تقرير دولي: مليشيا الحوثي تهدّد التجارة العالمية خدمةً لإيران… لا لفلسطين

كشف تقرير تحليلي نشره المركز الدولي للأمن البحري (CIMSEC) أن مليشيا الحوثي الإرهابية تواصل استخدام البحر الأحمر كورقة ابتزاز سياسي وعسكري، مستغلةً قضية غزة لاستهداف التجارة الدولية، رغم أن دوافعها الحقيقية لا تمت بصلة للدفاع عن فلسطين، بل تتعلق بسعيها لانتزاع شرعية مفقودة داخليًا وخارجيًا.
وبحسب التحليل الذي كتبه مات رايزنر في المركز، فإن توقف الهجمات الحوثية خلال الهدنة الأخيرة في غزة لا يعني نهاية تهديدها للملاحة العالمية، مؤكدًا أن الجماعة تتعمد ضرب خطوط التجارة في البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن لتعويض فشلها السياسي داخل اليمن، وتراجع شعبيتها في مناطق سيطرتها نتيجة الفساد والانهيار الاقتصادي.
وأشار التقرير إلى أن الحوثيين هاجموا أكثر من 100 سفينة منذ أكتوبر 2023، ما تسبب في شلّ حركة التجارة عبر قناة السويس بنسبة وصلت إلى 50%، ودفع سفنًا عالمية لتغيير مساراتها نحو رأس الرجاء الصالح، وهو ما انعكس مباشرةً على التضخم العالمي وتكاليف النقل.
وأكد المركز الدولي للأمن البحري أن مليشيا الحوثي استخدمت غزة مجرد غطاءٍ دعائي، وأن محركات هجماتها أعمق بكثير من الشعار الذي ترفعه بشأن “معاقبة إسرائيل”.
وأوضح المركز أن الجماعة تسعى من خلال ذلك، إلى ترسيخ صورة زائفة بأنها قوة حاكمة قادرة على تهديد مصالح دولية، وفرض نفسها لاعبًا جيوسياسيًا عبر تعطيل طرق الملاحة العالمية.
إضافة إلى تعزيز علاقتها بإيران للحصول على مزيد من السلاح والتمويل، وجذب المزيد من المجندين عبر خطاب “مقاومة إسرائيل” رغم تورطها في قمع اليمنيين، وابتزاز شركات الشحن عبر ما يسمى “تصاريح العبور الآمن” لترسيخ انطباع أنها سلطة شرعية.
وحذّر التقرير من أن الحوثيين قد يعودون للتصعيد في أي لحظة، سواء بذريعة تعثر السلام في غزة أو استهداف الولايات المتحدة، مشيرًا إلى أن الجماعة أثبتت قدرتها على تطوير أساليب جديدة لتهديد السفن، من الزوارق المسيّرة إلى هجمات الاقتحام المباشر.
ولفت المركز إلى أن قدرات الحوثيين تنامت عبر دعم إيراني مستمر، تمثّل في تهريب كميات ضخمة من الأسلحة، بينها 750 طنًا من العتاد التي ضبطتها قوات المقاومة الوطنية مؤخرًا، وأن الجماعة كثّفت تعاونها مع جهات متطرفة مثل حركة الشباب الصومالية.
وختم التقرير بالتأكيد على أن الخطر الحوثي على الملاحة لن ينتهي إلا بانتهاء الصراع داخل اليمن، وأن السلام في غزة، حتى لو تحقق، لن يغيّر حقيقة أن الحوثيين يستخدمون البحر الأحمر كسلاح سياسي واقتصادي يهدد العالم بأكمله.





