اتفاق تاريخي بين إسرائيل وحماس برعاية ترمب ينهي الحرب في غزة ويمهد لسلام شامل

في خطوة وُصفت بالتاريخية وغير المسبوقة، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب توقيع كل من إسرائيل وحركة حماس على المرحلة الأولى من خطة السلام، التي تشمل وقفًا فوريًا لإطلاق النار وانسحاب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة إلى خط متفق عليه، تمهيدًا لإطلاق جميع الرهائن وإرساء سلام “قوي ودائم”، وفق تعبير ترامب.
وقال الرئيس الأمريكي في بيان رسمي إن الاتفاق يمثل “يومًا عظيمًا للعالمين العربي والإسلامي، ولإسرائيل، وللولايات المتحدة”، مؤكدًا أن جميع الأطراف ستُعامل بـ”إنصاف”، وموجّهًا شكره لقطر ومصر وتركيا على دورهم البارز في الوساطة التي أفضت إلى توقيع الاتفاق.
وأوضح ترامب أن المرحلة الأولى من الخطة تتضمن إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين خلال الساعات الـ72 المقبلة، مقابل الإفراج عن آلاف الأسرى الفلسطينيين، بينما تنسحب القوات الإسرائيلية من المناطق المأهولة في القطاع خلال أقل من 24 ساعة من تصديق الحكومة الإسرائيلية على الاتفاق.
من جانبها، أكدت حركة حماس التوصل إلى اتفاق شامل ينهي الحرب على غزة، مشيرة إلى أن المفاوضات التي جرت برعاية قطرية ومصرية وتركية أثمرت عن تفاهمات تضمن انسحاب القوات الإسرائيلية، ووقف العمليات العسكرية بشكل كامل، والإفراج المتبادل عن الأسرى والمعتقلين.
ودعت الحركة الرئيس ترامب والدول الضامنة إلى إلزام إسرائيل بتنفيذ استحقاقات الاتفاق كاملة، معتبرة أن ما فشلت إسرائيل في تحقيقه عبر “الإبادة والتجويع” لم تنجح في فرضه بالتفاوض.
وفي المقابل، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنه سيعرض الاتفاق على حكومته للتصديق عليه، واصفًا ما تحقق بأنه “نجاح دبلوماسي وانتصار وطني وأخلاقي لدولة إسرائيل”، وشكر الرئيس ترامب على “التزامه الراسخ بسلامة إسرائيل وحرية رهائنها”.
وأكد مكتب نتنياهو، أن الرئيس الأمريكي سيُلقي كلمة أمام الكنيست الإسرائيلي قريبًا، في إشارة إلى عمق التحول الذي أحدثه الاتفاق في مسار العلاقات الإسرائيلية – الأمريكية.
وفي حين نقلت وكالة “رويترز” عن مصدر مطلع، أن الإعلان عن الاتفاق تم في القاهرة بحضور مسؤولين من حماس والمخابرات المصرية، أشارت شبكة “سي إن إن” إلى أن إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين قد يبدأ يوم السبت أو الأحد المقبل، فيما أكد البيت الأبيض أن الانسحاب الإسرائيلي إلى “الخط الفاصل” في غزة سيستغرق أقل من 24 ساعة بعد تصويت الحكومة الإسرائيلية بالموافقة على الاتفاق.
وقد لقي الاتفاق ترحيبًا دوليًا واسعًا، إذ دعا الأمين العام للأمم المتحدة جميع الأطراف إلى الالتزام الكامل ببنوده، معتبرًا أنه يمثل خطوة حقيقية نحو إنهاء معاناة المدنيين في غزة وفتح الباب أمام عملية سلام شاملة.
وبينما خرجت مظاهر فرح في شوارع غزة عقب إعلان الاتفاق، اعتبر مراقبون أن ما حدث يشكل نقطة تحول كبرى في مسار الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي، قد تعيد رسم المشهد السياسي في المنطقة وتفتح صفحة جديدة من التفاهمات الإقليمية برعاية أمريكية مباشرة.