تناغم بين القاعدة والحوثي في اختطاف عاملين أمميين بهدف «لي الذراع»

انبرت القاعدة مجددا لإسناد مليشيات الحوثي في اليمن ضمن إرهاب مشترك لمقايضة العالم و”لي ذراع” الأمم المتحدة ولتحقيق مكاسب أمنية وسياسية واقتصادية.

تنظيم القاعدة الإرهابي الذي لم يعد لديه إلا الخطف من أجل الفدية والنهب والسرقة لإثبات وجوده، أشهر يوم السبت الماضي آخر ورقة ضغط في جعبته على المنظمة الدولية محاولا صرف الأنظار بعيدا عن التصعيد الحوثي ضد اتفاق الهدنة وضد الأمم المتحدة الراعية للاتفاق.

ونشر التنظيم الإرهابي مقطع فيديو لمناشدة موظف أممي مختطف لديه منذ 11 فبراير2022، سعى من خلاله لمقايضة الأمم المتحدة وإظهار القوات المناهضة للحوثيين شبه عاجزة عن تحريره.

بحسب الفيديو فإن التنظيم الإرهابي أجرى تصوير المناشدة للموظف الأممي في 9 أغسطس2022 إلا أنه لم يبثها إلا في 3 سبتمبر2022 وهو توقيت جاء جنبا إلى جنب مع افتعال مليشيا الحوثي أزمة وقود اتخذتها كمبرر للهروب والانقلاب على اتفاق الهدنة.

يأتي ذلك تتويجا لجهود المجلس الرئاسي الذي نجح في تعرية الانقلاب الحوثي وحشره في الزاوية أمام المجتمع الدولي والأمم المتحدة كطرف يرفض تنفيذ بنود الهدنة بما فيه فتح الطرق إلى جانب التصعيد عسكريا بتعز والحديدة، لتلجأ المليشيات للدفع بالقاعدة للضغط على الأمم المتحدة والحكومة اليمنية على حدا سواء.

الرهائن الأممية بيد الحوثي والقاعدة
كانت “الرهائن” أكبر تحدي للدولة اليمنية لأكثر من 3 عقود، إلا أن تطور الجريمة مؤخرا كشف الأهداف المشتركة لتنظيم القاعدة الإرهابي وقيادات الصف الأول لمليشيات الحوثي من خلف اختطاف موظفي الأمم المتحدة ضمن عمليات ممنهجة ومدروسة بعناية أيضا.

واشتدت عمليات الاختطافات ضد الموظفين الأمميين من قبل القاعدة والحوثي بشكل غير مسبوق منذ نوفمبر/تشرين الثاني الماضي لا سيما عقب مقتل القائد العسكري للتنظيم الإرهابي أبو عمير الحضرمي والذي أعلن عنه لاحقا مطلع العام الجاري.

آنذاك، اختطفت مليشيات الحوثي اثنين من موظفي الأمم المتحدة لازالوا رهائن حتى اليوم في معتقلاتها رغم التنديد والمطالبات الدولية، وامتد إلى اعتقال 3 آخرين موظفين في عدة منظمات دولية كـ”رهائن”.

وعلى مستوى علاقته في القاعدة، عمل في إيواء عناصر التنظيم وإطلاق سراح السجناء مقابل توفير التدريب لمقاتلي الحوثي والبقاء تحت مظلته وأجندته منها تحقيق أهدافه في استهداف الوكالات الإنسانية للأمم المتحدة.

وهذا ما حدث بالفعل بعد اختطاف تنظيم القاعدة للموظفين الأمميين في مديرية “مودية” شرق أبين، في فبراير/شباط الماضي تلى ذلك اختطاف آخر طال موظفين اثنين أجانب في منظمة أطباء بلا حدود الدولية في وادي حضرموت في مارس/آذار للماضي.

وتشير احصائيات للأمم المتحدة إلى أن النصف الأول من عام 2022 شهد تعرض 19 عامل إغاثة للقتل والإصابة والاختطاف والاعتقال من قبل تنظيم القاعدة ومليشيات الحوثي إلى جانب هجمات واعتداءات وحملات إعلامية ممنهجة لتبرير الجرائم بحق المنظمات الدولية.

العين الإخبارية

زر الذهاب إلى الأعلى