبئة عامة أعلنتها المليشيا مؤخراً، ما يشير إلى نية لاختبار خطوط التماس، قياس جاهزية القوات في المحور الغربي لتعز، وربما فتح معارك استنزاف جديدة في محيط المدينة.

تكتيك حوثي
وربط محللون عسكريون القصف الحوثي على مدينة تعز، بنمط حوثي معروف السائد لديها،وهو (اضرب المدنيين.. اربك المدينة.. اربك الجبهات.. حقق مكسب معنوي)، مشيرن إلى ان هذا الأسلوب يُستخدم عندما تفشل المليشيا في تحقيق اختراق عسكري واسع وتلجأ إلى استهداف المدنيين لتعويض العجز الميداني.

إشارة إيرانية بحتة
ويرى متخصصون أن الهجمات على تعز تحمل توقيعاً إيرانياً واضحاً، إذ تتزامن عادة مع رسائل إقليمية تطلقها طهران عبر وكلائها، ومع تصاعد التوترات الإقليمية، تستخدم إيران المليشيا كورقة ضغط ميدانية في اليمن.

ويلفت مراقبون آخرون إلى أن التصعيد الحوثي، يعكس أزمات داخلية تعصف بالمليشيا في مناطق سيطرتها، من تذمر شعبي، وانهيار اقتصادي، وتوترات بين الأجنحة، ما يدفعها للخارج بشعار “معركة الأعداء” لصرف الأنظار عن الانفجار الداخلي.

ويخلص المراقبون السياسيون والعسكريون، إلى أن القصف على تعز عمل عدواني مقصود يمثل رسالة واضحة بأن مليشيا الحوثي الإرهابية تستعد لجولة تصعيد جديدة، وأنها تستخدم المدنيين وسيلة حرب، في تحدٍّ صريح لكل القوانين الإنسانية والدولية، واستمرار في نهجها الذي جعل من تعز واحدة من أكثر المدن اليمنية معاناة منذ بدء الانقلاب.

زر الذهاب إلى الأعلى