«عصابة علي حسين الحوثي تقتل الأمان في صنعاء.. جريمة مروعة تكشف ابتزاز المغتربين ونهب أموال العائدين

هزّت العاصمة صنعاء جريمة مروّعة جديدة، بعدما اقتحم مسلحون منزلاً في وضح النهار، وأطلقوا النار عشوائياً مما أدى إلى مقتل أمة الرحمن علي صالح العمري، التي عادت من دولة الإمارات لزيارة أسرتها وحضور زفاف شقيقتها.

الجريمة التي وثّقتها كاميرات المراقبة داخل المنزل فجّرت موجة غضب واسعة، ليس فقط بسبب بشاعتها، بل بسبب الإفلات الكامل للجناة في مدينة تخضع للسيطرة الأمنية الكاملة لمليشيا الحوثي الإرهابية.

وبحسب مصادر محلية، فإن العصابة المسلحة التابعة لما يسمى قطاع استخبارات الشرطة الذي يقوده علي حسين الحوثي (نجل مؤسس المليشيا) تُعد من أخطر التشكيلات الإجرامية التي تعمل داخل صنعاء، وتتحرك بأوامر مباشرة منه، مستغلة نفوذها الأمني لتصفية الحسابات، وابتزاز التجار والمغتربين، ونهب أموال العائدين من دول الخليج والولايات المتحدة.

ويؤكد سكان صنعاء، أن الجناة تحركوا بحرية كاملة قبل الجريمة وبعدها، دون أي ملاحقة، رغم انتشار النقاط الأمنية التابعة للحوثيين في كل أحياء العاصمة، ما دفع كثيرين للقول إن الإفلات من العقاب لم يكن صدفة، بل تغطية مباشرة من أجهزة المليشيا.

وتأتي هذه الجريمة بالتزامن مع حوادث مشابهة سجلتها المدينة، بينها مقتل رجل مسن في يوم الواقعة نفسه، ما يعزز القلق المتصاعد حول انهيار المنظومة الأمنية وتحوّل صنعاء إلى ساحة مفتوحة لعصابات مسلحة مدعومة من قيادات حوثية نافذة.

رسالة ترهيب
يرى مختصون اجتماعيون وأمنيون أن هذه الجريمة ليست حادثة معزولة، بل نموذج صارخ لنهج المليشيا الحوثية في حماية العصابات التي تعمل تحت عباءتها، بهدف ترهيب المجتمع وابتزاز المغتربين العائدين بالذات، كونهم يمثلون مصدراً مالياً يسعى الحوثيون للسيطرة عليه.

ويشير المختصون، إلى أن قطاع استخبارات الشرطة الذي يشرف عليه علي حسين الحوثي بات يتحول إلى مركز نفوذ إجرامي يستخدم لنهب الممتلكات، وفرض جبايات، وتنفيذ اقتحامات مدروسة تستهدف بيوت المغتربين الذين غالباً ما يكونون أكثر قدرة على الدفع.

ويضيف المختصون أن الجريمة تحمل عدة رسائل خطيرة، منها ترهيب العائدين من الخليج وأمريكا لمنعهم من المطالبة بحقوقهم أو مقاومة الابتزاز،
خلق فوضى أمنية مقصودة تسمح للمليشيا باستخدام العصابات كذراع قمعية موازية للأجهزة الرسمية.

إضافة إلى تجريف ما تبقى من البنى الاجتماعية عبر ضرب القيم القبلية وتهديد الأسر في منازلها، وإعادة تدوير الخوف داخل المجتمع لضمان بقاء المليشيا فوق القانون.

ويؤكد محللون أن استمرار مثل هذه الجرائم يعكس أن صنعاء باتت في قبضة منظومة أمنية تتعامل مع المجتمع باعتباره «مصدراً للإيرادات» لا أكثر، وأن بقاء هذه العصابات هو جزء من استراتيجية الحوثيين لترسيخ الهيمنة وإسكات أي صوت معارض.

زر الذهاب إلى الأعلى