تعز.. قائد بالقوات الخاصة متهم بنهب 30 كرتون سجائر «كمران» (وثائق)

تشهد محافظة تعز موجة غضب واسعة بعد الكشف عن وثائق رسمية تتضمن شكوى خطيرة تقدم بها المواطن محمود عبدالكريم المحيا يتهم فيها قائد الأمن المركزي (القوات الخاصة) في المحافظة العميد جميل عقلان بالاستيلاء على بضاعته المكوّنة من 30 كرتوناً من سجائر كمران أثناء مرورها في نقطة المركز بتاريخ 18 مايو 2025.
الوثائق، التي حصلت عليها الصحيفة، تُظهر شكوى رسمية مرفوعة إلى مدير عام شرطة تعز وإلى محافظ المحافظة ورئيس المجلس المحلي، يوضح فيها المواطن أن العميد عقلان قام باحتجاز البضاعة دون أي مسوغ قانوني، وظل يماطل في الإفراج عنها منذ تاريخ المصادرة وحتى شهر أغسطس، رغم تقديمه كافة الوثائق والفواتير التي تثبت قانونية الحمولة.
مزاعم ابتزاز وتهديد
وأوضح المواطن المحيا في شكواه، أن قائد القوات الخاصة أبلغه بأن الإفراج لن يتم إلا بعد “دفع الحيا”، وفق ما ورد نصاً في الوثيقة، وهو ما اعتبره الضحية شكلًا من أشكال الابتزاز العلني و”استغلال النفوذ بشكل يتجاوز مهام المؤسسة الأمنية”.
الوثائق تضمنت أيضاً فواتير رسمية صادرة من شركة كمران للصناعة والتجارة تثبت ملكية الشحنة، ما يعزز، وفق مراقبين، جدية الشكوى وخطورتها على سمعة الأجهزة الأمنية في محافظة تعز التي تسيطر عليها جماعة الإخوان المسلمين.
تحدياً لهيبة الدولة
مراقبون حقوقيون وسياسيون قالوا، إن هذه الحادثة تمثّل تحدياً صارخاً لسلطة الدولة و”اختباراً جديداً لهيبة المؤسسة الأمنية”، خاصة أنها تأتي في وقت تواجه فيه الأجهزة الأمنية مطالب واسعة بفرض الانضباط ووقف التجاوزات الفردية.
وأكدوا أن استمرار مثل هذه الوقائع يفتح الباب أمام انفلات خطير، ويقوّض ثقة المواطنين في الأجهزة المكلفة بحمايتهم، داعين إلى “تحقيق فوري وشفاف يحدد المسؤوليات ويعيد الحقوق لأصحابها”.
ودعا سكان محليون الحكومة الشرعية إلى فتح تحقيق وإعادة الانضبا، وإيقاف أي ممارسات تعسفية أو استغلال للنفوذ داخل المؤسسة الأمنية.
وطالب المواطنون بالعمل على إعادة البضاعة المنهوبة لصاحبها دون شروط، ومحاسبة المتورطين حفاظاً على صورة الدولة وهيبتها.
ويؤكد ناشطون أن مثل هذه القضايا لا يمكن السكوت عنها، وأن تفاعل السلطات المحلية والأمنية معها سيكون “اختباراً لمدى جديتها في فرض القانون وإنهاء مظاهر العبث”.





