دراسة دولية تحذر من «كارثة» في البحر الأحمر تطال السعودية.. وتحمل الحوثيين المسؤولية

حذرت منظمة بيئية عالمية من كارثة يمكن أن تحدث قريبا في البحر الأحمر، نتيجة تضرر ناقلة النفط “صافر” التي تحتجزها مليشيا الحوثي الإرهابية الموالية لإيران قبالة سواحلة محافظة الحديدة غربي اليمن.

وتقدم دراسة جديدة لمنظمة “غرينبيس” بيانات تظهر كارثة كبرى على الطريق وسيؤدي تسرب النفط إلى إلحاق أضرار جسيمة بالبيئة والبشر.

وذكرت الدراسة أن الأزمة الإنسانية في اليمن ستتفاقم وسيتأثر الملايين بشكل مباشر بالتسرب الوشيك.

وقال رئيس عمليات “غرينبيس” في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، أحمد الدروبي، إن الناقلة صافر تشكل تهديدا خطيرا ليس فقط على بيئتها البحرية وما تحتويه من كائنات، ولكن أيضا على المجتمعات التي تعيش على شواطئ البحر الأحمر.

وأضاف: “الطريقة الوحيدة لجعل هذه السفينة آمنة هي إخلاء كل النفط منها. نحث الأمم المتحدة وجميع الأطراف المعنية على إعطاء الأولوية للجهود المشتركة من أجل الحل رغم الصعوبات المالية والسياسية”.

وتابع الدروبي: “لم يعد بإمكاننا انتظار الإجراءات التي من شأنها منع هذه الكارثة الضخمة أو على الأقل التخفيف من أبعادها”.

وقالت غرينبيس إن تلوث الهواء سيزيد من خطر دخول المستشفى بسبب مشاكل القلب والأوعية الدموية أو الجهاز التنفسي. وسيؤدي إغلاق الموانئ في اليمن إلى ضائقة عامة بسبب انقطاع شحنات المواد الغذائية والمساعدات الطبية والأدوية.

يعتبر تقييم الآثار طويلة المدى أكثر تعقيدا لأنه يأخذ في الاعتبار عدة قطاعات: نظام المحيطات، والاقتصاد والمجتمع، والصحة – العقلية والبدنية.

البحر الأحمر محاط من جميع الجهات بقناة السويس في الشمال، ومضيق باب المندب من الجنوب الذي يربطه ببحر العرب.

هذه الجغرافيا- بحسب التقرير- التي تتركه مع تدفق قليل من المياه، تعني أن عواقب تسرب النفط ستكون طويلة الأمد وأن التأثير المدمر سيكون طويل الأمد.

وتوقع التقرير، تسرب نحو 220 مليون لتر من النفط من السفينة “صافر”، وتكلفة تنظيف تبلغ 2 مليار دولار.

ستؤثر بقعة النفط أيضا على جودة الهواء، سوف تتبخر المواد الكيميائية السامة وتنتشر في الفضاء ما سيؤثر على المسالك الهوائية والأنسجة، وفي حالة الانفجار وحرق الوقود – فإن الحالة أكثر خطورة.

من المرجح أيضا أن تسبب نفس البقعة الموجودة على سطح البحر أضرارا جسيمة بالبيئة والحيوانات.

فحص مثل هذا السيناريو من قبل Oil Spill Response Ltd ((OSRL بتكليف من المنظمة البحرية الدولية، يوضح أن النفط المتسرب سيؤثر على إريتريا واليمن والمملكة العربية السعودية على مدار المواسم، كما ستتأثر جيبوتي والصومال خلال الأشهر من يناير إلى مارس.

كما أن الشعاب المرجانية في البحر الأحمر ذات الأهمية العلمية الكبيرة لقدرتها على تفادي آثار أزمة المناخ ومقاومتها للضرر من صنع الإنسان، ستكون أيضا على خط النار، إذ من المحتمل أن تواجه الشعاب المرجانية تلفا في الأنسجة وتباطؤا في معدل النمو.

كما سيتعرض أكثر من 1000 نوع من الأسماك، 14% منها ينفرد بها البحر الأحمر ، للخطر، وحتى الزواحف والثدييات والطيور واللافقاريات التي تشكل النظام البيئي الفريد قد تشهد تغيرات بيولوجية ستغير إلى الأبد نسيج الحياة تحت الماء.

وحذر التقرير من أن النفط الخام يحتوي على مواد مسرطنة، ولا يمكن الاستهانة بالمخاطر الصحية طويلة المدى لانسكاب النفط قبالة سواحل البحر الأحمر.

والثلاثاء 1 يونيو 2021، أعلنت المليشيا الحوثية الإرهابية الموالية لإيران تنصلها مرة أخرى من اتفاقها مع الأمم المتحدة بشأن اتفاق صيانة خزان النفط العملاق “صافر” الراسي قبالة موانئ الحديدة.

والجمعة 4 يونيو 2021، طالب مجلس الأمن الدولي، ميليشيا الحوثي الإرهابية الموالية لإيران، بالسماح لمفتشين دوليين بأن يتفقدوا “من دون تأخير” الناقلة النفطية المتهالكة “صافر”، الراسية قبالة سواحل اليمن، والتي تهدّد بحدوث كارثة تسرّب نفطي، لكن الحوثيين رفضوا.

وتصاعدت احتمالات حدوث تسرب للكميات المخزنة في الناقلة “صافر” منذ نحو 5 سنوات والمقدرة بـ 1.14 مليون برميل من خام مأرب الخفيف، خاصة بعد تسرب المياه الى غرفة المحركات، في يونيو الماضي.

وفي 25 يوليو 2019، اتهمت الحكومة اليمنية، الحوثيين، بمنع فريق فني للأمم المتحدة من إجراء أعمال الفحص والصيانة للناقلة صافر، واشتراطها الحصول على ضمانات تمكنها من العائدات المقدرة بـ 80 مليون دولار.

والناقلة “صافر” وحدة تخزين وتفريغ عائمة، راسية قبالة السواحل الغربية لليمن، على بعد 60 كم شمال ميناء الحديدة، وتستخدم لتخزين وتصدير النفط القادم من حقول محافظة مأرب النفطية.

و”صافر” التي صُنعت قبل 45 عاماً وتُستخدم كمنصة تخزين عائمة، محمّلة بنحو 1.1 مليون برميل من النفط الخام، يقدّر ثمنها بنحو 40 مليون دولار.

وبسبب عدم خضوع السفينة “صافر” لأعمال صيانة منذ عام 2015، أصبح النفط الخام (1.148 مليون برميل)، والغازات المتصاعدة تمثل تهديدا خطيرا للمنطقة، وتقول الأمم المتحدة إن السفينة قنبلة موقوتة قد تنفجر في أي لحظة.

زر الذهاب إلى الأعلى