مليشيا الحوثي تؤجج الصراع بين القبائل اليمنية لضمان السيطرة عليها

تستمر ميليشيا الحوثي في تأجيج الصراع في أوساط القبائل اليمنية، من أجل إدخال القبائل في صراعات تنسيها المساعي الممنهجة للميليشيا لتدمير القبيلة وتطويعها واستخدام أبناءها كوقود للحروب التي تخوضها ضد الشعب اليمني.

وقالت مصادر قبلية أن قيادات حوثية أذكت صراعات خلال الايام الماضية تسببت في سقوط ما لا يقل عن 30 قتيلاً وجريحاً في محافظات المحويت وإب وعمران.

وتمثل آخر تلك المعارك باندلاع مواجهات بين قبائل عزلة الأهجر وأهالي قرية الحيفتين بمنطقة “ضلاع أعلى” محافظة المحويت نتج منها سقوط 3 قتلى وجرح 5 آخرين من الطرفين.

ويعود السبب الرئيسي للمواجهات بين القبيلتين إلى قيام قيادات حوثية، منها حنين قطينة بإشعال حدة الصراع، إضافة إلى تحريضه طرفاً ووقوفه إلى جانبه ضد الطرف الآخر.

وقال الأهالي، إن المدعو قطينة عزز بعناصر مسلحين باشروا حينها باقتحام قرية حيفتين لإجبار الأهالي على القبول بحفر بئر مياه بمنطقة متنازع عليها واختطفوا أكثر من 10 مواطنين من أبناء المنطقة واقتيادهم إلى أماكن مجهولة.

وسبق ذلك بأيام، تجدد مواجهات أخرى مسلحة للمرة الخامسة بين أسرتي بيت الحاتمي وبيت الحذيفي في منطقة رماضة بمديرية العدين بمحافظة إب؛ الأمر الذي قاد إلى سقوط ما يزيد على 12 قتيلاً وجريحاً من الجانبين.

وأوضح سكان في المحافظة التي تعاني تدهوراً أمنياً غير مسبوق أن أربعة مسلحين قتلوا وأصيب ثمانية آخرون، بينهم نجل شقيق قيادي حوثي بمواجهات دارت بين مسلحين يقودهم نجل القيادي الحوثي جمال عايض الحميري، وبين مسلحين من أسرة بيت الحذيفي، بعد استقواء أحد أفراد بيت الحاتمي بالقيادي لفتح طريق بين أملاك بيت الحذيفي.

وذكر السكان، أن معظم الصرعى كانوا من أنصار الحميري الموالي للميليشيا الحميري، منهم نجل شقيقه ويدعى أكرم الحميري، في وقت أكدت فيه مصادر أخرى، أن نجله الأكبر “صائل” لا يزال يخضع للعلاج بعد تعرضه لإصابة بالغة، وسط توتر وتحشيد مسلح لأنصار الأسرتين في المنطقة.

وكانت منطقة رماضة في إب شهدت على مدى سنوات قليلة ماضية حرباً قبلية بين أسرتي بيت الحذيفي والحاتمي سقط فيها عشرات القتلى والجرحى من الطرفين، إلى جانب تضرر منازل وآبار مياه وممتلكات واسعة تابعة للطرفين في ظل تغذية حوثية مستمرة للصراع ودعمها أسرة على حساب أخرى.

وفي محافظة عمران، كشف مصدر محلي عن مقتل سبعة أشخاص بينهم فتاة وجرح طفلتين في اشتباكات قبلية دارت بمديرية السودة بمحافظة عمران الخاضعة تحت سيطرة المليشيات.

وقال المصدر للشرق الأوسط إن المواجهات اندلعت بين مسلحي قبائل أبو أحمد من جهة، وبين مسلحي قبيلة “كعوت” المدعومين من قبل المليشيات، على خلفية نزاع على أراضٍ زراعية.

وأضاف، أن الاشتباكات التي استخدمت فيها مختلف أنواع الأسلحة لا تزال توتراتها قائمة بين الطرفين، في حين تواصل الميليشيات إشعالها مجدداً، خصوصاً في ظل استمرار التحشيدات من الجانبين ومحاولات قبلية لاحتوائها.

وكانت مصادر يمنية مطلعة اتهمت المليشيات بمواصلتها تغذية الصراعات وإشعال القتال في أوساط القبائل اليمنية بالمدن تحت سيطرتها؛ بهدف الاستفادة من تفكيك المجتمعات القبلية وتسخيرها لخدمة مشروعها الانقلابي.

ويقول مراقبون، إن الميليشيا تنهج سياسة “فرّق تسد” بين القبائل في إطار مساعيها لإحكام قبضتها على القبائل والمناطق اليمنية، وتطويعها من أجل تنفيذ أجندتها ومشاريعها الطائفية.

ويشير المراقبون إلى أن المليشيا استطاعت جعل كثير من مشايخ وزعماء القبائل والمناطق اليمنية الخاضعة لقبضتها يتهافتون على الارتماء في أحضانها لتعزيز مكانتهم ونفوذهم القبلي والاستقواء على الآخرين، في حين تقوم المليشيات ذاتها بالضغط عليهم لمساندة عمليات الحشد وتعزيز جبهاتها بمزيد من المقاتلين.

زر الذهاب إلى الأعلى