حرب الهوية (1)

لم تكن الحرب القذرة التي راح ضحيتها الملايين من أبناء الشعب اليمني التي شنتها السلالة الكهنوتية الهاشمية على الشعب اليمني طيلة أكثر من 1250عام في سبيل الهيمنة والتحكم في مصير هذا الشعل هي الحرب التي شكلت تهديد وجودي للشعب اليمني، فالشعوب لا تنتهي مهما كانت تضحياتها من أبنائها.

بل إن الحرب القذرة والأشد قذارة هي تلك الحرب التي شنتها السلالة الكهنوتية الهاشمية على الهوية القومية اليمنية وهي التي شكلت تهديد وجودي للشعب اليمني كشعب له هويته الضاربة جذورها بعمق الحياة الإنسانية على كوكب الأرض.

اذا اردت ان تهيمن على اي شعب ما عليك سوى ان تمحو هوية هذا الشعب واستبدالها بهوية تمكنك من الهيمنة على عقول الشعب وتسيره وفق ما يخدم اجندتك السياسية وجعل اجندتك مهيمنة على عقول أبناء الشعب وهذا ما قامت به السلالة الهاشمية في اليمن.

تعتبر هذه الحرب من قذر الحروب في تاريخ الحياة الإنسانية والذي يقع على عاتقنا جميعا مجابهتها اليوم بكل قوة من أجل حماية الأجيال القادمة وذلك من خلال إعادة إحياء الهوية القومية اليمنية في الذاكرة الفردية والجمعية لأبناء الشعب اليمني.

نعم لقد كانت ولا تزال الحرب الهاشمية ضد الهوية القومية للشعب اليمني هي أسواء واخطر وأقذر حرب واجهها الشعب اليمني، بل اخذت الان أشكال مختلفة من قبل الحركة الكهنوتية الهاشمية بحلتها الحوثية الفارسية.

تكمن خطورة هذه الحرب انها خفية لا يدرك أبعادها وخطورتها الى لمفكرون من أبناء هذا الشعب، وقد غابت مواجهتها للأسف عن كثير من المثقفين من أبناء الشعب اليمني منذ قيام ثورة 26 سبتمبر عام 1962م ، ولا ندري هل غابت أم غيبت ؟

لكنني أجزم انها غيبت من قبل اللوبي السياسي لهذه السلالة الذي ظل يوقدها من تحت الرماد، من خلال تغلغله داخل مؤسسات الدولة وخاصة التعليمية والثقافية وقد أخذت الحرب ضد الهوية القومية اليمنية تمثلت في عدة أشكال:
-1 تقسيم الهوية القومية اليمنيه طائفيا إلى زيدية وشافعية:
2- محو رموز الهوية القومية اليمنية:
3- تقسيم الهوية اليمنية إلى طبقات.
وسنتطرق لكل شكل من شكال الحرب على الهوية القومية اليمنية من حيث ابعادها والهدف منها.


م. عباد محمد العنسي

زر الذهاب إلى الأعلى