بعد قصف عنيف… تعزيزات حوثية ثقيلة إلى جنوب شرق تعز تُنذر بمعركة جديدة

دفعت مليشيا الحوثي الإرهابية، مساء الاثنين 1 ديسمبر 2028، بتعزيزات عسكرية ضخمة تضم دبابات وآليات ثقيلة إلى منطقة العرمة، تحت الشقب في مديرية صبر الموادم جنوب شرق محافظة تعز، في خطوة تُعد الأخطر منذ أشهر على خط المواجهات المرتبط بمدينة تعز المحاصرة منذ سنوات.

ويأتي هذا التحرك بعد ساعات فقط من قصف عنيف استهدف أطراف المدينة، وتسبّب في دوي انفجارات هزّت الأحياء الجنوبية الشرقية، ضمن تصعيد عسكري أعاد التوتر إلى الواجهة بشكل ينذر بتطورات ميدانية واسعة.

بحسب مصادر ميدانية وشهود محليين، فإن التعزيزات وصلت بشكل متتابع وعلى دفعات، ما يعكس نية المليشيا فتح جبهة جديدة أو محاولة تغيير موازين القوى جنوب شرق تعز، وهي المنطقة التي فشلت فيها خلال السنوات الماضية رغم الهجمات المتكررة.

ويؤكد خبراء سياسيون وعسكريون أن هذا التحرك الحوثي ليس مجرد استعراض للقوة، بل يحمل مؤشرات واضحة على محاولة المليشيا اختبار ردّ القوات الحكومية، أو الاستعداد لشنّ هجمات نوعية تستهدف فكّ الضغط عن جبهات أخرى تشهد هشاشة في صفوفها.

ويرى المراقبون أن توقيت التصعيد يأتي أيضًا في ظل أزمة سياسية وأمنية يعيشها الحوثيون في مناطق سيطرتهم، إلى جانب تراجع قدراتهم البشرية بفعل الاستنزاف المستمر، ما يدفعهم إلى البحث عن “نصر سريع” لتحقيق مكاسب معنوية وجماهيرية.

ويشير محللون إلى أن استقدام الدبابات والمعدات الثقيلة إلى منطقة ذات تضاريس وعرة مثل العرمة يؤكد رغبة المليشيا في محاولة اختراق دفاعات صبر الموادم أو السيطرة على مرتفعات استراتيجية تطل على المدينة، وهو ما قد يفتح الباب أمام جولة جديدة من المعارك العنيفة إذا استمرت الاستفزازات الحوثية بهذا النسق.

ووصف خبراء عسكريون هذا التحرك بأنه “تصعيد خطير” يضع تعز مرة أخرى تحت تهديد مباشر، خاصة أن القصف الأخير تزامن مع تحركات لتعزيز مواقع الحوثيين في محاور أخرى، ما يشير إلى احتمال وجود خطة عمليات واسعة قد تبدأ خلال الساعات أو الأيام المقبلة.

ويرى مراقبون أن المجتمع الدولي، الذي يتجاهل تصعيد الحوثيين في تعز منذ سنوات، يتحمل مسؤولية الصمت عن هذه الانتهاكات المتكررة، مؤكدين أن أي تجاهل جديد سيسمح للمليشيا بمواصلة سياستها العدوانية واستهداف المدنيين.

زر الذهاب إلى الأعلى