سياسي: واشنطن لا يهمها وقف الحرب في اليمن والمعارك ستعود أشد ضراوة
يرى المحلل السياسي اليمني محمود الطاهر، أن الولايات المتحدة الأمريكية لا يهمها إيقاف الحرب في اليمن، وذلك في تعليقه على زيارة الرئيس جو بايدن قبل يومين إلى العاصمة السعودية الرياض التي احتضنت قمة عربية – أمريكية شاركت فيها الإمارات ومصر والعراق والبحرين والكويت.
وقال الطاهر إن الحرب في بلاده لم تنل ما تستحقه من اهتمام أميركي لمعالجة الأسباب الحقيقية لدوافع الحرب وسبل إنهائها وإن كل ما حملته الرؤية الأميركية هو تمديد الهدنة التي لم يلتزم بها الحوثي طيلة الثلاثة أشهر الماضية.
الطاهر في تصريحات لصحيفة الشرق الأوسط الدولية، يعتقد أن إصرار واشنطن ومطالبتها بالحديث عن جانب الهدنة وتمديدها، يشير إلى أنه لا يهمها وقف الحرب في اليمن، وإنما هي وسيلة دعم لبايدن وحزبه في الانتخابات النصفية التجديدية بأميركا؛ حيث بات حزب بايدن مهدداً بفقدان الأغلبية بالكونغرس بعد أن فشل في كل المحاور، من مواجهة روسيا والصين، وداخلياً في أميركا.
واكتفت واشطن في قمة جدة بالتأكيد على تمديد الهدنة الإنسانية التي ترعاها الأمم المتحدة، وضرورة تنفيذ الميليشيات الحوثية ما عليها من التزامات متمثلة برفع الحصار عن تعز وفتح المعابر والطرقات، وهو ما ترفضه ذراع إيران منذ بدء سريان الهدنة في الثاني من أبريل الماضي.
يقول الطاهر بهذا الصدد، “لم يتبق لبايدن من وعد يمكن أن يروج له كإنجاز ونجاح إلا بإيقاف حرب اليمن بالحديث وليس بالفعل، وبمجرد انتهاء الانتخابات في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، وأتوقع بعد ذلك اشتعال الحرب مجدداً، وضراوتها ستكون أكبر من السابق”.
وأشار الطاهر إلى ردة فعل الحوثيين إزاء قمة جدة، وقال “كان رد الحوثي واضحاً في ذلك الأمر، فطلب تمديد الهدنة لا يعنيهم، كما أنهم أعلنوا ضمنياً رفض تمديد الهدنة، وهو ما يعني أن سياسة بايدن تجاه الميليشيات الحوثية لم تتغير، وكان بمقدوره أن يكون حازماً في ذلك، وهو أن البديل عن عدم انصياع الحوثي للهدنة هو إعادة الجماعة لقائمة الإرهاب، والعمل على اقتلاعها، كنوع من التهديد، لإجبارها لخوض المباحثات وتنفيذ التزاماتها فيما يخص الهدنة”.