جرائم إبادة جماعية يرتكبها الحوثيون في عبدية مأرب وسط صمت أممي وهشتاج حكومي
تمارس المليشيا الحوثية الإرهابية الموالية لإيرران جرائم حرب بحق أبناء مديرية العبدية جنوبي مأرب، وسط صمت دولي، ودعوات حكومية لصرخة عبر هشتاجات إلكترونية، دون أن تتحرك عسكريًا لإنقاذ شعبها.
ودمّرت مليشيا الحوثي ، ست قرى بشكل كلي في مديرية العبدية بمحافظة مأرب (شمال شرقي اليمن)، في حين تواصل شن هجوم وحشي واسع على نحو 18 قرية أخرى، وسط موجة نزوح مستمرة.
جاء ذلك في تقرير نشرته، السبت 16 أكتوبر 2021م، قناة “العربية”، أكدت فيه استمرار مليشيا الحوثي بشن هجوم عسكري واسع على نحو 18 قرية جنوبي مديرية العبدية، بعد تدميرها 6 قرى بشكل كلي.
الحكومة اليمنية تطلق حملة إلكترونية للتنديد بحصار الحوثي لمديرية العبدية جنوب #مأرب منذ نحو شهر وصمت العالم تجاه ما تمارسه الميليشيات من جرائم مروّعة وإبادة جماعية بحق النساء والأطفال والشيوخ و الاعتقال والتعذيب والتجويع تحت هاشتاغ #العبديه_تخاطب_الانسانيه#الحوثي_يحاصر_العبديه pic.twitter.com/Q4zblBv5Qw
— الحدث اليمني (@Alhadath_Ymn) ١٦ أكتوبر ٢٠٢١
وأفادت مصادر عسكرية ميدانية أن القوات الحكومية والمقاومة الشعبية تخوضان مواجهات عنيفة ضد المليشيا التي تهاجم القرى المكتظة بالسكان، تزامنا مع موجة نزوح واسعة ومستمرة.
وذكر التحالف العربي في اليمن أنه نفذ أمس الجمعة عشرات العمليات التي استهدفت المليشيا وآلياتها في محيط محافظة مأرب.
وأعلن أنه نفذ 40 استهدافاً لآليات وعناصر المليشيا في محيط العبدية خلال 24 ساعة، موضحاً أن عمليات الاستهداف شملت تدمير 10 آليات عسكرية وخسائر بشرية تجاوزت 180 عنصراً.
ووصفت مصادر حقوقية الهجوم الوحشي للحوثيين على قرى العبدية بـ”محاكمة إنسانية الأمم المتحدة بكامل منظماتها ومبعوثها إلى اليمن”، إزاء موقفها المخري تجاه ما تتعرض له آلاف الأسر من قصف وحصار دون أن تتخذ قرارا جادا وحاسما تجاه المليشيا، وهو ما يتعارض مع تباكيها في العام 2018 على الوضع الإنساني مع اقتراب القوات المشتركة من تحرير ميناء الحديدة.
جرائم إبادة جماعية
في السياق، حذر مسؤول حكومي ومنظمات حقوقية من ارتكاب مليشيا الحوثي جرائم
إبادة جماعية بحق أبناء المديرية بعد تهديدات أطلقتها عبر وسائل إعلامها بالتصعيد المستمر ووصفها أبناء تلك المناطق بـ”الارهابيين والدواعش”، بناءً على نزواتها الانتقامية ورغبتها في السيطرة على المديرية لاستكمالها الزحف نحو مدينة مأرب عاصمة المحافظة.
ويعاني الآلاف من كارثة إنسانية غير مسبوقة جراء استمرار المليشيا الحوثية في فرضها حصاراً جائراً منذ نحو شهر، وقصف النساء والأطفال في المنازل بالصواريخ الباليستية وقذائف الهاون ومختلف أنواع الأسلحة “في جرائم حرب وإبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية وسط صمت دولي وأممي غير مفهوم ولا مبرر”.
علاوة على ذلك ترفض المليشيا فتح ممرات آمنة للمدنيين في استباحة للقوانين الدولية ومواثيق حقوق الإنسان.
واستغرب حقوقيون ومراقبون من وقوف العالم موقف المتفرج تجاه جرائم الحرب والإبادة الجماعية التي ترتكبها مليشيا الحوثي في العبدية، وتجاهله لمأساة المدنيين من الأطفال والنساء وكبار السن.
موجة نزوح وقصف وحشي
وتشهد جبهات محافظة مأرب الغنية بالنفط والغاز، خلال الأسابيع الماضية تصعيداً عسكرياً من قبل المليشيا الحوثية وفرضها حصاراً خانقاً على قرى وسكان مديرية العبدية منذ قرابة شهر، ونزوح الآلاف جراء القصف الوحشي.
وأعلنت المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة، الخميس، أن 10 آلاف شخص نزحوا من منازلهم في سبتمبر الماضي وحده، من مأرب، في أعلى معدل نزوح شهري بهذه المنطقة منذ بداية العام الحالي. في حين بلغ عدد النازحين بين الأول من يناير الماضي و30 سبتمبر الفائت أكثر من 55 ألف شخص.
ومنذ فبراير الماضي، يشن الحوثيون هجوماً على محافظة مأرب، في محاولة للسيطرة عليها دون نتيجة، وسط تحذيرات دولية من آثار تلك الهجمات ومخاطرها على آلاف النازحين دونما اتخاذ الأمم المتحدة أي قرارات جادة بحق المليشيا تضمن حقوق المدنيين وفق القوانين الدولية ومواثيق حقوق الإنسان.
واعتبر حقوقيون، الصمت الأممي شريكا في الجرائم الوحشية التي ترتكبها المليشيا بحق أبناء المنطقة، والتي ترقى إلى أن تصنّف جرائم حرب وإبادة جماعية.