قيادي سابق يكشف عن أسرار الإخوان وعلاقته بفرع الجماعة في اليمن ونظام طهران
كشف القيادي المنشق عن جماعة الإخوان في مصر الدكتور ثروت الخرباوي، لأول مرة عن أسرار التنظيم الدولي للإخوان وعلاقته بفرع جماعة الإخوان في اليمن وذراعها السياسي (التجمع اليمني للإصلاح) وعلاقتهما الوطيدة بنظام الملالي في طهران.
وتناول الخرباوي، في حوار جريئ بحلقته الأولى التي بثها برنامج «خط أحمر» على شاشة فضائية الغد المشرق، خبايا من أسرار التنظيم الدولي للإخوان وعلاقته بفرع الجماعة في اليمن بالإضافة لعلاقة التنظيم الدولي للإخوان بنظام وفكر الملالي في طهران، وارتباطه بالماسونية العالمية، وخصوصية موقع اليمن في أجندته التدميرية في المنطقة.
وأكد الخرباوي، أن التحالف والتنسيق بين جماعة الإخوان والحرس الثوري الإيراني قديم وممتد منذ عشرات السنوات، مشيرا إلى التوافق بين الجانبين في المشروع والأهداف والمصالح، التي تقوم بالأساس على الإضرار بالدول والأنظمة العربية.
وقال الخرباوي، “لتنظيم الإخوان خطاب للرأي العام وخطاب داخلي وسري يدعي أن من يعارضهم ليس على الإسلام الصحيح ويجوز قتله”، لافتا أن “تنظيم الإخوان يتغلغل في صفوة المجتمعات ووظائفهم للترويج لأفكاره بالقوة الناعمة حتى وإن انتقدوا سياساته في العلن”.
وعن علاقة جماعة الإخوان بالتنظيمات الإرهابية، أكد الخرباوي أن تنظيم الإخوان أسس تنظيمي القاعدة وحماس كأذرع عسكرية خارجية وكان يدرب الجهاديين في اليمن للقتال في أفغانستان عبر القيادي عبدالمجيد الزنداني.
وذكر الخرباوي أن التنظيمات الإرهابية كالقاعدة وداعش وغيرهما خرجت من رحم الإخوان وأن الجماعة تستخدم التقية والخداع للتغطية على ذلك من باب “الضرورات تبيح المحظورات”، مشيراً “انه بعد خروج قيادات الإخوان من السجون عام 74 حصل اجتماع للتنظيم السري الخاص في بلدة تابعة لـ القليوبية بقيادة القيادي الإخواني مصطفى مشهور المكنى «ابو هاني» بعد الاغتيالات التي نفذها التنظيم الخاص والتي طالت النقراشي والحزمدار في الاربعينيات وألبت الرأي العام على الإخوان، مؤكداً أنهم لا يمكن ان يتخلوا على السلاح فقرروا بعد اتفاقهم خلال الاجتماع على إنشاء كيانات وجماعات جهادية لا يمكن ان تبدو أن لها صلة بالإخوان كتنظيم القاعدة وحركة حماس والجماعة الإسلامية وجماعة الجهاد، وهذا الكلام لا خلاف عليه”.
ونبه الخرباوي من خطورة تغلغل قيادات وأعضاء جماعة الإخوان الذين يطلق عليهم “الصفوة” في مؤسسات الدولة حيث يدينون سراً بولائهم لأمراء التنظيم الدولي وليس للوطن ويقومون بتدمير كيانه بمحاربة الخدمات وافتعال الفوضى والقيام بالعمليات الإرهابية والتصفيات الدموية.
وعن خصوصية اليمن في فكر مؤسس جماعة الإخوان، يرى الخرباوي أن مؤسس التنظيم الدولي حسن البنا، قرر التمدد في اليمن، باعتبارها محطة وفكرة رئيسية، حيث روج لها بنفسه بأن المهدي المنتظر سيظهر من اليمن وليس من أي بلد آخر، منوهاً أن جماعة الإخوان تؤمن بولاية البطنين التي تتبناها الاثنى عشرية.
