القبائل تصعِّد هجماتها رداً على تجاوزات الحوثيين

شهدت محافظة الجوف تصعيدًا عسكريًا لافتًا اليوم، بعد تعرض القيادي الحوثي المعروف «العقيد صالح عسكر محسن يحيى» لإطلاق نار مباشر من قبل مسلحين قبليين وسط سوق الحزم، عاصمة المحافظة، مما أسفر عن إصابته بجروح بالغة نقل على إثرها إلى مستشفى الحزم ثم نُقل إلى صنعاء لتلقي علاج مكثف.

على الرغم من سلسلة المداهمات والاعتقالات التي نفذتها مليشيا الحوثي بقيادة منتحل صفة العقيد عسكر بحق المدنيين والقبائل في الجوف، فقد تحول رد السكان تدريجيًا من التظاهر السلمي والكتابة على الجدران إلى المواجهة المسلحة المباشرة.

وأعادت حادثة مقتل القيادي الحوثي محسن مهدي الشريف قبل بضعة أسابيع، تصعيدًا كان بمثابة شرارة لتغيير استراتيجية القبائل، لتصبح الهجوم المباشر هو الرد الفاعل والمرعب

تقول مصادر قبلية مطلعة، إن العملية تمت بدقة ومهنية عالية، حيث نفذها «مسلحون مجهولون»، وأشارت إلى أن الحوثيين لم يتمكنوا من تعقب منفذيها قبل فرارهم من المكان، وهو ما يُظهر مدى التنظيم والقدرة لدى القوى القبلية على اتخاذ خطوات تكتيكية محسوبة.

تأثير الحادثة وتداعياتها المحتملة
الانتقال من الاحتجاج السلمي إلى عمليات اغتيال واضحة الهدف يضع الطرفين—الحوثيين والقبائل—على شفا حلقة اقتتال متجددة.

تدهور الأمن داخل سوق مكتظ: سوق الحزم، مكان الحادث، يعكس مدى الجرأة والتحدي للقبائل، إذ هاجموا القيادي الحوثي وسط المدنيين، ما يرفع وتيرة التوتر ويهدد بحدوث تصعيد أمني واسع.

الحادثة تعزز من قوة العصب القبلي، وتعد تحذيرًا للحوثيين بأنهم لم يعودوا قادرين على فرض سيطرتهم بلا ثمن.

استراتيجيات الحوثيين في مواجهة القبليين
حتى ساعة كتابة هذا التحليل، لم يصدر أي بيان رسمي من الحوثيين يوضح تفاصيل الهجوم أو يعلن اتخاذ إجراءات، فيما يُتوقع انخراطهم في:

تكثيف حملة الاعتقالات والمداهمات للقبائل المحلية.

فرض قيود أمنية مشددة على حركة السوق والطرقات المحيطة به.

تنفيذ هجمات انتقامية مباشرة تستهدف مشايخ أو قادة قبليين، بهدف إخضاع القبيلة عبر ردعها بالعنف.

تشكل هذه الحادثة نقطة تحوّل مؤثرة في العلاقة بين القبائل وميليشيا الحوثي، وتدل على تفكك احتمالية التعايش السلمي، بعد أن غلبت استراتيجية الانتقام على مشاعر الغضب القبلي السائد منذ سنوات.

 

زر الذهاب إلى الأعلى