محللون: إعلان تمديد الهدنة في اليمن وقتية وسيتغير ذلك بعد الانتخابات النصفية الأمريكية

يرى محللون يمنيون أن القاءات العليمي في السعودية على هامش القمة الأمريكية العربية في جديو، وإن تبدو خطوة إيجابية في سياق تثبيت السلطة الشرعية الجديدة، لا يجب أن يقود إلى تصور بأن شيئا ما سيتغير على مستوى الصراع اليمني، حيث أن إدارة بايدن لا تملك أيّ رؤية واضحة بشأن سبل إنهاء الصراع وأن أقصى ما يمكن أن تقدمه تمديد جديد للهدنة المعلنة.

وتسعى الإدارة الأميركية إلى إبراز الهدنة التي دخلت حيز التنفيذ في أبريل الماضي بين الحكومة اليمنية والميليشيات الحوثية وتم التوافق على تمديدها، على أنها واحدة من إنجازات البيت الأبيض الدبلوماسية، وهو ما كشفت عنه تصريحات مسؤولين أميركيين تحدثوا عن دور واشنطن في تثبيت الهدنة الهشة وفق تعبير الأمم المتحدة.

وقاد المبعوثان الأممي والأميركي إلى اليمن خلال الأشهر الماضية جهودا دبلوماسية حثيثة لفرض الهدنة ومن ثم دفع الأطراف اليمنية إلى تمديدها، بالرغم من تبادل الاتهامات حول خرق وقف إطلاق النار بشكل مستمر، كما لعبت الدبلوماسية الأممية والأميركية دورا نشطا في ممارسة ضغوط على أطراف إقليمية عديدة لدفع الفرقاء اليمنيين إلى الموافقة على تقديم تنازلات للحيلولة دون انهيار الهدنة التي يعول عليها المجتمع الدولي في فتح مسار سياسي في جدار الأزمة اليمنية والبدء بمفاوضات لإنهاء الحرب المستمرة منذ أكثر من سبع سنوات.

ودأب مراقبون للشأن اليمني على وصف المواقف الأميركية إزاء ملف الحرب في اليمن بالمرتبك والذي تشوبه الكثير من التناقضات، والحسابات السياسية الداخلية والخارجية التي لا تتسم بالواقعية في معالجة ملف شائك ومعقد مثل هذا الملف.

ويرجح الباحث اليمني محمود الطاهر أن تشهد السياسة الأميركية في الفترة القادمة تحولا نسبيا قد ينعكس على موقف إدارة بايدن المتراخي تجاه الحوثيين وإيران، وهو ما تشير إليه تصريحات الرئيس الأميركي، في المؤتمر الصحافي الذي جمعه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، والتي تعزز من فرضيات تحول هذه الزيارة إلى نقطة تحول لتصحيح أخطاء انسحاب الولايات المتحدة من المنطقة، وتغيير موقف واشنطن تجاه الملف النووي الإيراني، إضافة إلى وجود مؤشرات إلى إمكانية حدوث تغيرات كبيرة في الموقف الأميركي إزاء الملف اليمني من قبل إدارة الرئيس جو بايدن.

واعتبر الطاهر في تصريح لـ”العرب” أن حضور رئيس مجلس القيادة اليمني المتوقع للقمة التي ستعقد اليوم السبت، قد يزيد من قوة الموقف الخليجي واليمني في دفع واشنطن للتخلي عن السياسة الناعمة في التعامل مع الميليشيا الحوثية.

وتابع “قد تكون هناك مكاشفة حقيقية في الحديث عن أخطاء الإدارة الأميركية التي ارتكبتها منذ وصول بايدن إلى البيت الأبيض، وكيف أسهمت هذه السياسة المرتبكة في تقوية الحوثي وتحقيق مكاسب على الأرض، وهو ما قد يغير الموقف الأميركي تجاه هذا الملف”.

ولفت الطاهر إلى أن المشكلة الرئيسية في سياسة واشنطن تجاه الملف اليمني وتداعياته الإقليمية، نابع من تعامل الولايات المتحدة خلال الفترة الماضية مع الحرب في اليمن وامتداداتها بنوع من الاستهتار أحيانا والبراغماتية أحيانا أخرى بحيث ظهرت وكأنه لا يهمها من ينتصر أو يخسر في هذه الحرب، بقدر ما يهمها إيقافها لأسباب إنسانية كما تزعم إدارة بايدن”.

وأضاف المحلل اليمني “لأسباب سياسية تتعلق بالمنافسة في الانتخابات الأميركية، لاسيما انتخابات التجديد النصفية، تسعى إدارة الرئيس بايدن لتحقيق أيّ انتصار دبلوماسي في ملفات الشرق الأوسط الساخنة، والمتاح حاليا في هذا الجانب هو العمل على تمديد الهدنة، لكن بعد الانتخابات النصفية، وأعتقد أن الوضع سيتغير في اليمن، وقد نرى انعكاسات هذه الزيارة في هذا الوقت”.

زر الذهاب إلى الأعلى