مقتل 4 وإصابة 25 في غارة جوية أمريكية استهدفت قيادات حوثية بصنعاء (تفاصيل)

لقي أربعة أشخاص مصرعهم وأصيب 25 آخرون بجروح متفاوتة، في حصيلة نهائية لغارة جوية أمريكية استهدفت، مساء الأحد 6 أبريل 2025، منزلًا في حي شعب الحافة بمنطقة سعوان، مديرية شعوب، وسط العاصمة اليمنية صنعاء، وفق ما أفادت به مصادر طبية ومحلية.

وقالت مصادر محلية، إن الغارة الجوية الدقيقة استهدفت منزل القيادي في مليشيا الحوثي، صالح السهيلي، المعروف بانتمائه القبلي إلى مديرية مناخة غرب صنعاء، وولائه المبكر للمليشيا الحوثية منذ اندلاع الحروب الأولى في محافظة صعدة.

وأكد سكان في الحي، أن انفجارًا عنيفًا دوّى في أرجاء المنطقة عند نحو الساعة الثامنة مساءً بالتوقيت المحلي، تبين لاحقًا أنه ناجم عن ضربة جوية نفذتها طائرة مسيّرة تابعة للولايات المتحدة، مستهدفة اجتماعًا لقيادات حوثية بارزة داخل منزل السهيلي.

ورغم تضارب الأنباء الأولية حول عدد الضحايا، فإن مصادر طبية في مستشفى الثورة بصنعاء أكدت لاحقًا أن الحصيلة النهائية بلغت 4 قتلى و25 جريحًا، من بينهم عناصر حوثية كانوا داخل المنزل لحظة الاستهداف، فيما لم يتسنَ التأكد من مصير صالح السهيلي نفسه.

ويعد السهيلي من أبرز الوجوه القبلية الموالية للمليشيا الحوثية، وسبق أن لعب دورًا محوريًا في تجنيد المقاتلين من منطقته خلال السنوات الماضية، كما تشير تقارير إلى ارتباطه الوثيق بقيادات الصف الأول في الجماعة، وعلى رأسهم مهدي المشاط وعبدالكريم الحوثي.

وكان السهيلي من الشخصيات التي استضافت السفير الإيراني السابق لدى صنعاء، حسن إيرلو، في منزله أكثر من مرة خلال فترة عمل الأخير، ما يعكس حجم الثقة التي كانت توليها له قيادة الجماعة والدور الذي لعبه في تعزيز النفوذ الإيراني في المناطق القبلية المحيطة بالعاصمة.

وتأتي هذه الضربة الجوية في سياق تصعيد عمليات الاستهداف الأمريكية ضد شبكات الدعم الإيرانية في المنطقة، في إطار ما تقول واشنطن إنه “ردع للتهديدات الإرهابية وضرب لمصادر تمويل وتسليح الجماعات المرتبطة بإيران”، ومنها جماعة الحوثي التي تواصل شن هجمات على الملاحة الدولية في البحر الأحمر وباب المندب.

ووفق مراقبين، فإن هذه الغارة تمثل تصعيدًا نوعيًا، نظرًا لموقعها الجغرافي وسط العاصمة صنعاء، وكذا لطبيعة الهدف، الذي وصف بأنه “دائرة ضيقة من المقربين من مراكز القرار الحوثي”، ما يفتح الباب أمام تساؤلات حول مدى اختراق الأجهزة الاستخباراتية الأجنبية لصفوف الجماعة.

ولم يصدر حتى لحظة كتابة الخبر أي تعليق رسمي من جماعة الحوثي حول الغارة أو مصير القيادات التي كانت في الاجتماع، كما لم تُعلن وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) رسميًا عن العملية.

ومن المتوقع أن تلقي هذه الضربة بظلالها على المشهد السياسي والأمني في العاصمة، في وقت تتزايد فيه الضغوط الدولية لوضع حد لتصعيد الحوثيين في المنطقة، وسط تعثر الجهود الأممية لاستئناف مفاوضات السلام.

زر الذهاب إلى الأعلى