وتابع قائلا: “إن حسن البنا في بداية تأسيس حركته كان مهتما باليمن وأن محمد زبارة لما جاء إلى مصر والتقى بحسن البنا سنة 29 أراد أن يقيم علاقة قوية جدا مع الإمام يحيى بن المنصور بن حميد الدين، وأنه حين حدث خلاف بين الإمام والملك عبدالعزيز آل سعود حاول حسن البنا أن يظهر أنه يريد أن يصلح ويجمع بينهما وهو كان حاطط عيونه على اليمن والسعودية في مسعى لنشر فكره فيهما”.
ونوه أن ولي عهد الإمام، سيف الإسلام البدر، دعا مؤسس جماعة الإخوان حسن البنا عبر مبعوثه زبارة لزيارة اليمن للتدريس والإقامة فيها وأنه سمى ابنه سيف الإسلام حسن البنا تيمناً بابن ولي عهد الإمام، وأنه حاول الذهاب لليمن لكن الحكومة المصرية لم توافق على ذلك.
وعن علاقة الخميني واستفادته من فكر الإخوان، كشف الخرباوي أن الإمام الخميني سمى نفسه المرشد الأعلى تيمناً بمؤسس جماعة الإخوان حسن البنا وقد قال ذلك أثناء زيارة وفد من قيادات الجماعة له رغم طلبهم له أن يكون خليفة للمسلمين شيعة وسنة ورفض ذلك والتقى بالبنا في مصر سنة 39 واستقبلوه أسبوعا في مقرهم وأسس دارا أطلق عليه اسم «التقريب بين الشيعة والسنة» واتخذ له مقراً في منطقة الزمالك بالقاهرة قبل 40 سنة من ثورة الخميني.
وأكد الخرباوي أن أغلب قيادات جماعة الإخوان في مصر هربت إلى اليمن حيث كانت الملاذ المناسب لها وكان مؤسس الجماعة يوصي قيادات الجماعة بالذهاب إليها، وأبرزهم القيادي الإخواني مصطفى مشهور الذي هرب عام 81 إلى اليمن خوفاً من اعتقاله من قبل الرئيس السادات بالإضافة إلى القيادي الإخواني محمد بديع، مرشد الإخوان السابق بعد خروجه من السجن سنة 72 ذهب لليمن وعمل فيها، والقيادي محمود عزت سافر إلى اليمن وايضاً القيادي خيرت الشاطر خرج من مصر إلى اليمن.. جميعهم يذهبون لليمن.
وروى الخرباوي شهادته في قصة تهريب قيادات الصف الأول لفرع تنظيم الإخوان في اليمن الذراع السياسي لحزب التجمع اليمني للإصلاح، وأبرزهم الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر والقيادي محمد عبدالله اليدومي رئيس حزب التجمع اليمني للإصلاح الحالي لأموال كبيرة وكميات من الذهب إلى مصر، من خلال ارتباطهم وعلاقتهم الوطيدة مع القيادي المعروف في الجماعة في مصر مصطفى مشهور سنة 90، حيث اتفقوا ثلاثتهم على جمع أموال كبيرة من اليمن داخل حقيبة كبيرة تحت مسمى جمع «تبرعات دعم المجاهدين في فلسطين» وجرى تهريبها بتسهيلات من ضباط شرطة موالين للجماعة في مطار القاهرة بهدف تسليمها لقيادة الجماعة في مصر والذي استلمها من المطار القيادي اليدومي، حيث حمل الحقيبة وقابلته شخصياً وأخذته في حينها إلى عيادة الدكتور أحمد الملط النائب للمرشد العام للإخوان في منطقة «باب الو» بالقاهرة وادخلناه وسلم الحقيبة له وهو متظاهر انه مريض كانت زيارته للعيادة تحت مزاعم العلاج.
