انقسامات حادة داخل المليشيا.. علي حسين يسعى لإخماد الأجنحة الأخرى

كشفت مصادر مطلعة، عن صراع حاد على السلطة داخل صفوف المليشيا الحوثية، يتمحور حول سعي علي حسين بدر الدين، نجل مؤسس الجماعة، لإحكام سيطرته على الأجهزة الأمنية والاستخباراتية، في خطوة يرى مراقبون أنها تهدد بتفكيك منظومة القيادة الحوثية من الداخل.
وفقاً للمصادر، فإن علي حسين نجح في توسيع نفوذه بشكل ملحوظ عبر إنشاء وحدات أمنية موازية واحتكار صلاحيات قضائية أمنية، مع توسيع شبكة الاعتقالات والاستهداف السياسي داخل مناطق سيطرة الجماعة، وتحول الصراع الداخلي إلى مواجهة مؤسساتية بين أجهزة الأمن التقليدية وما بات يُعرف بجهاز علي حسين، في تنافس محموم على موارد النفوذ والتمويل والشرعية داخل منظومة القرار الحوثية.
ويرى محللون أن محاولات علي حسين لتوحيد أجهزة الاستخبارات تحت قيادته تخدم المشروع الإيراني في اليمن، عبر تعزيز قدرة الذراع الإيرانية على توجيه السياسة الداخلية والخارجية للجماعة، ولا يقتصر هذا التوتر على الحدود الداخلية، بل ينعكس على السياسات الإقليمية للجماعة ويزيد من الاستقطاب الإيراني داخل الصفوف، وفق ما تشير إليه التحليلات.
ويرى مراقبون أن المنافسة على الجهاز الاستخباراتي قد تؤدي إلى إعادة ترتيب شبكات الدعم الإيرانية، أو توسيع نفوذ طهران عبر دعم جناح يضمن ولاءً مباشراً، وهو ما يزيد من تعقيد الاستجابة الدولية ويجعل مفاصل الحل السياسي أكثر هشاشة.
في هذا السياق، يدعو مراقبون عسكريون وسياسيون المجلس الرئاسي والحكومة اليمنية إلى استغلال الشقوق الداخلية عبر آليات قانونية واستخباراتية ودبلوماسية، تشمل تكثيف ضرب البنى المالية واللوجستية للجماعة، وحملة استخباراتية مضادة مركزة لرسم خريطة شبكات أجهزة علي حسين، وعمليات محددة لاستنزاف قدرات القمع دون إلحاق أذى بالمدنيين، وحملة إعلامية تكشف تجاوزات الأجهزة الأمنية، إضافة إلى فتح قنوات انشقاق آمنة للعناصر الصغيرة، وملاحقة قضائية دولية لقيادات الأجهزة.
ويؤكد المراقبون أن الانقسام على قمة الهرم الأمني في صفوف المليشيا الحوثية يمثل فرصة استراتيجية يجب استغلالها عبر حملة متزامنة تُضعف البنية المالية والاستخباراتية للجماعة، وتفتح أبواب انشقاقات توفر معلومات حاسمة لتقويض قدرة الذراع الإيرانية في اليمن.





