المجلس الانتقالي يعلن عن عملية عسكرية ضد الحوثي تنطلق من أبين (تفاصيل)

أعلن المجلس الانتقالي الجنوبي، في وقت مبكر من السبت 13 ديسمبر 2025، بدء تنفيذ عملية عسكرية واسعة تحت اسم “عملية الحسم”، امتدادًا لعمليات “سهام الشرق” التي نجحت خلال الأشهر الماضية في تعزيز الأمن والاستقرار داخل محافظة أبين، وتفكيك بؤر الإرهاب في مناطقها الوسطى.

وأكد بيان صادر عن المجلس، نشره الإعلام التابع له، أن العملية الجديدة جاءت بعد رصد تحركات خطيرة وتنسيق متزايد بين مليشيا الحوثي وتنظيم القاعدة، في محاولة لإرباك الأمن داخل أبين وفتح جيوب إرهابية تمثل تهديدًا مباشرًا للسكان ولخطوط الإمداد العسكرية.

وأوضح البيان أن “عملية الحسم” تأتي ضمن مسؤوليات القوات الجنوبية لحماية المواطنين، ومنع أي اختراقات أو عمليات تستهدف المناطق الرخوة، مشددًا على أن الحرب على الإرهاب ستستمر حتى اجتثاثه من كامل الأراضي الجنوبية، باعتباره أداة تستخدمها مليشيا الحوثي لضرب الاستقرار.

ودعت قيادة محور أبين جميع أبناء المحافظة، والقبائل على وجه الخصوص، إلى الالتفاف حول القوات المشاركة في العملية، ودعمها في الميدان لمواجهة الخطر المشترك الذي يستهدف أبين والجنوب عمومًا.

وختم البيان بالتأكيد أن “عملية الحسم” ليست مجرد عملية عسكرية موضعية، بل خطة شاملة تهدف لاستكمال ما تحقق في “سهام الشرق”، وتأمين كامل المناطق الوسطى، وتضييق الخناق على بقايا العناصر الإرهابية التي تتحرك بتوجيهات من الحوثيين.

معطيات المشهد العسكري
إعلان “عملية الحسم” يعكس انتقال المجلس الانتقالي الجنوبي إلى مرحلة أعلى من المواجهة، بعد أسابيع من تقارير تحدثت عن إعادة تجميع خلايا القاعدة بدعم مباشر من مليشيا الحوثي.

ويبدو أن العملية جاءت لإجهاض أي محاولات لفتح ثغرات في المنطقة الوسطى، وهي أكثر المناطق حساسية بحكم موقعها الرابط بين أبين وشبوة، وتأثيرها على خطوط التحرك العسكري نحو البيضاء وشبوة وتعز.

مصادر عسكرية ترى أن الحوثيين خلال الفترة الماضية سَعَوا إلى تفعيل ورقة الإرهاب، ودفع عناصر القاعدة إلى تنفيذ عمليات محدودة لإرباك الجبهة الجنوبية، خصوصًا مع تعاظم الضغوط على الحوثيين في جبهات إب وتعز والضالع.

هذا التحرك دفع المجلس الانتقالي إلى إطلاق عملية وقائية تمنع تحويل أبين إلى خاصرة رخوة يمكن استغلالها لتهريب السلاح أو شن هجمات إرهابية.

الدلالات السياسية
يرى مراقبون أن “عملية الحسم” تهدف إلى قطع الذراع الخلفية للحوثيين في أبين، خصوصًا مع تزايد الأدلة على أن الجماعة تسهّل تحركات عناصر القاعدة وتوفر لها مناطق عبور في أطراف البيضاء ومكيراس.

تأثير العملية على الحوثيين
إطلاق العملية في هذا التوقيت يُعدّ ضربة معنوية وسياسية للحوثيين، إذ تزامنت مع تقارير عن قلق متزايد داخل الجماعة من أي تحرك عسكري جنوبي-شرقي قد يفتح جبهة جديدة تحاصر مكيراس والبيضاء.

كما يُنظر للعملية باعتبارها رسالة بأن الجنوب بات مستعدًا لسيناريوهات أكثر اتساعًا تتجاوز محاربة الإرهاب إلى إغلاق أي منفذ يستخدمه الحوثيون لضرب الاستقرار.

توقعات المرحلة القادمة
يرجح خبراء أن تتوسع “عملية الحسم” لتشمل مناطق إضافية في الوادي والجبال المحيطة بالمنطقة الوسطى إذا ثبت وجود خلايا نائمة، مع إمكانية انتقال العمليات لاحقًا إلى محيط مكيراس في حال استمرار التصعيد الحوثي هناك.

زر الذهاب إلى الأعلى