إب تحت قبضة التجنيد الحوثي… تصعيد مرعب يكشف انهيار الجماعة ولجوءها إلى الأطفال لسدّ خسائر الجبهات

تشهد محافظة إب موجة تجنيد غير مسبوقة تنفذها مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران، وسط استنفار واسع لحملات الحشد والدورات التعبوية منذ منتصف نوفمبر الماضي، في مؤشر واضح يعكس حجم النزيف البشري الذي تتعرض له الجماعة على خطوط القتال.

وتفيد تقارير حقوقية ومحلية بأن المليشيا كثّفت بشكل لافت عمليات استقطاب الأطفال، في واحدة من أكبر حملات التجنيد القسري التي تشهدها المحافظة منذ سنوات.

المؤشرات الميدانية تؤكد أن إب تحوّلت خلال الأسابيع الماضية إلى مركز رئيسي لتعويض خسائر الحوثيين البشرية، حيث تتصدر المحافظة قائمة المناطق الخاضعة للجماعة من حيث عدد الأطفال الذين يتم استدراجهم، خصوصاً في مديريات القفر، المخادر، جبلة، ذي السفال، وهي مديريات شهدت انتشاراً لعناصر حوثية تنفذ عمليات تهديد وترهيب للعائلات من أجل دفع أبنائها نحو جبهات الموت.

وبحسب شهادات أولياء أمور، فإن ضغوطاً مكثفة تُمارس ضد الأسر عبر الزيارات المنزلية، واستدعاءات إلى مقرات المليشيا، وإجبار الأطفال على الالتحاق بدورات عقائدية تُعد مقدمة لإرسالهم إلى الجبهات.

ويؤكد الأهالي أن الجماعة باتت تعتمد أساليب إغراء مالية وتهديدات مسلحة في الوقت نفسه، وهو ما وضع المجتمع المحلي أمام معادلة قسرية دفعت بعض الأسر لاتخاذ خطوات يائسة لحماية فلذات أكبادهم.

وفي ظل تصاعد الخطر، اضطرت عائلات إلى إخراج أطفالها من المدارس وإرسالهم سراً إلى محافظات محررة تخضع لسيطرة الحكومة الشرعية، هرباً من التجنيد الإجباري الذي بات «مصيراً محتوماً» لكل طفل في سن المراهقة وفق وصف الأهالي.

ويرى مراقبون أن هذا التصعيد يعكس انهيار الجبهة البشرية للحوثيين بعد الضربات التي تلقتها الجماعة في أكثر من محور، ما دفعها إلى استخدام الأطفال كملاذ أخير لتعويض النقص العددي، في انتهاك صارخ للقوانين الدولية وجرائم حرب متواصلة تمارسها الجماعة دون رادع.

زر الذهاب إلى الأعلى