الحلف الاسود.. الغاز المنزلي بين الحوثي والمفزر وابوناب

ما زال سكان المناطق الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي، يعانون منذ شهور أزمة وقود خانقة، وصل معها سعر الجالون من البنزين سعة عشرين لترا إلى 30 ألف ريال ( اللتر بدولارين ونصف)، كما بلغ سعر أسطوانة الغاز المنزلي 25 ألف ريال، في ارتفاع غير مسبوق للوقود، انعكس على أسعار بقية السلع والخدمات، بما فيها الغذائية.

المعلومات تتواتر على تأكيد تورط المليشيا التابعة لإيران، في رفع أسعار الوقود عبر تشغيلها المستمر للسوق السوداء التي تسيطر عليها قيادات بارزة في المليشيا، إما بشكل مباشر أو من خلال إقامة تحالفات تجارية مع رجال أعمال استجابوا للضغوط والإغراءات الحوثية.

منذ قرار المليشيا تعويم استيراد المشتقات النفطية في 2015، والسماح للتجار بتوريد المادة للبلد بدلا عن شركة النفط، برزت أسماء حوثية عملت من البداية على إزاحة أي منافسة من قبل رجال الأعمال الحقيقيين لصالح قيادات في المليشيا أبرزها في المجال النفطي المدعوان دغسان محمد دغسان، ومحمد عبدالسلام الناطق الرسمي للحوثيين، حيث كشفت منظمة يمنية لاستعادة الأموال المنهوبة (استعادة) عن إدارة الأخير من خلال أقارب له 27 شركة بينها شركات نفطية، وقدرت مصادر استحواذه على 60 بالمئة من تجارة المشتقات النفطية والغاز في مناطق سيطرة المليشيا.

في مجال الغاز، الأكثر حساسية لارتباطه المباشر بالحياة المعيشية وحاجة كل منزل يمني إليه، قامت المليشيا الحوثية إلى جانب استيراد تجار تابعين لها من الخارج بالضغط والإغراء لمجموعات تجارية، وصولا إلى إقامة شراكة وتحالف لجلب الغاز من حقول مأرب، ترتكز على تقاسم العائدات الكبيرة التي قدرت خلال الأشهر القليلة الماضية إلى نحو 27 مليار ريال في الشهر الواحد، مع بلوغ السعر في السوق السوداء متوسط 20 ألف ريال للأسطوانة.

أكبر المجموعات التجارية المتخصصة بالغاز المنزلي، هي مجموعة المفزر التي دخلت بشراكة مصالح مع مليشيا الحوثي، تحصلت المجموعة من خلال الأخيرة على وضع شبه احتكاري مقابل تقاسم العوائد والأرباح التي تتجاوز 26 دولارا للأسطوانة الواحدة، حسب أسعار السوق السوداء في الوقت الراهن.

تمتلك المجموعة المكونة من ثمانية أفراد 853 مقطورة، هيأت لها الدخول بمساومات مع المليشيا، استطاعت معها تفادي محاولات الضغط الحوثية من حجز لمقطورات والتلويح بـ “الحارس القضائي”، ووصلت في مرة من المرات إلى قتل المليشيا لأحد أفراد بيت المفزر، لينتهي الطرفان بتقديم مصلحتهما المالية المشتركة على خلافات الانفراد الكامل لأحدهما بوليمة الغاز.

المجموعة التجارية التي تحتل المرتبة الثانية في السوق المحلي للغاز المنزلي تمثلها “مجموعة أبو ناب”، وتمتلك 668 مقطورة، وفضلت هي كذلك أن تدخل في شراكة تجارية مع قيادات المليشيا الحوثية.

استطاع الحِلف الثلاثي المؤلف من مجموعتي المفزر، وأبو ناب، ومليشيا الحوثي، احتكار سوق الغاز في المناطق الخاضعة عسكريا للأخيرة، وأن يتربع على أوجاع اليمنيين ومعاناتهم المعيشية.

نقلا عن وكالة 2 ديسمبر

زر الذهاب إلى الأعلى