استشهاد بطلين من اللواء 22 ميكا في معارك شرسة بالجبهة الشرقية لتعز وسط تصعيد حوثي خطير

استشهد البطلان وهب علي عبدالله الصبري ويعقوب عبده دحان العاقل من أفراد اللواء 22 ميكا، خلال معارك ضارية خاضتها القوات الحكومية في الجبهة الشرقية لمدينة تعز، أثناء تصديهم لهجوم عنيف شنّته مليشيا الحوثي الإرهابية.

وقالت مصادر عسكرية، إن الهجوم الحوثي جاء ضمن موجة تصعيد متواصل تشهده الجبهة الشرقية منذ أيام، حيث تحاول المليشيا التقدم نحو مواقع القوات الحكومية تحت غطاء قصف مكثف طال الأحياء السكنية القريبة من خطوط التماس.

وأكدت قيادة الجيش الوطني استمرار المعركة حتى دحر المليشيات واستعادة الأمن والاستقرار في محافظة تعز، مشيدة ببطولات أفراد اللواء 22 ميكا الذين تصدوا للهجوم ومنعوا محاولة اختراق دفاعات المدينة.

الذراع الإيرانية تتحرك
تشهد مدينة تعز تصعيداً لافتاً يتزامن مع تحركات عسكرية واسعة تنفذها مليشيا الحوثي المدعومة من إيران في عدة جبهات، ضمن مسعى لإعادة خلط الأوراق وإظهار القدرة على الهجوم بعد الضربات التي تلقتها في الساحل الغربي والبيضاء وصعدة.

ويربط مراقبون بين هذا التصعيد والحراك الإيراني في المنطقة، حيث تسعى طهران لتعويض تراجع نفوذها في ملفات أخرى عبر الدفع بأذرعها في اليمن لإعادة تنشيط الجبهات ورفع مستوى الضغط العسكري، باعتبار أن تعز تمثل عقدة استراتيجية لطموحات الحوثيين ومشروعهم في وسط اليمن وجنوبه.

يؤكد محللون عسكريون، أن الهجوم الحوثي على الجبهة الشرقية لتعز يأتي ضمن سياسة الضغط بالنيران التي تتبعها الجماعة في محاولة لاستنزاف القوات الحكومية وإشغالها في معارك جانبية.

ويرى الخبراء أن المليشيا تسعى لاستغلال التضاريس الصعبة في المناطق الشرقية لإحداث أي اختراق محدود يمكن تسويقه إعلامياً لتعويض خسائرها في جبهات أخرى.

ويشير المحللون إلى أن استشهاد اثنين من أبطال اللواء 22 ميكا يعكس ضراوة المواجهات، إلا أن ثبات القوات الحكومية وعدم تمكن الحوثيين من تحقيق أي تقدم يُظهر هشاشة خطط الجماعة واعتمادها على الهجمات الانتحارية أكثر من التكتيكات العسكرية الفاعلة.

كما يشير الخبراء إلى أن استمرار القصف على الأحياء المجاورة يؤكد أن المليشيا تمارس عمليات انتقامية تستهدف المدنيين لتعويض عجزها عن اختراق الدفاعات الحكومية، في تكتيك تكرر مراراً كلما فشلت في تحقيق أي مكاسب ميدانية.

يؤكد محللون سياسيون، أن تصعيد الحوثيين في تعز ليس معزولاً عن التطورات الإقليمية، إذ تحاول الجماعة إرسال رسائل بأنها ما تزال قادرة على التحكم بإيقاع الحرب رغم الضربات الأميركية والإسرائيلية التي طالت بنيتها العسكرية في صنعاء والحديدة.

ويرى المراقبون، أن إيران تدفع الحوثيين لإعادة فتح جبهة تعز تحديداً، لكونها تمثل ورقة ضغط سياسية وعسكرية ضد الحكومة الشرعية والتحالف العربي، ولأن السيطرة عليها، إن حدثت، تمنح الجماعة قدرة إضافية على خنق الساحل الغربي وتهديد خطوط الملاحة.

ويحذر الخبراء من أن التصعيد الأخير قد يكون مقدمة لموجة أشد، خصوصاً مع محاولات الحوثيين خلق واقع جديد على الأرض قبل أي ترتيبات سياسية قادمة.

زر الذهاب إلى الأعلى