تمرد سياسي لإخوان اليمن بعد فشل تمردهم العسكري في شبوة
لم يخل بيان حزب الإصلاح (فرع الإخوان المسلمين في اليمن) من توجيه رسائل تحذيرية مبطنة إلى التحالف العربي، من خلال الإشارة ضمنا إلى أن “السماح بأي تهاون يحول دون إنهاء الانقلاب واستعادة الدولة في اليمن يستهدف في نفس الوقت مجلس التعاون لدول الخليج العربي وفي مقدمتهم الأشقاء في السعودية”.
وفي تعليق على بيان الإصلاح اعتبر الباحث السياسي اليمني محمود الطاهر لـ”العرب” أن “بيان الحزب كان مفاجئًا، لاسيما وأنه جاء بعد تشكيل مجلس رئاسي توافق عليه كل أبناء اليمن، ويهدف إلى توحيد الصف وفرض السلام في اليمن، غير أن مواقف الإصلاح خلال الفترة الأخيرة تشير إلى وجود خلافات داخلية كبيرة داخل الحزب، مع بروز جناح مؤيد للتلاحم اليمني وجناح آخر يريد أن يبقى هو المسيطر الأول والأخير على قرارات الدولة”.
ووصف الطاهر البيان بأنه “بمثابة إعلان تمرد على الدولة، ويكشف أن الحزب وراء عملية دعم تمرد عناصره العسكرية في محافظة شبوة على قرارات مجلس القيادة الرئاسي وقبلها رئيس اللجنة الأمنية محافظ محافظة شبوة، وهي خطوة خطيرة، بل وتكشف زيف دعواتهم إلى وحدة الصف اليمني، وتؤكد حقيقة التخادم مع الحوثي”.
وأشار الطاهر إلى أن تمديد الهدنة الأممية في اليمن سيفرز الكثير من المشاكل داخل القوى اليمنية، لاسيما تلك التي تعلن أنها مع الدولة، ومن تحت الطاولة تتواصل مع الحوثي.
وتزامن موقف الإصلاح، الذي وصفه مراقبون بأنه تصعيد غير مسبوق ضد المجلس الرئاسي والتحالف العربي، مع هجوم جديد شنته القوات التابعة للحزب التي أعادت تجميع نفسها والهجوم على مدينة عتق، وهو الهجوم الذي قالت مصادر مطلعة إن قوات العمالقة أفشلته من خلال الرد على مصادر إطلاق النار.
كما جاء البيان في أعقاب نفي مصدر مسؤول في رئاسة الجمهورية، الأنباء المتداولة بشأن لقاء ثنائي بين الرئيس رشاد العليمي، رئيس مجلس القيادة الرئاسي، وقيادات من حزب التجمع اليمني للإصلاح بخصوص الأحداث الأخيرة في محافظة شبوة.
من جهته، اعتبر الباحث السياسي اليمني ماجد الداعري أن بيان الإصلاح حمل إشارات تمرد صريحة على الدولة والشرعية والتحالف وتهديدا ضمنيا بالمواجهة المسلحة من خلال اشتراطه إقالة محافظ شبوة وإحالته إلى التحقيق و”إلا فإن الإصلاح سيضطر إلى إعادة النظر في مشاركته في كافة المجالات”، بحسب ما جاء في البيان.
وأضاف “الواضح من هذه الجملة التهديدية أن المجالات الخطرة التي يهدد الإخوان من خلالها الدولة الشرعية والتحالف العربي في اليمن بالانسحاب، هي التراجع عن الاعتراف بالشرعية ومشروعية تدخل التحالف والارتماء في أحضان الحوثي والميليشيات المسلحة المناهضة للدولة، بدليل بكائياتهم بذات البيان، عبر القول إنهم وقفوا إلى جانب الدولة وانحازوا إلى الشرعية منذ البداية وإن ما حصل بشبوة انقلاب عليهم وإقصاء لهم من التوافق الوطني وصولا إلى ابتزاز مجلس القيادة بدعوته إلى الاهتمام بالمهام الأساسية التي قالوا إنه تشكل من أجلها والمتمثلة في القضاء على مشروع الانقلاب الحوثي وتحسين معيشة الشعب، وكأنهم بذلك يلمزون إلى أن شرعية المجلس ذاتها على المحك طالما لم يتجاوب مع مطالبهم التي تكشف حجم استماتتهم للسيطرة على محافظة شبوة النفطية ولو بالتمرد على الشرعية ومواجهة الدولة عسكريا وشهر السلاح في وجه السلطة المحلية كما فعلوا في الأيام الماضية”.