أمريكا وإسرائيل تتعهدان بمنع إيران من امتلاك أسلحة نووية
وقع الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد يوم الخميس على اتفاق مشترك يتعهدان فيه بمنع إيران من حيازة سلاح نووي، في استعراض للوحدة بين الحليفين بعد خلافات طويلة بشأن الدبلوماسية العالمية تجاه طهران.
ويتوج “إعلان القدس” أول زيارة يقوم بها بايدن لإسرائيل منذ توليه الرئاسة بعد أن قال لمحطة تلفزيون محلية يوم الأربعاء إنه لا يمانع استخدام القوة “كملاذ أخير” ضد إيران، وذلك ردا على ما يبدو على دعوات لابيد للقوى العالمية لطرح “تهديد عسكري جاد” لإيران العدو اللدود لإسرائيل.
وقال بايدن في مؤتمر صحفي عقب توقيع الإعلان “لن نسمح لإيران بامتلاك سلاح نووي”.
ووجهت الولايات المتحدة وإسرائيل، كل على حدة، تهديدات مستترة من هذا النوع لإيران، التي تنفي السعي لامتلاك سلاح نووي، على مدى سنوات.
وأكد إعلان يوم الخميس مجددا الدعم الأمريكي للتفوق العسكري الإسرائيلي في المنطقة وقدرتها “على الدفاع عن نفسها بنفسها”.
وقال الإعلان “تؤكد الولايات المتحدة أن جزءا لا يتجزأ من هذا التعهد هو الالتزام بعدم السماح أبدا لإيران بامتلاك سلاح نووي، وأنها مستعدة لاستخدام كل عناصر القوة الوطنية في سبيل هذه الغاية”.
ويؤكد لابيد على هذا الموقف كسبيل لتجنب صراع مفتوح.
وقال بعد مراسم التوقيع “السبيل الوحيد لمنع إيران من امتلاك سلاح نووي هو أن تعلم أن العالم الحر سيستخدم القوة”.
ووصف بايدن، وهو يقف بجواره، منع إيران من امتلاك سلاح نووي بأنه “مصلحة أمنية حيوية لإسرائيل وللولايات المتحدة، وأُضيف، وللعالم بأسره كذلك”.
ولم يصدر حتى الآن تعليق من طهران.
ووقعت إيران في عام 2015 اتفاقا دوليا يحد من برامجها التي يحتمل أن تسفر عن إنتاج قنبلة نووية. وأعلن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب انسحاب بلاده من الاتفاق في 2018 ووصفه بأنه غير كاف. ورحبت إسرائيل بالانسحاب.
وزادت إيران منذ ذلك الحين بعض أنشطتها النووية مما زاد من أهمية عنصر الوقت في مساعي القوى العالمية للعودة لاتفاق في محادثات تجرى في فيينا. وتقول إسرائيل الآن إنها ستدعم أي اتفاق جديد يتضمن شروطا أكثر صرامة. وامتنعت إيران عن قبول مزيد من القيود.
ضغط العقوبات
سعى بايدن من أجل العودة للمحادثات لكنه قال إنه يتعين على إيران الرد.
وأضاف “لن ننتظر إلى الأبد”.
وإلى جانب تأكيد الحليفين على الالتزام المشترك، قد يعطي الإعلان دفعة لبايدن عندما يستكمل جولته بزيارة السعودية يوم الجمعة. ولدى الرياض مخاوفها الخاصة المتعلقة بإيران، ويأمل بايدن في الاستفادة من ذلك في تحقيق تقارب سعودي إسرائيلي برعاية أمريكية.
وقال بايدن للصحفيين خلال اجتماعه مع لابيد في وقت سابق يوم الخميس إنهما بحثا “مدى الأهمية بالنسبة لإسرائيل، من وجهة نظري، لأن تندمج تماما في المنطقة”.
وشجبت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الفلسطينية هذه الخطوات وأصدر زعيمها اسماعيل هنية بيانا دعا فيه إلى “فتح حوار استراتيجي بين مكونات الأمة ودولها؛ يفضي إلى بناء تحالف سياسي يحمي المنطقة من الهيمنة والتطبيع والسيطرة على الثروات”.
ويعتقد بعض المسؤولين الإسرائيليين والخليجيين أن تخفيف العقوبات بموجب الاتفاق سيوفر لإيران المزيد من الأموال لدعم جماعات تنشط بالوكالة في لبنان وسوريا واليمن والعراق، كما يشككون فيما إذا كانت إدارة بايدن ستفعل الكثير لمواجهة أنشطة إيران الإقليمية.
وردا على سؤال حول ما إذا كان الإعلان يتعلق بكسب بعض الوقت مع إسرائيل بينما تواصل واشنطن المفاوضات مع إيران، قال المسؤول الأمريكي “إذا أرادت إيران توقيع الاتفاق الذي تم التفاوض عليه في فيينا، فقد أوضحنا أننا مستعدون للقيام بذلك، وفي الوقت نفسه، إذا لم يفعلوا فسنستمر في زيادة ضغط عقوباتنا، وسنواصل زيادة عزلة إيران الدبلوماسية”.
وتعهدت الولايات المتحدة وإسرائيل بموجب إعلان القدس بمزيد من التعاون في المشروعات الدفاعية والتكنولوجيا المدنية.
وأضاف الإعلان أن الولايات المتحدة مستعدة لتقديم منح عسكرية لإسرائيل، وجدد التأكيد على اهتمام الولايات المتحدة بإحياء محادثات السلام الإسرائيلية الفلسطينية على أساس حل الدولتين.