إيران تشجّع على تجنيد الحوثي للأطفال للقتال ضد أبناء اليمن

بعد اعتراف مسؤولين حوثيين وعمال إغاثة وسكان بأن ميليشيا الحوثي في اليمن ما زالت تجند أطفالاً لصفوفها العسكرية للقتال ضد الشعب اليمني، على الرغم من اتفاق أبرم مع الأمم المتحدة في أبريل 2022 لوقف تلك الممارسة، بحسب تقرير لوكالة “أسوشييتد برس”، تم تداول تغريدة قديمة لوزير الخارجية الإيراني الحالي أمير عبداللهيان، تشجّع على تجنيد الحوثي للأطفال.

عبداللهيان كتب مغرداً منذ عدة سنوات: “لعبة الرياض الجديدة في اليمن مصيرها الهزيمة. “الحوثيون” أو المتحالفون معهم هم الجزء الأكثر فاعلية في المقاومة والحل السياسي”، فيما أرفق التغريدة بصورة طفل تابع للميليشيا المدعومة من إيران وهو يحمل السلاح.

ونشر المحلل الأميركي من أصول إيرانية كريك سادجادبور، تغريدة عبداللهيان على حسابه في “تويتر”، مؤكداً أن كبار المسؤولين في إيران يمتدحون فعالية تجنيد الأطفال في اليمن، وذلك بعد نشر تقرير لمنظمة “هيومان رايتس ووتش”، أكد أن إيران تجند الأطفال في سوريا.

وقال مسؤولان حوثيان لـ”أسوشييتد برس” إن الحوثيين جندوا عدة مئات من الأطفال، بينهم أطفال في عمر 10 سنوات، خلال الشهرين الماضيين، ونشروهم على خطوط الجبهة ضمن حشد للقوات خلال الهدنة التي توسطت بها الأمم المتحدة، والتي صمدت منذ أبريل الماضي.

المسؤولان الحوثيان اللذان وصفتهما الوكالة بـ”المتشددين”، قالا إنهما لا يريان مشكلة في هذه الممارسة، وجادلا بأن الصبية من عمر 10 أو 12 عاماً يعتبرون رجالاً.

وأضاف أحدهما: “إنهم ليسوا أطفالاً. إنهم رجال حقيقيون يجب أن يدافعوا عن أمتهم”، حسب تعبيره.

واشترط المسؤولان الحوثيان التحدث مع كتمان هويتيهما لتجنب الصدام مع قادة حوثيين آخرين.

واستخدم الحوثيون ما يطلقون عليها “المعسكرات الصيفية” لنشر أيديولوجيتهم الدينية وتجنيد صبية للقتال. وأقيمت مثل هذه المعسكرات في المدارس والمساجد في أنحاء المناطق الخاضعة لسيطرتهم في اليمن، خاصة شمال ووسط البلاد والعاصمة صنعاء.

وقتل نحو 2000 طفل جندهم الحوثيون في أرض المعركة بين يناير 2020 ومايو 2021، وفقاً لخبراء الأمم المتحدة.

وفي أبريل الماضي، وقع الحوثيون ما وصفته اليونيسيف “خطة عمل” لإنهاء ومنع هذه الممارسة.

من جهتهم، قال أربعة عمال إغاثة من ثلاث منظمات دولية تعمل في مناطق خاضعة لسيطرة الحوثيين، إنهم لاحظوا تكثيفاً في جهود حوثية لتجنيد الأطفال في الأسابيع الأخيرة. وكانت صفوف الحوثيين قد ضعفت بسبب خسائر أرض المعركة خاصة خلال المعركة التي استمرت قرابة عامين على مدينة مأرب.

وتحدث عمال الإغاثة مع “أسوشييتد برس” شريطة كتمان هوياتهم خوفا على سلامتهم. وأوضحوا أن الحوثيين ضغطوا على الأسر لإرسال أطفالها إلى معسكرات يتعلمون فيها كيفية التعامل مع الأسلحة وزرع الألغام مقابل خدمات منها تقديم حصص غذاء من منظمات دولية.

ووصف أحد عمال الإغاثة الذي يعمل في مناطق شمالية نائية، رؤية أطفال بعمر عشر سنوات يحرسون نقاط تفتيش على الطريق وبنادق كلاشينكوف معلقة على أكتافهم. وأرسل آخرون إلى خط الجبهة، كما عاد بعض الأطفال مصابين من القتال في مأرب، وفقاً للعامل.

في سياق متصل، قال اثنان من سكان محافظة عمران، إن ممثلي الحوثيين جاؤوا إلى منازلهم في مايو وطلبوا منهم إعداد أطفالهم للمخيمات في نهاية العام الدراسي. وتحدث السكان، وهم مزارعون، شريطة عدم الكشف عن هويتهم خوفاً من الانتقام.

قالوا إن أطفالهم الخمسة، الذين تتراوح أعمارهم بين 11 و16 سنة، نُقلوا في أواخر مايو إلى مركز تدريب في مدرسة قريبة. وقال أحد الآباء إنه قيل له إنه إذا لم يرسل أطفاله فلن تحصل عائلته على حصص غذائية.

وكانت لجنة خبراء الأمم المتحدة قد قالت في وقت سابق من هذا العام، إن الحوثيين لديهم نظام لتلقين الأطفال الجنود، بما في ذلك استخدام المساعدات الإنسانية للضغط على الأسر. ويتم أخذ الأطفال أولاً إلى المراكز لمدة شهر أو أكثر من الدورات الدينية. كما وجد الخبراء أن الأطفال في سن السابعة يتعلمون تنظيف الأسلحة وكيفية تفادي الصواريخ.

زر الذهاب إلى الأعلى