حرب شوارع وانشقاقات وتمردات داخل مليشيا الحوثي في إب

تتلاشى سلطة الحوثي في محافظة إب جنوب صنعاء، في أحدث مؤشر على تراجع قوة الجماعة المسلحة وفقدانها السيطرة على قيادتها ومناطق سيطرتها.

شهدت المحافظة الاستراتيجية الواقعة وسط اليمن، على احداث خلال الأسبوعين الماضيين تكشف حجم فشل الجماعة، وغضب السكان من سياساتها للجبايات والنهب والطائفية.

في الأيام القليلة الماضية، طالب ناشطون في إب على وسائل التواصل الاجتماعي، بتغيير أبو علي الكحلاني مدير الشرطة الحوثية في المحافظة، نتيجة فشله الأمني، نتيجة تزايد الانشقاقات الداخلية لدى الحوثي، وانتشار الفوضى الأمنية، وزيادة الاقتتال الداخلي داخل الإرهابية..

وخلال أيام خطف الحوثيون ثلاثة من ناشطي المحافظة، وهم ماجد ياسين ومراد البنا وخالد الانس، وكلهم قد دخلوا سجون الحوثي من قبل، فضلًا عن مقتل 16 شخصا بينهم اثنين شنقا، في انفلات أمني يتركز معظمه في مركز محافظة إب.

وذكرت إحصائية أمنية صادرة عن الحوثي في المحافظة، أن من بين الجرائم المضبوطة خلال شهر سبتمبرالماضي،11 جريمة قتل عمد، و20 جريمة شروع في القتل و3 جرائم قتل غير عمد.

بينما بلغت أعداد المفقودين حوالي 8 أشخاص، بينهم طفلين وطفلة، عثر لاحقا على معظمهم، يتحفظ الموقع على ذكر الأسماء.

الاشتباكات متواصلة
ونقل موقع «يمن مونيتور»، عن شهود عيان، قولهم إن ستة معارك اندلعت المدينة خلال الأيام القليلة الماضية، امتدت إلى مديرية العدين المجاورة.

ويشير الموقع إلى أن أبرز تلك الاشتباكات كانت نتيجة خلافات بين قياديين من الحوثيين يوم الخميس 27 أكتوبر 2022، أدت إلى مقتل وإصابة خمسة أشخاص على الأقل.

وأوضحت المصادر، أن “المواجهات يقودها فصيلين من الجماعة أحدها بقيادة القيادي في جماعة الحوثي عباس الهندي عضو المجلس المحلي بمديرية المشنة، والأخر بقيادة القيادي في الجماعة يحيى الرزامي المكنى بـ”ابو عبدالله الرزامي”.

تلاشي سطوة الجماعة
بالنسبة لجماعة الحوثي المسلحة، فإن السيطرة الأمنية، والسيطرة على المؤسسات الإيرادية مثل الزكاة والأوقاف، فضلا عن الضرائب والجمارك الانفصالية، هي ما يهتم به في أي محافظة.

مع ذلك، يمكن اعتبار حالة منصب مدير الشرطة مؤشرا على مدى الفوضى والتراجع في قوة الجماعة المسلحة.

بعد عزل الشامي عين الحوثي القيادي الآخر من المحافظة عبدالحافظ السقاف مديرا للشرطة، يشيد ناشطون في إب المقيمين فيها بتحسن الأمن خلال فترة السقاف، وهو هاشمي عمل مع المؤتمر الشعبي العام، وخاض أول معركة حوثية في عدن في مارس 2015 بعد قرار جمهوري بعزله من قيادة الأمن الخاص فيها، وله نفوذ واسع بين الأسر الهاشمية في إب، وبين المؤتمر الشعبي الموالي للحوثي.

بعد سنة من عمله في منصب مدير الأمن، خاض معركة مع القيادي الآخر في مليشيا الحوثي، إسماعيل عبدالقادر سفيان، وهو هاشمي من أشد الموالين للحوثي ويعمل معه منذ الحرب الأولى في صعدة 2004 وكان يشغل منصب وكيل محافظة إب.

بعد أيام من المعارك في يونيو/حزيران 2019قتل سفيان، وأرسل الحوثي قوات كبيرة للسيطرة على اقتتال الفصائل التابعة له في إب، وعزل السقاف ونفاه إلى صنعاء، حيث لا يستطيع العودة إلى مسقط رأسه في إب.

عين الحوثي قياديا آخر في إدارة أمن إب يدعى محمد حفظ الله الحمزي، وبعد ستة أشهر فقط، سرعان ما عزله ليعين عبدالله الطاووس، الذي لم يلبث طويلا، وفي يونيو 2022 عين أبو علي هادي الكحلاني.

والكحلاني كان قائد حماية عبدالملك الحوثي، ثم أرسله زعيم الجماعة لقيادة الأمنيين الحوثيين في الحديدة، في ذروة المواجهات التي أوقفها اتفاق السويد مطلع 2019.

الانهيار يتواصل
بينما تهز المعارك في محافظة إب وفي مركز المدينة تحديدا، تشمل معظم شوارع المدينة، خاصة القديمة منها والوزاعية وجرافة وغيرها، وصولا إلى قلب المدينة يظهر مقربون من الكحلاني يحذرون من غضبه وقدرته على البطش.

يصف آخرون الرجل بأنه عاجز، وفاشل.

أثارت قضية صراعات حوثية في مديرية المخادر التساؤلات عن مدى قدرة الرجل على القيادة أو تلاشي السيطرة الحوثية واقتصارها المدينة دون الريف.

قالت مصادر في “المخادر” الأسبوع الماضي إن هادي الكحلاني أقدم على إغلاق قسم شرطة بمديرية المخادر بعد صراعات بين عناصره، في محاولة يائسة منه لحل الصراع.

تبدو القضية لأول وهلة إجراء عاديا سرعان ما قد يعود القسم إلى عمله، يشير باحثون إلى ضعف قدرة الحوثي في السيطرة، ووحدة المليشيا.

زر الذهاب إلى الأعلى