مؤشرات ثورة جياع في ظل فساد وعجز حكومي واضح واستئثار إخواني بالثروات

تشهد المناطق المحررة أوضاعاً معيشية وإنسانية صعبة للغاية تزايدت معها معدلات الفقر والمجاعة، كانعكاسات مباشرة للسقوط المدوي في قيمة العملة الوطنية،
وارتفاع أسعار السلع الغذائية والاستهلاكية والوقود.

وتفاقمت معاناة المواطنين في ظل حالة غير مسبوقة من تردي الخدمات وجنون الأسعار وانهيار العملة، إضافة إلى عجز كامل من جانب المواطنين عن توفير احتياجاتهم اليومية.

وفي وقت تستأثر عصابات الإخوان في الشرعية بثروات المناطق المحررة من بترول وغاز وضرائب ورسوم جمركية وغيرها، فإن المواطنين لا يجدون قيمة رغيف الخبز، مع تآكل مداخيلهم وارتفاع الأسعار في ظل غياب أي معالجات حكومية.

والتدهور الكارثي في الجانب الاقتصادي في المناطق المحررة نتيجة ممارسات خاطئة وفشل في التعاطي مع الملف الاقتصادي من نواح عدة، منها: تبديد الموارد وعدم ترشيد النفقات وتجميد عمل المؤسسات والوحدات الاقتصادية وضياع الموارد واستفادة جماعات ومراكز قوى (مثل جماعة الإخوان، وآخرين داخل مؤسسة الرئاسة) من مثل هذه الموارد في ظل غياب الرقابة سواء البرلمانية أو الشعبية.

ولن يقف مسلسل السقوط عند 1700 ريال للدولار في ظل انتهاج الحكومة لنفس الآلية التي تدار بها الأمور خاصة في الشق الاقتصادي، والذي أصبح أكثر أولوية وأهمية حتى من الجانب السياسي والعسكري، كون إدارة المناطق المحررة بهذا الشكل من الفشل الاقتصادي وتعريض الناس للمجاعة ودفع غالبيتهم إلى دائرة الفقر هو ما يضعف الموقف السياسي والعسكري، وبالتالي فان الأولوية القصوى لا بد أن تكون لتحسين الأوضاع الاقتصادية.

ويخرج الناس في محافظات عدة كتعبير عن الغضب وعن الاحتجاج على تقصير وفساد وعجز الشرعية عن القيام بواجباتها تجاه المواطنين.

ورغم تدهور الأوضاع المعيشية والاقتصادية إلا أن الحكومة لم تتخذ أي خطوات إيجابية تجاه تحسين أوضاع الناس المعيشية والاقتصادية، ليستمر السقوط والتدهور في العملة وفي أسعار السلع الغذائية، ما ينذر بثورة جياع خلال الفترة الحالية.

وكان برنامج الأغذية العالمي قد حذر من تفاقم أزمة الجوع في اليمن بين شرائح واسعة من المجتمع، في ظل الغلاء الناجم عن تدهور أسعار صرف العملة.

وذكر مكتب البرنامج في اليمن، في بيان على “تويتر”، أن “أزمة اليمن التي طال أمدها مدمرة لملايين العائلات.. أسعار المواد الغذائية تستمر في الارتفاع، هذا يؤدي إلى ازدياد الجوع”.

وكان المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي ديفيد بيزلي، قد قال في 8 نوفمبر إن أكثر من نصف سكان اليمن (16.2 مليون) يواجهون خطر الجوع الحاد مع استمرار الصراع الدامي المستمر في هذا البلد منذ نحو سبعة أعوام.

• عن وكالة خبر

زر الذهاب إلى الأعلى