الحوثيون يتنصلون من اتفاقية مع “يونيسف” ويضاعفون من تجنيد الأطفال

لم تكد تمضي أسابيع على توقيعها اتفاقية مع منظمة أممية تتعهد فيها بالتوقف عن تجنيد الأطفال حتى عاودت مليشيا الإرهاب الحوثية، المدعومة إيرانيًا، تحشيد الأطفال والشباب صغار السن للزج بهم في جبهاتها، ضاربة بتلك الاتفاقية عرض الحائط.

وأعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسف” في الـ18 من أبريل/ نيسان الماضي توقيعها لاتفاقية مع الحوثيين، تنص على خطة عمل جديدة لتعزيز حماية جميع الأطفال المتأثرين بالنزاع المسلح، وإنهاء ومنع الانتهاكات الجسيمة المرتكبة ضد الأطفال في اليمن، ومنها التجنيد.

وبالرغم من توقيعها الاتفاقية إلا أن المليشيا سرعان ما انقلبت عليها كعادتها مع اتفاقات سابقة، كان آخرها اتفاق هدنة أعلنته الأمم المتحدة مطلع أبريل الماضي لمدة شهرين في البلاد وجددتها مؤخرا ، حيث قامت المليشيا ومنذ الساعات الأولى لسريانه بارتكاب الخروقات.

وظهر القيادي البارز في صفوف المليشيا المدعو محمد البخيتي، في مقطع فيديو، وهو يشرف على تدريب مئات من الأطفال، وكذا الشباب صغار السن من طلبة المدارس، في أحد أوكار التجنيد الحوثية التي يطلق عليها “المراكز الصيفية”، في مدرسة بمحافظة ذمار التي يعنته محافظا لها.

واعتبرت مصادر مطلعة، ما تقوم به المليشيا الحوثية، من عملية تجنيد للأطفال والشباب صغار السن داخل ما تسمى “المراكز الصيفية”، وكذا ظهور البخيتي وهو يشرف على تجنيد وتدريب الأطفال، تحدٍ سافرٍ للأمم المتحدة، علاوة على كونه يؤكد عدم جدية المليشيا في تحقيق السلام.

وتقيم مليشيا الحوثيين، سنويًا، مراكزها ومعسكراتها الصيفية الدورية، وذلك في إطار نشاطها في استقطاب وتجنيد طلبة المدارس، وغسل أدمغتهم بالأفكار المنحرفة المستوردة من حوزات قم الإيرانية، ثم الزج بهم للهلاك والموت في محارقها.

وأكدت مصادر تربوية أن المليشيا رفعت شعار “علم وجهاد” للمراكز الصيفية التي تنفذها هذا العام، وكثفت لها الدعاية عبر وسائل إعلامها المختلفة و اعتمدت لهذه المراكز وأوكار التجنيد موازنات ضخمة، تجاوز 6 ملايين دولار لتجهيزاتها، وتدشينها، وأنشطتها.

وأكدت تقارير حقوقية أن مليشيا الحوثي جندت خلال السنوات الماضية من الحرب أكثر من 30 ألف طفل، زجت بهم في معاركها، وقتلت منهم وأصابت الآلاف، لاسيّما من أطفال المدارس الأساسية والثانوية، وفق ما وثقته منظمة ميون المختصة بتتبع وكشف الجرائم بحق الأطفال

وبحسب تقرير “اغتيال البراءة” الصادر عن تحالف رصد لانتهاكات حقوق الإنسان في اليمن، مؤخرًا، فإن المليشيا تسببت خلال الخمس السنوات الماضية في قتل 2321 طفلاً.

وكان تقرير فريق الخبراء بالأمم المتحدة المعني باليمن، للعام 2021 م كشف عن استخدام المليشيا الحوثية كافة المدارس بمناطق سيطرتها في عملية التجنيد للطلبة، إضافة إلى استخدامها في أعمال الترويج للعنف والكراهية، وتغذية نزعة التطرف لدى الأطفال.

وقال فريق المحققين في تقريره المقدم لمجلس الأمن الدولي، إن الحوثيين يستخدمون “المراكز الصيفية” في المدارس والمساجد لنشر الأيديولوجيا المتطرفة وسط الأطفال، وتشجيعهم على خطاب الكراهية، وكذا ممارسة العنف ضد جماعات محددة، بالإضافة إلى توفير التدريب العسكري الأساسي لهم.

وأشار إلى أن “المخيمات الصيفية والدورات الثقافية” التي تنظمها المليشيا، تستهدف الأطفال، والبالغين أيضًا، كما تشكل جزءًا من استراتيجية الحوثيين لكسب الدعم والولاء لأيديولوجيتهم، وتشجيع الناس على الانضمام للقتال في صفوفها.

وأكد تقرير الخبراء الأمميين توثيقه حالة عنف جنسي ارتكبت ضد طفل خضع لتدريب عسكري لدى المليشيا الحوثية، إضافة إلى توثيق 9 حالات اقتيد فيها أطفال للقتال وبذريعة أنهم سيلتحقون بدورات ثقافية، بجانب توثيقه حالات تم خلالها استغلال المساعدات للضغط على العائلات لإجبارها على دفع أطفالها للمشاركة في القتال.

واعتبرت الحكومة الشرعية، من جانبها ، على لسان وزيرها للإعلام معمر الإرياني، أن هؤلاء الأطفال الذين يتم تجنيدهم من قبل المليشيا الإرهابية، وكذا استهدافهم من خلال تلك المراكز، يشكلون قنبلة موقوتة لتهديد الأمن والسلم الاقليمي والدولي، سيدفع ثمنها العالم أجمع.

واعتبر مراقبون أن عشرات الآلاف من الأطفال الذين يحشدهم الحوثي لمعسكراته لتفخيخهم بأفكاره الطائفية الظلامية وشعارات الحقد والكراهية، هم لا يمثلون خطرًا على النسيج الاجتماعي والسلم الاهلي، فحسب، بل أنهم يشكلون قنبلة موقوتة لتهديد الأمن والسلم الإقليمي والدولي.

ولفتت إلى أن “مليشيا الحوثي الارهابية المدعومة من إيران ، تعلن أهدافها بوضوح من تجييش الأطفال في المناطق الخاضعة لسيطرتها للمراكز الصيفية، في انتهاك صارخ للقوانين والمواثيق الدولية”.

زر الذهاب إلى الأعلى