«الإتاوات والقمع».. كيف تدمر مليشيا الحوثي الإرهابية حياة أبناء تعز اليومية

أفادت مصادر محلية بأن مليشيا الحوثي تحتجز شاحنات نقل في المنفذ الشرقي لمدينة تعز أثناء عودتها إلى منطقة الحوبان، وتجبر السائقين على دفع إتاوات مالية مقابل السماح لهم بالعبور.
وأشارت المصادر إلى أن سبب المنع التعسفي بسبب أن شاحناتهم كبيرة حسب الحوثيين الذين فرضوا جبايات عليهم.
وبحسب المصادر، فإن هذه الممارسات تتكرر بشكل يومي، ما يضاعف أعباء النقل ويرفع تكاليف السلع، وينعكس سلبًا على الوضع المعيشي للمواطنين، في ظل أوضاع اقتصادية متدهورة.
وأشار سائقون إلى أن نقاط التفتيش تفرض مبالغ متفاوتة دون أي سند قانوني، وسط مخاوف من استمرار هذه الانتهاكات وتأثيرها على حركة التجارة والإمدادات الأساسية.
في سياق متصل، تشهد محافظة تعز تصعيدًا مستمرًا في انتهاكات مليشيا الحوثي الإرهابية بحق المدنيين، حيث أكدت تقارير حديثة ارتفاعًا في حالات الاعتقال التعسفي، القتل، والقصف العشوائي، مشيرين إلى أن المليشيا نقلت مؤخرًا عدة مختطفين من محافظتي إب وتعز إلى صنعاء كجزء من نمط منهجي للانتهاكات.
و وثقت منظمات حقوقية مثل هيومن رايتس ووتش انخفاضًا حادًا في تغطية شبكة المياه في تعز من 61% قبل الحرب إلى 16% حاليًا، نتيجة للانتهاكات المباشرة بحق السكان في الحصول على الموارد الأساسية.
من الجرائم البارزة، قتلت المليشيا مدنيًا أمام منزله في مديرية ماوية شرقي تعز بسبب رفضه دفع الجبايات، مما أثار غضبًا شعبيًا واسعًا.
وفي حادث آخر، اقتحمت المليشيا قرية “حاضية العليا” في مديرية مقبنة غرب تعز، مستخدمة أطقمًا عسكرية لمداهمة المنازل، مع الاعتداء على المدنيين بما فيهم النساء والأطفال، واختطاف عدد منهم ابرزهم باسم غالب ومحمد عبدالإله.
وواصلت المليشيا قصف المناطق السكنية غرب تعز بقذائف الهاون، مما أدى إلى نفوق ماشية وتدمير ممتلكات في قرى مثل الجشمة.
وفي ديسمبر 2025، فقد أحبط الجيش الوطني محاولة تسلل حوثية في جبهة الكريفات شرق تعز، مما أسفر عن اشتباكات عنيفة أدت إلى مقتل جنديين من الجيش وعدة مقاتلين حوثيين.
وأفادت مصادر عسكرية بأن المليشيا تجمع مقاتلين ومعسكرات حول الجبهات لشن هجوم واسع على المدينة.
وتشير تقارير دولية، إلى أن تعز أصبحت نموذجًا مصغرًا للعنف السياسي في مناطق السيطرة المليشيا، مع انتشار الاختفاء القسري والاغتيالات.
وفي تقرير لمنظمة هيومن رايتس ووتش، تم توثيق تدخلات حوثية في المساعدات الإنسانية، بما في ذلك تأخيرات طويلة في الموافقات على المشاريع، مما يفاقم الأزمة في تعز.
فيما يتعلق بالسجون، يطالب المحتجزون في سجن تعز الخاضع لسيطرة الحوثيين باستعادة حريتهم وعودتهم إلى مناطقهم، وسط تقارير عن انتهاكات مستمرة. وفي يوليو 2025، ارتفعت الانتهاكات ضد المدنيين في مديرية ماوية، بما في ذلك الاعتداءات على النساء والأطفال.
هذه الانتهاكات المتكررة تؤكد على الحاجة الملحة لموقف دولي حازم لمواجهة التهديدات التي تشكلها المليشيا، كما دعا إليه الحكومة اليمنية في سبتمبر 2025.





