الحوثيون يخدمون إسرائيل… تل أبيب تعتزم التواجد الدائم في الجولان والبحر الأحمر

حذّر وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف كاتس، خلال جلسة استماع في لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في الكنيست، من احتمال محاولة قوات تابعة للحوثيين التسلل إلى الجولان عبر الأراضي السورية، في تطور يعكس تصاعد الدور العسكري للمليشيا المدعومة من إيران في الساحة الإقليمية.
وأشار كاتس، وفق تقرير نشرته صحيفة جورزاليم بوست للكاتب يوسي مانشروف، إلى أن الجيش الإسرائيلي يستعد لاحتمال وجود موطئ قدم للحوثيين داخل سوريا، بالتوازي مع تعزيز وجود حماس والجهاد الإسلامي في المناطق التي تسيطر عليها إسرائيل منذ سقوط نظام الأسد في ديسمبر 2024.
وتؤكد تقارير سابقة أنّ عناصر من الحوثيين كانوا قد شاركوا في القتال بسوريا خلال الحرب الأهلية، وأن فيلق القدس الإيراني أعاد نشر مجموعات منهم جنوب البلاد في 2024 بهدف تنفيذ هجمات ضد إسرائيل.
كما أظهرت وسائل إعلام حوثية تدريبات تحاكي “غزواً برياً لإسرائيل”، تشمل استخدام مسيّرات وصواريخ وأنفاق وعمليات خطف جنود.
الحوثيون والهدايا المجانية
يرى مراقبون سياسيون أن التحركات الحوثية الأخيرة لا تمثل دعماً لفلسطين كما تزعم المليشيا، بل تمنح إسرائيل الذريعة الذهبية للتوسع العسكري وإعادة ترسيم خريطتها الأمنية في المنطقة.
يشير المراقبون إلى أن الحديث الإسرائيلي عن «تسلل حوثي محتمل» يتيح لتل أبيب تعزيز وجودها على جبل الشيخ وتوسيع عملياتها في محيط الجولان تحت عنوان “منع تهديدات إيرانية”.
ويقول سياسيون، إن سلوك الحوثي في سوريا يخدم إسرائيل عملياً ويمنحها غطاءً دولياً لاستمرار السيطرة على مناطق سورية حساسة، بل وربما التمدد داخل خطوط جديدة.
ويضيف محللون أن عمليات الحوثيين في البحر الأحمر، وتهديداتهم للسفن، والحديث عن استعدادهم لغزو بري لإسرائيل، كلها تمنح تل أبيب مبررات للبقاء في البحر الأحمر عسكرياً تحت شعار حماية الملاحة وصد التهديد الحوثي.
ويرى خبراء أن “الحوثي يقدم خدمة استراتيجية لإسرائيل على طبق من ذهب، عبر صناعة فزاعة جديدة تبرر عسكرة البحر الأحمر لعقود”.
ويؤكد المراقبون أن التحركات الحوثية المعلنة ليست سوى جزء من مشروع إيراني أكبر، لكن المفارقة أن المستفيد الأكبر منها عملياً، هو إسرائيل، التي تستخدم هذه السلوكيات كذريعة جاهزة لتبرير الضربات الجوية والعمليات البرية داخل الأراضي السورية.
التقرير يشير إلى أن إسرائيل تنفّذ غارات متكررة داخل سوريا، ومنها غارة الجمعة الماضية على مخابئ “الجماعة الإسلامية” قرب جبل الشيخ، مع سعيها لإزالة أي وجود لمكونات “محور المقاومة” من الأراضي السورية.
ويقول محللون إن كل خطوة حوثية على الأرض السورية تعني ضوءاً أخضر لإسرائيل لتفعيل عقيدتها الأمنية الجديدة التي ترفض أي قوة مسلحة معادية قرب حدودها.
ويرى سياسيون أن الحوثيين، بتصرفاتهم المتطرفة وتلويحهم المتكرر بغزو إسرائيل، أصبحوا أداة مثالية تمنح تل أبيب غطاءً للتوسع في سوريا وتعزيز وجودها في البحر الأحمر، في مفارقة تكشف التناقض بين خطاب المليشيا وشعاراتها وبين نتائج أفعالها على الأرض.