وأشار القيادي المنشق من جماعة الإخوان ثروت الخرباوي إلى أن تلك الأموال الطائلة وكميات الذهب التي تم جمعت داخل اليمن تحت يافطة جمع «تبرعات دعم المجاهدين في فلسطين» أنفقتها قيادة الجماعة في مصر لمواجهة الأزمة المالية التي تعرضت لها وهي على أبواب المشاركة في عدة استحقاقات انتخابية أغلبها في دعاية حملاتها في انتخابات النقابات المهنية ومنها نقابات المحامين والأطباء والمهندسين والتجاريين والانتخابات البرلمانية بمصر خلال فترات متفاوتة.
وعن توقعاته عن مستقبل جماعة الإخوان في ظل المتغيرات في المنطقة أكد أن جماعة الإخوان لها ماض وحاضر وليس لها مستقبل لأنها دخلت في صدام مباشر مع الشعوب.
وعن سبب انشقاقه عن الجماعة، قال الخرباوي: “اختلفت مع جماعة الإخوان ووقفت ضدها لأنها تمثل خطوات الشيطان وفكرها حائط أسمنتي جامد ضد التطور”.
وأضاف إن محب الدين الخطيب الذي يتباهى الإخوان بمدحه حسن البنا ألف كتابا أطلق عليه تسمية «دار التخريب بين السنة والشيعة» وقال فيه إن البنا يتلمس خطوات الشيطان.
وجدد تأكيده عن العلاقة بين مؤسس جماعة الإخوان حسن البنا مع اليستر كراولي مؤسس عبدة الشيطان أن الأخير عقد لقاءات عدة معه خلال زيارته لمصر عام 1904م وان كراولي قام بتأليف كتاب «القانون» زعم فيه انه تلقى الوحي من الشيطان قبل تأسيس جماعة الإخوان وأن لديه مستندات وثائق وشهادات من مذكرات قدامى قيادات الجماعة تثبت ذلك من كونهم حضروا تلك اللقاءات.
وأوضح الخرباوي أن مؤسس جماعة الإخوان حسن البنا كان يكذب في مذكراته انه تلقى المبلغ الأول لتأسيس الجماعة في الاسماعيلية من مدير شركة قناة السويس في ذلك الحين البارون جبن واه في حين أنه لا يوجد مدير لشركة قناة السويس بهذا الاسم، بل إنه تلقى المبلغ ومبالغ أخرى من شخص فرنسي قام بإخفاء اسمه الحقيقي ينحدر من عائلة كبيرة في باريس ويمتلك بنكا هناك وجاء مصر قبل تأسيس جماعة الإخوان في الاسماعيلية حيث كان هذا الشخص مديرا لشركة قناة السويس في ذلك الوقت وهو مؤسس تنظيم المحفل الماسوني في باريس أو جمعية ما تسمى بـ«التنويريين».
وأكد الخرباوي أن ايصالات المبالغ المالية التي تسلمها حسن البنا لتأسيس جماعة الإخوان لم تصل باسم شركة قناة السويس وانما كانت تكتب عليها مناولة فلان الفلاني وأن شركة قناة السويس ليست جمعية خيرية للتبرعات.
ولفت أن حسن البنا خلال مشاركته في الانتخابات في حينها بالاسماعيلية ذكر في مذكراته أنه بعد شيوع قصة تلقيه المبالغ في أرجاء المنطقة بين الأهالي برر تسلمه الأموال من مدير شركة قناة السويس مؤسس الماسونية: “ان هم بيسرقوا فلوسنا وان قناة السويس بتاعنا وانه يحق لي اخذ هذه المبالغ كجزء من أموالنا”.
وأشار إلى أن حسن البنا كان متأثراً بمؤسس فرقة الحشاشين حسن الصباح وأن جماعة الإخوان متقاربة وشبيهة بجماعة الصباح مؤسس فرقة الحشاشين وهو شيعي أنشأها منذ 900 سنة على مذهب الاثنى عشرية الذي نقل الفرقة من الإمامية إلى الفرقة الاسماعيلية، وأن الصباح كان يطلق على فرقته بجماعة الاخوه وأن البنا أطلق على جماعته اسم الإخوان.